للاسبوع الثاني على التوالي باغتت السيول الناتجة عن تساقطات مطرية هامة مناطق عديدة من الجنوب المغربي و خاصة بجهتي مراكش تانسيفت الحوز و سوس ماسة درعة . و تحولت خلال الساعات الماضية مواقع التواصل الاجتماعي، الى فضاءات لكشف معاناة ساكنة الجنوب المغربي و توثيق لحظات من الفيضانات أو الخسائر التي خلفتها الأمطار الغزيرة و تحولت كلميم الى منطقة منكوبة ومعزولة عن العالم الخارجي فيما لا زال المواطنون يبذلون قصارى جهودهم في أجواء من التضامن لمواجهة آثار و حصيلة يومين غير مسبوقين من التساقطات بكل من تارودانت، وشتوكة آيت باها، وإنزكان آيت ملول، وتيزنيت حيث يتم الحديث عن سقوط 4 ضحايا، فارقوا الحياة غرقا في الأودية، خلال نفس الفترة . و بجهة مراكش تانسيفت الحوز تسببت هشاشة البنيات التحتية و إرتفاع منسوب مياه الوديان و المجاري في خسائر مادية مهولة حيث تداول مرتادو المواقع صورا لسقوط و إنهيار العديد من القناطر مما ترك مناطق كاملة و خاصة في العالم القروي في عزلة تامة في غياب لتدخل السلطات و آليات الانقاذ و قصور عتاد وزارة الأشغال العمومية عن مواجهة الوضع المتفاقم . إقليمالحوز الشاسع عاش على إيقاع كارثة طبيعية ادخلت بعض مناطقه في عزلة تامة والبداية بواد الزات الذي إرتفع منسوب مياهه بشكل غير مسبوق متسببا في سيول عارمة غمرت كل الدواوير المجاورة له حيث سبب أضرارا مادية كارثية وذلك بتدمير ما تبقى من العديد من القناطر كالقنطرة الرابطة بين جماعة تيدلي مسفيوة وجماعة تغدوبن على مستوى دوار تمزكيدة وأيضا تدمير قنطرة تصورت وقنطرة تغدوبن التي تربط دوار سيدي الوفى بدوار آيت أنزل متسببا في دخول المنطقة في عزلة تامة و جرف مجموعة من البقع والأراضي الفلاحية وآلاف من الأشجار المثمرة وأشجار الزيتون . ولم تسلم ساكنة مشيخة من نفس الظاهرة حيث تم تدمير مجموعة من المنازل في مجموعة من الدواوير و خاصة دوار اسكا الذي ما زالت ساكنته تحصي خسائر الأسبوع الماضي لتنضاف اليها معالم كارثة إنسانية جديدة . ولم تسلم بلدية آيت اورير هي الاخري من فيضان واد الزات حيت تم تدمير مقهى كوك هاردي التابع لإحدى الفنادق الموجودة على جنبات الواد. و قد عرفت جماعة ايت فاسكا التابعة لدائرة آيت اورير ترحيل 62 شخصا من دوار العامرية , تأمينا لسلامتهم خوفا من أضرار كارثية وذلك لارتفاع منسوب مياه واد الزات و بدورها تعرضت منطقة اوريكة لسيول جارفة أتت على ما تبقى من قنطرة واد اوريكة. وبالتالي أدخلت منطقة مسفيوة في عزلة تامة ولم تسلم منطقة جماعة تمازوزت هي الأخرى من انعزالها عن العالم الخارجي ودلك بعد تدمير قنطرة واد اوريكة وقنطرة سيدي غياب اما منطقة ستي فاظمة فقد عاشت في عزلة تامة بعد قطع الطريق الرابطة بين اثنين اوريكة وستي فاظمة وأيضا قطع الطريق الرابطة بين مراكش واوريكة بسب فيضان واد اسيل. بشرق المملكة و بالضبط باقليم فجيج خلفت التقلبات الجوية المنصرم،خسائر مادية فادحة بسبب الأمطار الطوفانية التي شهدتها مناطق الإقليم خاصة يوم الجمعة الماضي بفعل فيضان واد العرجة الذي يخترق نفوذ الجماعة القروية لعبو لكحل المتاخمة للحدود المغربية مع الجزائر، و قد نتج عن فيضان هذا الوادي انهيار حوالي عشرة (10) منازل . و تسببت الأمطار التي لم تشهد المنطقة مثيلا لقوتها منذ حوالي 30 سنة في وقوع سيول جارفة، عاش على إثرها السكان يوما أسودا وسط الهلع و الخوف و الرعب، و لولا يقظة السكان و توقعهم لهول الكارثة لكانت الخسائر أفدح . و اجتاحت السيول روافد واد العرجة الذي ارتفع منسوب مياهه ليغمر العديد من المنازل ما أدى إلى انهيارها و تسببت مياه الأمطار في انهيار عدد من المسالك الطرقية، كما اجتاحت عددا من الأراضي الزراعية مما نتج عنه إتلاف المزروعات الخريفية و العشرات من أشجار النخيل و التي تعتبر من الموارد الرئيسية لعيش سكان المنطقة فيما فشلت نداءات الاستغاثة في تعبئة السلطات المحلية و القوات العمومية و الوقاية المدنية التي لم تحل بالمنطقة الى حدود مساء السبت الماضي .