الأربعاء 23 نونبر 2016 - 16:45 في الوقت الذي آزرت فيه بلدان عربية، وخليجية على الخصوص، قرار الوفد المغربي بالانسحاب من القمة العربية الإفريقية المقامة حاليا في غينيا الاستوائية، بسبب وضع "علم البوليساريو" في طاولة الاجتماعات، يحضر قادة بلدان عربية أخرى القمة، دون مبالاة للقرار المغربي. ويحضر القمة العربية الإفريقية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، اللذان وصلا إلى مالابو أمس الثلاثاء، وهو ما اعتبره مراقبون تصرفا يزيد من ترسيخ "الفتور" في العلاقات بين الرباط ونواكشوط، وحتى بين الرباطوالقاهرة. ويضم الوفد المصري المرافق للرئيس السيسي في غينيا كل من سامح شكري، وزير الخارجية؛ وطارق قابيل، وزير التجارة والصناعة؛ ومصطفى شريف، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية؛ وعباس كامل، مدير مكتب الرئيس؛ وعلاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. وكانت مصر قد احتضنت، قبل أسابيع قليلة، أشغال برلمان عموم إفريقيا والبرلمان العربي في مدينة شرم الشيخ، وحضره وفد من جبهة البوليساريو الانفصالية، ترأسه خطري آدوه. كما استقبله رئيس البرلمان المصري؛ وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في المغرب من سلوك القاهرة. وتأتي مشاركة السيسي وعبد العزيز في القمة العربية الإفريقية، إلى جانب حضور ما يسمى "الجمهورية الصحراوية الغربية"، لتثير العديد من التساؤلات بشأن المواقف الأخيرة لهذين البلدين من قضية الوحدة الترابية؛ فيما قررت كل من السعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان والأردن واليمن والصومال الانسحاب تضامنا مع المغرب. وأورد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون بأنه كان من بين الضوابط المشتركة "المنبثقة عن احترام الوحدة الترابية للبلدان أن تقتصر المشاركة في الأنشطة التي تجمع الطرفين على الدول الأعضاء في هيئة الأممالمتحدة؛ غير أنه لوحظ إخلال بهذه الضوابط، إذ وضع علم ويافطة باسم كيان وهمي داخل قاعات الاجتماعات". وأكد المصدر أن المغرب وتلك الدول، التي أعلنت انسحابها من القمة "ما لم تعد الأمور إلى نصابها"، "كانت ولا تزال على وعي تام بما تمثله الشراكة العربية الإفريقية من أهمية وما تشكله من رهان يصب في اتجاه تعزيز مكانة المجموعتين ودورهما في إحلال الأمن والسلام في العالم، وخدمة تطلعات الشعوب في التنمية وصيانة كرامة المواطن العربي والإفريقي". وأضاف أن "تشبث تلك الدول بهذه المبادئ كان ولا يزال قويا بنفس القدر الذي حرصت به على التقيد بالضوابط المشتركة التي سمحت بإعادة إطلاق الشراكة العربية الإفريقية عبر القمة الثانية التي عقدت في سرت سنة 2010 والقمة الثالثة التي التأمت في الكويت سنة 2013". وذكر البلاغ بأن المملكة المغربية ومعها دول عربية وإفريقية أخرى "حرصت على توفير جميع وسائل الدعم وجميع الظروف الملائمة لإنجاح القمة العربية الإفريقية الرابعة التي تحتضنها جمهورية غينيا الاستوائية، وهي تجدد التقدير الكبير لهذا البلد الإفريقي الصديق، رئيسا وحكومة وشعبا، على المجهودات الجبارة التي قام بها في هذا الشأن".