أبدى جاستن بيير جيمس ترودو، الوزير الأول الكندي، تفاؤله بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلاده والمغرب؛ وذلك ضمن رسالة وجهها إلى عبد الرحيم خيي بابا، رئيس غرفة التجارة والصناعة المغرب بكندا، بمناسبة التنظيم المرتقب لسنة المغرب بكندا "ماروكان 2017". ولم يخف المسؤول الكندي سعادته، ضمن المراسلة التي حصلت هسبريس على نسخة منها، حيال التواصل مع القائمين على لقاء "ماروكان 2017"، المنظم من طرف غرفة التجارة والصناعة المغرب بكندا، مؤكدا رغبته في دعم التجارة والاستثمارات بين كندا والمملكة المغربية. وأورد ترودو أن "غرفة التجارة والصناعة المغرب بكندا تعمل منذ بداياتها على تشجيع تعاون ثنائي دائم بين الطرفين، من خلال إرساء علاقات اقتصادية تطمح إلى أن تكون أكثر متانة، وأيضا عبر خلق مناخ محفز لرجال الأعمال في البلدين"، مبرزا ثقته في أن تضع الغرفة تجربتها لتطوير دينامية المقاولات الكندية بالمغرب. ويقول عبد الرحيم خيي بابا، رئيس غرفة التجارة والصناعة المغرب بكندا، ضمن تصريح لهسبريس، إن رسالة ترودو تبرز مدى الأهمية التي توليها أكبر سلطة سياسية في كندا للعلاقات التجارية بين المغرب وكندا، مضيفا أنه "حتى لما كان ترودو في المعارضة كانت لديه الاهتمامات نفسها". ووصف خيي بابا الوزير الأول الكندي بأنه "قيادي وسياسي منفتح يتعامل مع الجاليات المسلمة بكثير من الاحترام والتوقير، حتى إن المهاجر المغربي يشعر حقا بأنه مواطن كندي بكل ما في الكلمة من معنى"، متابعا بأن "هذا الأمر لم يكن حاضرا عند الوزير الأول الكندي السابق"، وفق تعبيره. واسترسل المتحدث بأن ما يميز ترودو أنه قادم من مجال التربية، وأنه يؤمن بأن كندا ليست فقط للكاثوليك، بل أيضا هي ملك لسائر الجنسيات الأخرى، مسلمين ويهودا وغيرهم، مشيرا إلى أنه "من فرط احترام ترودو للمسلمين، يحاول النأي بيده عن مصافحة سيدة محجبة احتراما لمبادئها الدينية". وجوابا على سؤال ما إذا كانت شخصية ترودو المنفتحة على الغير قادرة على تطوير العلاقات التجارية بين المغرب وكندا، أفاد خيي بابا بأن "عقلية الوزير الأول الكندي المنفتحة والمرنة لا شك في أن يكون لها دور حاسم في الدفع بالعلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين البلدين إلى الأمام". وأكمل بأن المشكلة ليست في المسؤولين الكنديين، بل في المغرب حيث "ألف القائمون على المعاملات التجارية بالمملكة التعامل أساسا مع فرنسا، وهو ما أسفر عن تفشي سلوكات سلبية عديدة"، مضيفا أنه "بإمكان المغرب أن يكون بوابة لكندا نحو إفريقيا، وأن تكون كندا بوابة للمملكة نحو أمريكا الشمالية". حري بالذكر أنه سبق لغرفة التجارة والصناعة المغرب بكندا أن نظمت دورة "ماروكان 2016"، وهي التظاهرة التي تروم أساسا إبراز التنوع الذي يسم الجالية المغربية والمجتمع الكندي، وبلورة "الإمكانات الاقتصادية المغربية والفرص التجارية والاستثمارية التي يقدمها المغرب الجديد". وتلعب غرفة التجارة والصناعة المغرب بكندا دور "الميسر" للعلاقات التجارية بين المغرب وكندا، والدفع بالجالية المغربية المقيمة في هذا البلد الشمال الأمريكي من أجل القيام بدور نشيط وناجع يهدف إلى تعزيز التبادلات التجارية بين البلد المضيف والوطن الأم.