طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة البرلمانية الجديدة الاتحاد الأوروبي بالسماح لمواطنيه بالدخول لدول التكتل دون الحاجة لاستخراج التأشيرات بداية من الشهر الجاري بموجب اتفاق اللاجئين. ونشرت جريدة (حرييت) التركية كلمة أردوغان التي قال فيها إن "أكتوبر هو شهر مهم في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، يجب أن يبدأ الغاء التأشيرات هذا الشهر، ولكن موقف الاتحاد يوحي بأنهم لا يريدون الوفاء بكلمتهم لتركيا، وهم يعرفون، أن العلاقات (بالنسبة لهم) هي أن يقوم طرف ما بتقديم الوعود، فيما يقوم طرف آخر بتنفيذها". كما أكد أنه "بعد انتظار دام ل53 عاما على الأبواب، نأمل في اعتراف واضح من سلطات الاتحاد الأوروبي، ليس لدينا، ولن يكون لدينا، أية مشكلة بخصوص حقوق الانسان أو سيادة القانون وفقا للمعايير المشتركة، ليس هناك أي عائق أمام الاتحاد الأوروبي لقبول تركيا كعضو، فنحن مستعدون". واضاف أردوغان "ولكن فلتنتهي هذه اللعبة الآن، يجب عليهم ان يختاروا اذا ما كانوا يريدون الاستمرار مع تركيا أو دونها، ولكنهم يحاولون القاء اللوم علينا". وينص اتفاق الاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، والذي نجح في تقليل عدد اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا عن طريق اليونان، على السماح للمواطنين الأتراك لدخول دول الاتحاد دون الحاجة لاستخراج تأشيرات، وهو ما كان بفترض البدء في تنفيذه شهر يونيو الماضي، ولكن تم تأجيله لشهر أكتوبر الحالي. ويقول الاتحاد الأوروبي أن تنفيذ هذا البند يتوقف على إدخال تعديلات على قانون مكافحة الإرهاب ليفي بمعايير الاتحاد، إلا أن أنقرة رفضت هذا الأمر. كما انتقد الرئيس التركي قرار الولاياتالمتحدة بالسماح بمقاضاة المملكة العربية السعودية بسبب أحداث 11 شتنبر، ووصفه بأنه "مؤسف" ويمثل جزء من "سياسة الولاياتالمتحدة للكيل بمكيالين في سوريا". وأضاف أنها "خطوة خاطئة نأمل في تصحيحها في أقرب وقت ممكن، أعتقد ان الولاياتالمتحدة ستعود قريبا جدا إلى مستوى يتناسب مع روح علاقاتنا". وأكد أردوغان ان "جزء من القادة الأمريكيين يعملون مع منظمات إرهابية (في اشارة للميليشيات الكردية في سوريا)، وبعضهم يعمل بعناية مع الحساسيات الموجودة لدينا". وأوضح أن مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي في شمال شرق سوريا، والذي بدأ باستعادة مدينة جرابلس أواخر شهر غشت الماضي، يجب أن يكون هدفه خلق "منطقة آمنة" مساحتها 5 آلاف كم مربع. وقال إنه "بذلك تتوائم حلول حل مشكلتي الإرهاب واللاجئين، فنحن ندافع عن هذا المشروع منذ سنوات ولم نجد معارضة (لهذا المشروع)، ولكننا أيضا لم نجد دعما فعالا، ولذلك وجب علينا أن نقوم بالأمر على طريقتنا نحن". وأكد أن عملية (درع الفرات)، التي تقوم بها القوات التركية، "فندت مزاعم هؤلاء الذين يريدون مواجهة داعش عن طريق (ميليشيات) حزب العمال الكردستاني (التركي) أو وحدات حماية الشعب الكردية (السورية)"، معتبرا بذلك أن ميليلشيات أكراد تركيا وأكراد سوريا هي "نفس الشيء". وكان أردوغان قد أعلن منذ أسبوع أن الولاياتالمتحدةالأمريكية والحكومة المركزية العراقية توقعوا بدء عملية عسكرية على مدينة الموصل، التي يسيطر عليها داعش، يوم 19 أكتوبر المقبل وتركوا امكانية مشاركة تركيا فيها مفتوحة.