أمضى سكان اليوسفية ليلة بيضاء إثر سيول اجتاحت قرى وجماعات الإقليم، ووصلت إلى المدينة بعد فيضان "وادي سيدي احمد" بجماعة الكنتور و"وادي كشكاط". وأسفرت السيول الجارفة عن وفاة طفلة تبلغ 10 سنوات، ومحاصرة أربعة أشخاص وسط السيول، تم انتشالهم أحياء من طرف عناصر الوقاية المدنية، فيما لازال البحث جاريا عن مفقودين اثنين، بالإضافة إلى تسجيل عدد من الخسائر المادية. وأسفرت التساقطات المطرية التي شهدتها هضاب الفوسفاط بين إقليم الرحامنة واليوسفية عشية أمس الأحد عن سيول جرفت خمس سيارات، منها سيارة في ملكية جماعة رأس العين، مع تسرب المياه إلى العديد من المنازل. وأفاق سكان اليوسفية على وقع شوارع وطرقات وأرصفة تعلوها طبقة سميكة من الأوحال والأحجار التي جرفتها المياه في طريقها، فيما تضررت عدد من السيارات والشاحنات بعدما حملتها المياه وصدمتها بجدران وأعمدة كهربائية؛ فيما تسربت المياه الموحلة إلى عدد من البيوت ما أدى إلى إتلاف محتوياتها. وبالإضافة إلى البيوت المتضررة بكل من أحياء السلام والغدير والداخلة والسعادة بمدينة اليوسفية، تسربت المياه إلى المحطة الطرقية وأغرقتها، زيادة على محطة سيارات الأجرة والسوق البلدي؛ ما جعل الأحياء والأزقة في عزلة شبه تامة؛ فيما قطعت الطريق الوطنية الرابطة بين مراكشوالمدينة ذاتها، وفق تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية. وأكد فاعلون جمعويون للجريدة أن هذه الفيضانات لم تعرف لها المنطقة مثيلا منذ عام 1998، موضحين أن الأمطار الغزيرة التي تساقطت في وقت وجيز بفعل العواصف المطرية تسببت في فيضان "واد كشكاط"، منتقدين البنية التحتية للمدينة التي أبانت عن هشاشتها. يوسف الإدريسي، فاعل إعلامي وأحد سكان المدينة، قال لهسبريس إن "مدينة اليوسفية لم تعرف سقوط أمطار، لكنها أدت ضريبة التموقع في مسلك نهر يتذكر مجراه كلما اشتدّ صبيبه"، كما أرجع الإدريسي الخسائر المسجلة إلى "غياب قنوات تمكن من تصريف وادي كشكاط، الذي عرف خلال السنوات الماضية عملية إعادة تهيئة كانت لها انعكاسات سلبية"، وفق تعبيره. وأضاف المتحدث، ضمن التصريح نفسه، أن الحل الأنجع لتفادي مثل هذه الفواجع مستقبلا تبقى متمثلة في "بناء سدود صغرى تحد من خطورة السيول، حماية لليوسفية من الفيضانات، وكذا تقوية البنية التحتية في المدينة بتوسيع شبكة صرف المياه على وجه الخصوص".