في إطار الحملة الانتخابية التي يقودها حزب الاستقلال في جل ربوع المملكة، نظم "الميزان" مهرجانا خطابيا بمدينة مريرت بحضور المفتش الإقليمي للحزب أعراب عمر، والكاتب الإقليمي حسن العلاوي، والمنسق الجهوي رحال المكاوي، فضلا عن عبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، ووكيل لائحة الميزان بالمنطقة صالح أغوبال. واعتبر أعراب، الذي قرأ كلمته على الحاضرين، أن التجمع الذي نظمه الحزب بمدينة مريرت "رسالة إلى من يبحثون عن التحكم وهم كائنات انتخابية غريبة"، بحسب تعبيره، قبل أن يوجه سهام تصريحاته إلى باقي الأحزاب السياسية، وخاصة الأصالة والمعاصرة الذي كان ينظم مهرجانا خطابيا في الوقت نفسه، مردفا أن "أحزاب التحكم لم يكفهم أنهم جمعوا المال الحرام والعبث بأموال المواطنين"، على حد تعبيره. بدوره قال رحال المكاوي إن حزب الاستقلال اختار ترشيح أسماء من المؤكد قربها من الشعب والسكان للدفاع عن حقوقهم وملفاتهم؛ "فأحسن اختيار اليوم هو حزب الاستقلال صاحب المسار الطويل في النضال من أجل الديمقراطية"، مذكرا بما حققه الحزب في الحكومة السالفة، وداعيا في الآن ذاته إلى وضع مقارنات بين ما قام به الميزان في أربع سنوات خلال الحكومة السالفة وما قامت به حكومة العدالة والتنمية في خمس سنوات، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على القدرة الشرائية للفئات المجتمعية البسيطة، "ومع الأسف تم التراجع عن كل ما قمنا به". المكاوي أكد أن حزبه حينما يعد يطبق، عكس بعض التنظيمات الحزبية الأخرى، وتساءل عن الأسباب التي دفعت الأحزاب المشاركة في الحكومة إلى عدم تقديم حصيلتها الحكومية للمواطنين، ليجيب: "السبب بسيط، وهو أن الفشل الذريع بصم عملهم"، على حد قوله. ودعا المتحدث الحاضرين إلى إعادة الثقة في حزب الاستقلال من جديد، مؤكدا أن الحزب إما سيدخل الحكومة لتطبيق برنامجه كاملا أو الاصطفاف في المعارضة. أما عبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية ل"الميزان"، فاستنكر استعمال المال في الحملات الانتخابية، مؤكدا أن الانتخابات "انتهت اليوم وانتصرنا، وساكنة مريرت ومن خلال حضورهم لتجمع الميزان فإنهم ساندوا الحق"، مردفا: "نحن ربحنا الانتخابات وانتهت لأنه أنتم معنا". واسترسل الكيحل في انتقاد ما اعتبره عرقلة من طرف بعض الجهات للتشويش على المهرجان الانتخابي للميزان؛ "فمن الغريب أنه في مغرب ما بعد 2011، هناك من يعتقد أنه سيفوز ضدا عن رغبة الناخبين، ولا يمكن خوض الانتخابات في غياب الكرامة، ومن الواجب أن يشعر كل واحد فينا بأن الوطن يتسع لنا جميعا وليس لمن لهم المال فقط"، بتعبيره. "الاستقلال له تاريخ من النضال الطويل بدأه مع النضال من أجل الاستقلال، والآن يناضل من أجل المستضعفين والفئات الهشة"، يزيد الكيحل، معتبرا أن قوة حزبه في أنه يدافع عن هذه الفئات الهشة، سواء من داخل الحكومة أو من خلال المعارضة، خاتما حديثه: "وعياو ما يشوشو علينا ولكن نحن فائزون"، في إشارة إلى من شاركوا في المهرجان الخطابي الذي نظمه "البام". وعرف وسط المدينة إجراءات أمنية مكثفة، فقد انشرت العديد من وحدات الشرطة والقوات المساعدة لتفادي وقوع أي صدامات بين من حضروا للمهرجان الخطابي للاستقلال ومن حضروا مهرجان الأصالة والمعاصرة.