اهتمت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء في منطقة شرق أوربا بقضايا عدة من بينها أزمة اللاجئين والهجوم التركي في شمال سورية على مواقع داعش والعلاقات النمساوية التركية. ففي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن أثينا دعت من جديد الاتحاد الأوروبي الى تنفيذ اتفاق تقاسم عبء اللاجئين وتسريع وتيرة إعادة توطين المهاجرين واللاجئين . ونقلت عن وزير سياسة الهجرة اليوناني يانيس موزالاس قوله "في الوقت الراهن لدينا سبعة آلاف شخص على استعداد لإعادة توطينهم ولا توجد استجابة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي ستكون ملزمة بقبولهم". وذكر أنه سيقوم بجولة في الدول الأعضاء الشهر المقبل لمناقشة القضية، مؤكدا أن اليونان "تسعى لأن يفي الاتحاد الأوروبي بما تم الاتفاق عليه"، إذ بموجب الخطة الأوربية يمكن إعادة توطين 160 ألف مهاجر على مدى عامين. صحيفة (إيثنوس) ذكرت أنه من أصل هذا العدد الكبير الواجب إعادة توطينه لم يتم لغاية الآن توطين سوى أربعة آلاف فحسب انطلاق من كل من اليونان وإيطاليا إلى دول أوروبية أخرى، وهما الدولتان اللتان تعانيان بشدة من تدفقات اللاجئين. وأضافت الصحيفة أنه يوجد حاليا 54 الف لاجئ ومهاجر عالقون في اليونان غالبيتهم العظمى يريدون التوجه الى بلدان غرب أوربا، مؤكدة أن السلطات اليونانية التزمت بتوفير التعليم والتطبيب لهؤلاء وكذلك السماح لهم بالعمل. وفي تركيا كتبت (ديلي صباح) ان السلطات اتخذت احتياطات عسكرية في علاقة بتطورات الاوضاع في جرابلوس (شمال سورية)حيث قصفت بالمدفعية القواعد الخلفية لتنظيم الدولة في المنطقة وليس ميليشيالت وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني. ونقلت عن وزير الداخلية التركي ان العملية التي اطلقتها القوات المسلحة التركية فجر الاربعاء بدعم من التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين من اجل "تطهير" بلدة جرابلس السورية من تنظيم الدولة الاسلامية ستنتهي سريعا، مضيفا أن "تركيا لا يمكنها التغاضي عن كون اراضيها مهددة من قبل المنظمات الارهابية". ونقلت صحيفة (الحرية ديلي نيوز) عن مكتب رئيس الوزراء التركي قوله إن "القوات المسلحة التركية والقوات الجوية التابعة للتحالف الدولي بدأت عملية عسكرية تهدف الى تطهير منطقة جرابلس بمحافظة حلب من تنظيم داعش الارهابي". وأفادت شبكة (ان تي في) التلفزيونية الخاصة نقلا عن مصادر أمنية أن مجموعة صغيرة من القوات الخاصة توغلت بضعة كيلومترات داخل سوريا لتأمين المنطقة قبل تنفيذ عملية برية محتملة يعتقد أنها وشيكة. وعرض التلفزيون مشاهد تظهر دبابات متوجهة الى الحدود. وأضاف التلفزيون أن طائرات اف-16 تركية وطائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة القت قنابل على أهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في جرابلس، في اول هجوم من نوعه منذ أن اسقطت القوات الجوية التركية طائرة حربية روسية في نوفمبر فوق الحدود التركية السورية. من جانب آخر كتبت صحيفة (ييني شفق) أن الرئيس التركي صادق على قرارات المجلس العسكري الاعلى المتعلقة باعادة هيكلة الجيش والتي من بينها احالة 586 عقيدا على التقاعد من بينهم 470 من سلاح البر و71 من البحرية و45 من سلاح الجو. وفي النمسا كتبت (ذي بريس) أن تركيا استدعت سفيرها لدى النمسا وقررت مراجعة العلاقات الثنائية مع فيينا بعد أن اعتبرت أن السلطات النمسوية سمحت لانصار حزب العمال الكردستاني بتنظيم تظاهرة في فيينا. وأضافت أن السلطات التركية اتهمت أيضا النمسا ب"دعم الارهاب"، للسماح لها بتنظيم مظاهرة داعمة لحزب تعتبره أنقره إرهابيا، مشيرة الى أن مظاهرة الاحد شارك فيها 600 شخص بتأطير من 300 شرطي وبخلاف مظاهرة سابقة مؤيدة لاردوغان وقعت فيها انفلاتات ما تسبب في إصابة رجل شرطة بجروح. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الخارجية النمساوية قوله إن موقف بلاده لن يتغير بشأن تركيا ومكانتها داخل الاتحاد الاوربي، مشيرة الى أن الاتحاد الاوربي لم يعلق على الحادث. وعرفت العلاقات الثنائية النمساوية التركية تدهورا شديدا منذ محاولة الانقلاب العسكري في تركيا في 15 يوليوز الماضي بسبب خروج تظاهرتين مؤيدتين للرئيس التركي قالت النمسا انهما لم تحصلا على تراخيص وكانت تحت الطلب من سلطات أنقرة. وتبادل البلدان تصريحات شديدة اللهجة بسبب رفض حكومة النمسا عدم التزام الجالية التركية بقانون التظاهر، ما دعا رئيس وزراء النمسا إلى المطالبة بإنهاء مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي والتلويح بعرقلة فتح ملفات جديدة للتفاوض بين تركيا والاتحاد الأوروبي.