انصب اهتمام الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية على المرحلة السيئة التي يمر منها المرشح الجمهوري للبيت الأبيض، والهجوم لاستعادة مدينة الموصل العراقية، علاوة على العلاقات بين حكومتي أوتاوا وكيبيك. وهكذا، كتبت صحيفة (بوليتيكو)، تحت عنوان "ترامب يواجه مصيره"، أن الملياردير النيويوركي "يثير الغضب ونظريات المؤامرة والفوضى" على بعد ثلاثة أسابيع عن الانتخابات العامة المقررة في 8 نونبر المقبل. ولاحظت الصحيفة، في هذا السياق، أن ترامب مر، مرة أخرى، بأحد أسوأ أسابيع حملته الانتخابية، مشيرة إلى أن قطب العقار يعاني من مشاكل خطيرة، لا سيما مع الناخبات بسبب تصريحاته المثيرة للجدل، التي نشرت مؤخرا على الانترنت، والتي يستعمل خلالها عبارات "مخزية" ضد النساء. وأضافت الصحيفة أنه في محاولة للانتعاش بعد سلسلة من الأخطاء الفادحة، انتقد ترامب، مرة أخرى، شفافية النظام الانتخابي، مبرزة أن ترامب يحاول اعتماد خطاب يسمح له بتبرير هزيمته، التي قد تكون نكراء، خلال الانتخابات الرئاسية. وتابعت (بوليتيكو)، في تفس المقال، أن المرشحة الديمقراطية لا تزال أمامها عقبة رئيسية واحدة، تتعلق بالمناظرة الرئاسية الثالثة التي ستنعقد بعد يوم غد الأربعاء في لاس فيغاس، مشيرة إلى أن هيلاري كلينتون تستعد لتجنب أي خطأ قد يسمح لمنافسها بالعودة بقوة، مرة أخرى، إلى السباق نحو البيت الأبيض. وفي سياق متصل، كتبت (واشنطن بوست) أن المرشحة الديمقراطية تواجه خيارا "ملحوظا" خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من حملتها، يتمثل في توسيع جهودها إلى الولايات التي لم يحقق فيها الديمقراطيون نصرا منذ زمن، أو أن تلتزم بالوضع الحالي. وأشارت الصحيفة إلى أن كلينتون تتقدم بفارق مريح نسبيا بمعظم الولايات الرئيسية، التي أنفقت بها حملتها موارد هائلة، مضيفة أن الولايات الأخرى التي عادت ما تصوت للجمهوريين مثل أريزونا ويوتا، قد تتحول إلى المعسكر الديمقراطي. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أعطى انطلاقة هجوم طال انتظاره لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل المهمة من أيدي جماعة الدولة الإسلامية، مشيرة إلى أن القوات الكردية انطلقت صباح اليوم في مسيرة نحو مجموعة من البلدات شرق الموصل. وأكدت الصحيفة أن هذا الهجوم قد يستمر لأسابيع أو شهورا، ويشارك فيه حوالي 30 ألف من الجنود العراقيين، مع دعم جوي من الطائرات الأمريكية المقاتلة، مضيفة أن قوات مكافحة الإرهاب العراقية ستكون مدعومة خلال هذه العملية من قبل نظرائهم الأمريكيين. ومن جانبها، اعتبرت (بوليتيكو) أن الهجوم العراقي يمثل أكبر عملية عسكرية في البلاد منذ انسحاب القوات الامريكية سنة 2011، مضيفة أنه في حالة نجاح هذه العملية، ستكون أقوى ضربة تتلقها جماعة (داعش) منذ ظهورها بالمنطقة. وبكندا، كتبت يومية (لو سولاي) أنه بعد مرور عام عن نجاح الليبراليين بزعامة جاستين ترودو، والعلاقات بين أوتاوا وكيبيك هادئة، لكن هذا لا يمنع من مرور عواصف، أمام وجود عدد من القضايا الصعبة التي يتعين تسويتها، مثل تمويل العلاجات الطبية، والمساعدة المالية الاتحادية لبومباردييه. في هذا الصدد، كتبت الصحيفة أن ملف بومباردييه يظل الأكثر إلحاحا، مشيرة إلى أن شركة الطيران الكندية طلبت من الحكومة الفيدرالية أن تفعل مثل كيبيك وتستثمر مليار دولار في برنامج طائراتها (سي سيريز)، علما بأنه على الرغم من الملف لا يزال قائما منذ عدة أشهر، فإن هناك أملا. وأوضحت الصحيفة أن قضية أخرى نفذ بخصوصها صبر كيبيك، وتتعلق بالتحويلات في مجال الرعاية الصحية، مشيرة إلى أن وزير الصحة الكيبيكي، غايتن باريت، لم يفكر في كلماته أمام الحكومة الاتحادية لتمرير الزيادة في التحويلات من 6 بالمئة إلى 3 في المئة ابتداء من العام المقبل. وفي الجانب البيئي، ذكرت الصحيفة أن الوزيرين الأولين الكيبيكي والفيدرالي، على التوالي فيليب كويار وجوستان ترودو، يتقاسمان نفس الرؤية بخصوص مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، مشيرة إلى أن وزير البيئة الكيبيكي، ديفيد هورتيل، أعرب عن ارتياحه لوجود مخاطب حقيقي في أوتاوا بشأن قضية تغير المناخ. ببنما، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أن الحكومة جددت تأكيدها على تمسكها بالعمل على ضمان الأمن الغذائي للمواطنين من خلال تنفيذ برنامج "الدرجة صفر من الجوع"، موضحة ان تحقيق هذا الهدف يمر بالضرورة عبر تطوير قطاع الزراعة وجعله اكثر تنافسية. وأضافت الصحيفة أن الاهتمام بقطاع الزراعة والرفع من مردوديته واستدامته، وتطوير المناطق الريفية وتجمعات السكان الأصليين سيساهم في خفض معدلات الفقر وضمان أمن غذائي مستدام لمواطني البلد، خاصة خارج المناطق الحضرية. من جانبها، اعتبرت صحيفة (بنماأمريكا) أن تحقيق معدل نمو بنسبة 5 في المئة خلال السنة الجارية قد يكون أمرا جيدا، لكنه لن ينعكس على الوضع الاقتصادي للمواطنين في بلد يعتمد اقتصاده بحوالي 80 في المئة على الخدمات المالية واللوجستية، خاصة وأن قطاعي الزراعة والتجارة يمران بفترة عصيبة، موضحة أن التحدي الذي تواجهه السلطات يتمثل في أن تصل ثمار النمو إلى الشرائح الدنيا للمجتمع. بالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أنه بينما تقوم بلدان بأمريكا اللاتينية، مثل المكسيك، ب"شد أحزمتهما" من أجل التكيف مع الواقع الجديد لانخفاض أسعار المواد الأولية وتسجيل نمو أقل، فإنه ليس من الضروري القيام ب"استدعاء رجال الإطفاء" كما كان في الماضي لمواجهة البيئة الخارجية المعاكسة، حسب ما أكد نائب رئيس البنك الدولي لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، خورخي فاميليار. من جهتها، قالت صحيفة (لاخورنادا) إن مطرانية المكسيك حذرت من انعدام الأمن، مشيرة إلى "أنها ليست مسألة أرقام سوداء أو بيضاء" في إشارة إلى البيانات التي كشف عنها المسح الوطني حول الإحساس بالأمن العام، والذي نشره في 27 شتنبر الماضي المعهد الوطني للإحصاء والجغرافيا.