تناولت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء في منطقة شرق أوربا عددا من القضايا أبرزها النزاع الروسي الاوكراني وتواصل عمليات التطهير في تركيا عقب المحاولة الانقلابية. وفي اليونان تناولت الصحف رد الفعل التركي على تصريحات الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس يوم الأحد التي دعا فيها الأتراك الى الاعتذار عن "المذابح بحق اليونانيين البونتيك"، التي ارتكبت أوائل القرن العشرين. صحيفة (تا نيا) ذكرت أن الرد التركي جاء على لسان وزارة الخارجية التي وصفت تلك التصريحات بأنها "تصريحات ديماغوجية بعيدة عن حسن النية، ومسؤوليات رجل الدولة". وأضافت أن بيان الخارجية التركية انتقد بشكل لاذع اليونان وجاء فيه "نرغب في تذكير من يحاولون إثارة الادعاءات التي لا تحظى بأساس تاريخي أو قانوني بخصوص البونتيك، والمسؤولين اليونانيين الذين لا يجدون غضاضة في خلط تلك الادعاءات بالسياسة، بعمليات الصهر العرقي لجميع الأقليات، والممارسات غير الإنسانية، التي شهدتها دولتهم منذ نشأتها". ونقلت عن البيان التركي قوله أن "التصريحات التي تطلقها عناصر متعصبة في اليونان، وتؤجج الكراهية القائمة على الدين والعرق ضد الشعب التركي، تتعارض مع روح علاقات الصداقة والجوار، ولا تساعد في تطوير التعاون بين البلدين". صحيفة (إيثنوس) ذكرت أن الرئيس اليوناني صرح بأن بلاده ستواصل نضالها "إلى أن يتم الاعتراف بحدوث إبادة بحق البونتيك (شمال الاناضول)، وتقوم تركيا، وريثة الجناة، بتقديم اعتذار صادق". وأشارت الى أن البرلمان اليوناني صادق عام 1994، على قرار يعتبر يوم 19 مايو يوما لإحياء ذكرى "الإبادة بحق يونان البونتيك" التي وقعت بحسب أثينا بين عامي 1914 و1923 في منطقة البحر الأسود شمالي الأناضول. وفي تركيا كتبت (ييني شفق) أن الحكومة صادقت رسميا على قانون بموجب حالة الطوارئ يقضي بحل المدارس العسكرية وإلحاق المستشفيات العسكرية بوزارة الصحة. وأضافت أن عملية إعادة هيكلة مصالح الجيش تتواصل بعد إلحاق قيادات الجيوش البرية والبحرية والجوية بوزارة الدفاع، وقيادة حرس السواحل والدرك بوزارة الداخلية. وأشارت إلى أن مجلس الوزراء المنعقد لمدة عشرة ساعات قرر كذلك تلبية حاجيات القوات الجوية من الطيارين من خلال قبول طلبات انضمام طيارين جدد أو إعادة إدماج الطيارين القدماء الذين غادروا الجيش لسبب من الاسباب. صحيفة (ديلي صباح) ذكرت من جانبها أنه لو كانت المحاولة الانقلابية ل 15 يوليوز الماضي قد نجحت لغاصت تركيا في مرحلة من الفوضى تهدد السلم الاقليمي وتخلق مزيدا من الدمار علاوة على الفوضى التي تعرفها منطقة القوقاز، أو أن تغوص في حرب أهلية مثل ما يحدث في سورية والعراق ما قد يتسبب في مآسي إنسانية جديدة من قبيل فرار ثلاثة ملايين لاجئ سوري الى أوربا. وأضافت الصحيفة أنه "شهرا بعد فشل الانقلاب الذي قادته عصابة فتح الله غولين لم تسمع أنقرة بعد تصريحات ملائمة للتضامن أو الدعم من قبل حلفائها الغربيين، بل في المقابل توجه لها انتقادات حادة لكونها عاقبت المتآمرين وطهرت الادارة من المندسين". صحيفة (ستار) كتبت من جانبها أن منظمة غولين الإرهابية والحزب العمالي الكردستاني مجرد أدوات في أيدي المخابرات الخارجية التي تقدم لهم الأموال وتعطيهم أوامر للقتل. وأضافت نقلا عن رئيس الحكومة أن مخططات هذه المنظمات الإرهابية تتمثل في تدمير الوحدة الوطنية واستقلال تركيا وخلق حالة من غياب الاستقرار في المنطقة من خلال تفتيت تركيا وإيران والعراق وسورية. وفي بولونيا تواصل الصحف اهتمامها بالتوتر بين روسياوأوكرانيا وكتبت (غازيتا ويبروفسكا) أن ازدياد التوتر في المنطقة تسببت فيه روسيا من خلال التلويح بخطر التهديد الإرهابي الذي تتعرض له شبه جزيرة القرم على أيدي ضباط مخابرات أوكرانيين، مضيفة أن الأمر يتعلق بذريعة من طرف الكرملين لمعاقبة أوكرانيا التي قررت النأي عن روسيا والتقارب مع أوربا والغرب عموما. وأضافت الصحيفة أن روسيا تبحث أيضا من خلال تصعيد التوتر مع أوكرانيا حول القرم إذكاء نيران التوتر في شرق أوكرانيا حيث تدور منذ مدة المواجهات المسلحة في دونباس بين القوات الحكومية والمتمردين المدعومين من طرف موسكو. ودعت الصحيفة أوربا والولايات المتحدة إلى التدخل لدى موسكو لتفادي حرب جديدة في المنطقة سيكون لها عواقب غير متوقعة. صحيفة (ريسبوبليكا) لاحظت من جانبها أن روسيا مصممة على توريط أوكرانيا وربما قطع علاقتها معها على الرغم من تطمينات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي حاول التخفيف من تصريحات رئيس الوزراء ديميتري ميلفديف التي هدد فيها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا فيما ذهب لافروف الى ألا أحد يريد ذلك. وشددت الصحيفة على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاقيات السلام الموقعة بمينسك (روسياالبيضاء) والتي تنص على وقف إطلاق النار، وسحب السلاح الثقيل من الميدان والشروع في مفاوضات السلام. في النمسا نشرت (دير ستاندار) فحوى دراسة حكومية جاء فيها أن 48 في المائة من النمساويين يعتبرون أن المهاجرين مندمجون في المجتمع النمساوي فيما يرى 52 في المائة عكس ذلك ويعبرون عن عدم رضاهم عن السياسة الحكومية في المجال. ووفقا للصحيفة يوجد في النمسا مليون و813 الف مهاجر (العام 2015) أي بزيادة 98 ألف عن سنة 2014، مشيرة إلى أنه خلال العام الماضي فقط قدم 88 ألف لاجئ طلبات لجوء في النمسا في مقابل 26 ألف طلب قدمت منذ مطلع العام الجاري. صحيفة (ذي بريس) ذكرت من جانبها أن محكمة نمساوية أمرت الثلاثاء بوضع تسعة طالبي لجوء عراقيين قيد التوقيف الاحتياطي بتهم اغتصاب شابة ألمانية في فيينا ليلة رأس السنة، مضيفة أن المتهمين الذين تراوح أعمارهم بين 21 و47 عاما اعتقلوا في أماكن مختلفة في وسط وشرق النمسا خلال عملية للشرطة نهاية الاسبوع الماضي.