بعد انتهاء ولايته على رأس منظمة الأممالمتحدة، التي استمرت حوالي 10 سنوات، يغادر الكوري الجنوبي بان كي مون موقعه في ال"ONU" ليخلفه البرتغالي أنطونيو غوتيريس، الذي سيستهل مهامه ابتداء من يناير القادم إلى غاية دجنبر من العام 2021. وسارع المغرب إلى تهنئة الرئيس الجديد لأمم المتحدة ببرقية بعثها الملك محمد السادس إلى غوتيريس، الذي شغل في وقت سابق منصب رئيس وزراء البرتغال، شدد من خلالها العاهل المغربي على "حرص المملكة المغربية على مواصلة النهوض بدورها الفاعل إقليميا ودوليا، واستعدادها التام والدائم لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لما تبذله منظمة الأممالمتحدة من جهود ومساع حميدة من أجل إيجاد حلول سلمية ومنصفة لمختلف القضايا الدولية الشائكة، والإسهام بدورها في ترسيخ قيم الحرية، والعدالة، والتضامن، والتعايش بين الشعوب والحضارات". وكانت العلاقة بين المغرب والأمين العام السابق للأمم المتحدة عرفت العديد من التقلبات، خاصة حينما خرج عن حياده، بعدما وصف الصحراء ب"الأرض المحتلة"، وهو التصريح الذي جر عليه الكثير من الانتقادات ودفع العديدين إلى المشاركة في مسيرة احتجاجية بالعاصمة الرباط، تندد بما قاله الكوري الجنوبي. رحيل بان كي مون ووصول أنطونيو غوتيريس ليخلفه شد انتباه العديد من بلدان العالم، خاصة مع حجم التحديات الأمنية التي تعيق نموها، والتي سبق لكي مون أن عبر عن قلقه حيالها، كما هو الحال في سوريا، وليبيا وفلسطين والعراق وبعض بلدان إفريقيا. ملف الصحراء سيكون كذلك من بين أبرز الملفات على طاولة الأمين العام الجديد مع باقي الملفات، مع العلم أن الفترة التي تولى فيها بان كي مون الرئاسة "تعتبر أسوأ الفترات التي مرت بها الأممالمتحدة منذ نهاية الحرب الباردة"، حسب ادريس الكريني، أستاذ العلاقات الدولية بمراكش؛ وذلك بالنظر إلى عدد الملفات التي بقيت الأممالمتحدة مكتوفة الأيدي تجاهها في عهد الأمين الكوري الجنوبي. بان كي مون، الذي خرج عن حياده في آخر سنوات ولايته، بالانزياح عن المواقف التي ينص عليها ميثاق الأممالمتحدة، والمبادئ التي يضمنها، يقول عنه المتحدث نفسه: "وجدنا أنفسنا لأول مرة أمام أمين عام يعبر عن آراء تتجاوز منطوق مجلس الأمن، وهذا سلوك خطير أساء إلى الأممالمتحدة" مردفا بأنه "بغض النظر عمن سيخلف كي مون فمن المستبعد أن يسقط في الأخطاء نفسها، لسبب بسيط أن الأممالمتحدة تمر بأزمة عامة، تقتضي منها تحمل مسؤوليتها في عالم متغير"، حسب تعبيره. "أما التعاطي مع قضية الصحراء فإنه يقتضي أن يتركز على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة"، يردف مدير مختبر الدراسات الدولية حول إدارة الأزمات، ويزيد: "يبدو أن الأمين العام السابق لم يكن على اطلاع واسع بخلفيات الوقائع وتاريخية حول هذا الصراع؛ وبالتالي يفترض على الأمين العام الجديد التأسيس لمواقف بناءة تعطي نفسا جديدا لسير المفاوضات من أجل تقريب وجهات النظر ما بين الأطراف المتنازعة، من خلال خلق الأجواء المساعدة على إيجاد حل إيجابي لهذا الملف دون تحريض". وخلص الأستاذ الجامعي ذاته إلى أن "شخصية الأمين العام الجديد ستتنافى مع شخصية بان كي مون التي كلفت الأممالمتحدة الكثير، خصوصا أن المغرب معروف بانخراطه الكامل في دعم جهود الأممالمتحدة، خاصة مساهمته في بعض الأزمات الدولية القريبة من حدوده"، وزاد: " الأمين العام السابق وتر مع الأسف العلاقات مع بلد نشيط في المنطقة، وبكل تأكيد الأمين العام الجديد لن يسقط في الأخطاء نفسها".