خلف فيضان واد الزات، بعد الأمطار العاصفية التي عرفها إقليمالحوز، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، كارثة تفوق ما خلفته الفيضانات التي شهدتها المنطقة سنة 2014، وفق ما ذكره بعض أهالي المنطقة. وتسبب الفيضان الأخير في أضرار مادية كبيرة، مست البنيات التحتية للجماعات التي يقطعها الوادي، إذ دمرت عدة طرق وقناطر، ما نتج عنه فرض العزلة على ساكنة المنطقة. وقطعت بسبب السيول الطريق الرابطة بين كل من جماعتي تديلي مسفيوة وتغدوين على مستوى دوار تمزكيدة، وطريق الشبايك التي تربط مجموعة من دواوير منطقة أيت زياد، على الضفة اليسرى لواد الزات، والطريق المتواجدة على مستوى دوار تمكونسي. وانقطع التلاميذ الذين يدرسون بثانويات أربعاء تغدوين والتوامة وأيت أورير ومدرسة تمزليط... عن الدراسة، فيما أصحبت ساكنة المنقطة في عزلة تامة عن العالم الخارجي، مما حرمها من التبضع والتسوق للتزود بحاجياتها الضرورية. خدمات الشبكة الكهربائية قطعت عن دواوير جماعة تديلي مسفيوة، خاصة دواوير منطقة أيت زياد (20 دوارا)، بسبب سقوط أعمدة الضغط العالي على مستوى دوار تامكونسي. وأدى انقطاع الكهرباء عن مضخات الآبار التي تسيرها الجمعيات المحلية، وكذلك تلك التي تسيرها الجماعة، إلى حرمان الساكنة من التزود بالماء الشروب، كما جرفت مياه الوادي مجموعة من الأرضي الفلاحية، وآلاف الأشجار المثمرة، خاصة أشجار الزيتون، وغير المثمرة، كالصفصاف والدردار، وغلات فلاحية أخرى. مجموعة من السواقي دمرت هي الأخرى؛ ما سيكون له، حسب عبد اللطيف أجعيدي، وهو فاعل جمعوي بالمنطقة، أثر وخيم على المدى القصير على المنتجات الفلاحية، التي تعتبر مصدر العيش الأساسي لفائدة ساكنة الدواوير المجاورة لواد الزات. وأهاب الفاعل الجمعوي بإقليمالحوز بجميع المسؤولين، من سلطات منتخبة ومحلية، ومصالح خارجية، كمديرية الفلاحة والتجهيز، والحوض المائي، والمياه والغابات، وهيئات المجتمع المدني، تكثيف الجهود من أجل الحد من الأضرار ومعالجتها؛ داعيا إلى العمل على تجاوز هذه الكارثة الطبيعية، وفك العزلة عن الساكنة المتضررة، وإيجاد الحلول الناجعة للآفة التي ضربت المنطقة.