لم تثر مشاركة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القمة العربية الإفريقية التي أقيمت مؤخرا في مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، رغم انسحاب المغرب و8 بلدان عربية احتجاجا على مشاركة وفد البوليساريو، غضب واستياء المغاربة فقط، بل أيضا جدلا حتى في مصر. وفي تفسير دلالات الموقف المصري، أفاد مصدر سياسي بارز، في تصريح لصحيفة عربية تصدر من لندن، بأن نظام السيسي "أراد ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد؛ أولها مجاملة الكويت التي لم تنسحب كباقي الدول الخليجية، بعد العرض السخي الذي أنقذت به مصر باتفاق يقضي بتزويد القاهرة ب2 مليون برميل من النفط الخام شهرياً". والعصفور الثاني، وفق المصدر الذي لم يكشف هويته، هو "التقارب المصري الجزائري في بعض الملفات، إضافة إلى محاولة القاهرة إرضاء الجزائر، خصوصاً في ظل وضعها عينها على البترول والغاز الجزائري، بعدما أوقفت السعودية بترولها عنها بعد تصاعد الخلاف بينهما". "والعصفور الثالث والأهم أن موقف القاهرة جاء ردا على الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك محمد السادس إلى إثيوبيا، وفتحه علاقات موسعة مع أديس أبابا، في وقت تشهد العلاقة بين مصر وإثيوبيا توتراً ملحوظاً بسبب قضية سد النهضة، في أعقاب اتهام أديس أبابا للقاهرة بإثارة الأزمات الداخلية ودعم تظاهرات الأورومو أخيراً"، يقول المصدر ذاته. من جهته أورد مصدر دبلوماسي مصري مطلع أن "القاهرة أوشكت على اتخاذ قرار الانسحاب من قمة مالابو، لولا استمرار الكويت في المشاركة وعدم الانسحاب مثل باقي الدول الخليجية"، مبرزا أن مصر "عائدة للتو إلى الاتحاد الإفريقي بعد تعليق مشاركتها من جانب الاتحاد في أعقاب 30 يونيو 2013". وذكر المصدر عينه أن "مصر ترغب في استثمار أي محفل دولي أو إفريقي لتأكيد شرعية النظام الحالي الذي يقوده السيسي"، موضحا أنه "قبل القمتين السابقتين كانت الجامعة العربية تخاطب الاتحاد الإفريقي للتأكيد على مشاركة الدول العربية والإفريقية الأعضاء فقط في الأممالمتحدة". وكان المغرب أبدى أسفه للموقف الكويتي الذي لم يلتزم بوحدة المصير المنصوص عليها في إعلان 20 أبريل 2016 الصادر عن القمة المغربية الخليجية الأولى بالرياض، بعد انسحاب المملكة و8 دول عربية، إثر وضع علم ويافطة باسم كيان وهمي يسمى "الجمهورية الصحراوية" داخل قاعات الاجتماعات. وعبّر المغرب بالمقابل عن شكره الخالص والعميق للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة قطر وسلطنة عمان والأردن واليمن والصومال على "ما أبانت عنه خلال الأشغال التحضيرية للقمة العربية الإفريقية الرابعة بمالابو من تمسك ثابت بالضوابط الحاكِمة للشراكة العربية الإفريقية".