تمكنت مروحية الوحدة المتنقلة للإسعاف والإنعاش، التابعة لمركز وحدة المساعدة الطبية المستعجلة بمراكش، يوم الاحد 23 نونبر 2014 من إنقاذ سيدة وضعت مولودها بوسائل تقليدية في ظروف مزرية، وذلك بعدما انقطعت كل الطرق المؤدية الى المستشفي برا بسبب فيضان الوادي. وكانت المروحية قد قامت بمحاولة يوم السبت خلال اشتداد المخاض على السيدة القاطنة بدوار املوكَي ستي فاطمة باعالي جبال اوريكة، و الذي يبعد بحوالي 70 كلم كلم عن مدينة مراكش، لكنها عادت أدراجها بسبب سوء الأحوال الجوية. وأوضحت مصادر من عين المكان أن الوحدة المتنقلة قدمت الإسعافات الأولية للسيدة المسماة ث ا بعين المكان، قبل أن يتم نقلها على متن المروحية إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، حيث أدخلت العناية المركزة وتم تخليصها من "خلاص" الولادة، ولقيت محاولة التدخل مرة ثانية استحسانا ملموسا لدى ساكنة المنطقة. وأشارت المصادر أن المروحية لم تنقل مولودتها أيضا إلى جانبها، نظرا لخطورة وضعها. وقام زوج السيدة وأمها بنقل المولودة في ظروف صعبة الى مستشفى الأم والطفل من أجل تقريبها الى أمها، كما قطع أقاربها العشرات من الكيلومترات بوسائلهم الخاصة سواء مشيا أو عبر دراجات نارية من أجل الاطمئنان على صحتها. من جهة ثانية قالت المصادر إن فيضان الوادي خلف انهيار عدد كبير من المنازل الطينية وبقي عدد من الساكنة متشردا بدون مأوى حيث لجأ البعض الى المساجد والباقي لجأ عند أقاربه وأهله. وعلم جديد بريس أن المئات من المواطنين ساروا صباح الاثنين من أوريكة الى عمالة الاقليم بتحناوت (60 كلم تقريبا) للمطالبة بتدخل عاجل للسلطات المحلية عبر إسعاف المنكوبين والعمل على إصلاح الطرقات والقناطر المهدمة. وأضافت مصادر أخرى أن الساكنة أفاقت اليوم على هول الكارثة ولم يستطع الكثير منهم الذهاب إلى السوق من أجل التزود بالمواد الغذائية الصورية، وهو ما يهددهم وأطفالهم بالجوع، داعين الى وضع خطة من أجل إيصال المؤونة الى القرى المعزولة. وقالت مصادر من عين المكان إن كل من واد أوريكة وواد الزات قسما إقليمالحوز إلى جزيرات وقطع أهم الطرق بالإقليم ، فواد اوريكة قطع الطريق الرابطة بين منطقة العكرب ومنطقة ستي فاضمة ابتداء من والماس، كما قطع الطريق الرابطة بين اثنين اوريكة وايت أورير على مستوى قنطرة اوريكة حيث غير الواد مجراه إلى السوق الأسبوعي وجرف معه عدة دكاكين وجزءا من بناية بريد المغرب ودار الشباب ومحطة حافلات النقل الزا. وأصبحت منطقة اثنين اوريكة عبارة عن ضفتتين متقاربتين جغرافيا إلا انهما متباعدتين لمن اراد العبور إلى الضفة الأخرى، كما ان نفس الواد ي قد قطع ايضا الطريق الرابطة بين سيدي عبد الله غياث وتمازوزت على مستوى القنطرة الكائنة بين عبد الله غياث وتمازوزت قرب مفتاح الخير وهي القنطرة التي تم إعادة بنائها مؤخرا، وبتالي فواد اوريكة لا يمكن عبوره إلا في قنطرة وحيدة وهي قنطرة الشويطر. اما واد الزات فقد قطع، حسب المصادر، الطريق الرابطة بين أربعاء تغدوين ومنطقة الزات باكملها في جهة المنبع وكذلك الطريق الرابطة بين ايت اورير وأربعاء تغدوين قرب تخربين، كما عزل بشكل تام بين بعض الدواوير بجماعة تديلي عن العالم الخارجي، كالمنطقة المتواجدة بين تالبانين وخميس تديلي حيث اصبحت على شكل جزيرة كبيرة. ويشار إلى أن غالبية المدارس بهذه المناطق ستتعطل بها الدراسة ولن تستانف بعد العطلة البينية نظرا لهذه الأسباب.