مع كل فصل شتاء، وبعدما دمرت الفيضانات التي عرفتها المنطقة سنة 2014 القناطر الرئيسية على وادي الزات، تبدأ محنة أكثر من 20 دوارا من قبيلة أيت زياد بجماعة خميس تيدلي التابعة لإقليم الحوز مع العزلة التامة عن العالم الخارجي. وعلى إثر التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها جبال الأطلس الكبير، هذا الأسبوع، تحرك صبيب الوادي المشار إليه مرة أخرى ليجهز على ما تبقى من قناطر، ما جعل الانتقال من وإلى دواوير عدة، مثل تمزليط وتمزكيدة وأيت شوعلا وتيليوا وأوبدير وغيرها، أمرا مستحيلا. معاناة دواوير الداخل بأيت زياد يعيشها القاطنون على الضفة الأخرى للوادي المذكور، مثل سكان تمزليط، الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن الوصول إلى أراضيهم الفلاحية على الطرف الآخر من مجرى الوادي حيث أشجار الزيتون وزراعة الخضر التي أعدت لتسويقها. محمد أنزالين، أحد سكان دوار تمزكيدة المتضرر، أوضح لهسبريس أن القنطرة هي المنفذ الوحيد لسكان 20 دوارا نحو العالم الخارجي، وللقاطنين بالضفة الأخرى نحو أراضيهم الفلاحية، مضيفا أن "تدميرها يعني أن ضررا كبيرا يلحقنا"، بحسب تعبيره. وقال المتحدث ذاته: "خروجنا من منطقتنا اتجاه كل من مدينة أيت أورير ومراكش يتطلب منا قطع مسافات طويلة عبر طريق خميس تيديلي، ما يعني مصاريف إضافية لسكان جلهم يعيشون الفقر المدقع"، مشيرا إلى أن المتضررين رفعوا شكواهم إلى رئيس المجلس الجماعي. محمد تيجاني، رئيس جماعة خميس تيديلي، أوضح من جهته أن إصلاح القناطر التي دمرتها فيضانات سابقة من اختصاص مصالح المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك، موردا أن غلافها المالي يفوق إمكانيات المجلس الجماعي. وكشف المسؤول عينه أن مديرية التجهيز أعدت دراسة حول كل من قنطرة تمزليط ولعوينة بأربعاء تغدوين، وتنتظر الاعتمادات المالية للشروع في بنائها، أمام قنطرة الشبايك فهي مبرمجة في ميزانية خصصت لفيضانات سنة 2014. "الجماعة عاجزة عن تمويل قنطرة يقدر غلافها المالي بمليار ونصف المليار سنتيم، وهذا المبلغ فوق طاقتنا؛ لذلك اقتُرحت قنطرة الشبايك في إطار مخطط سيتم بين وزارة التجهيز وبرنامج التنمية القروية"، يقول الرئيس نفسه، مضيفا أن "الدراسات أنجزت، ويرجع تأخر إصلاح القناطر إلى أن وزارة التجهيز ما زالت تبحث عن التمويل"، يقول تيجاني