واصلت الصحف العربية ، الصادرة اليوم الأربعاء ، اهتمامها بالأزمة السورية وتطورات الأوضاع في ليبيا والعلاقات الإماراتية-الإيرانية وحقوق الإنسان بالبحرين ، والوضع السياسي في لبنان. ففي مصر كتب جريدة (الجمهورية) في مقال لها بعنوان " تبادل الاتهامات بين القوى العظمى وروسيا" أن مجلس الأمن أنهى جلسته الطارئة بشأن سورية دون اتخاذ أي خطوة فيما وقع اشتباك بين القوى الكبرى التي حضرت الاجتماع وهي روسيا مع ممثلي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألقت القوى الغربية الثلاث باللوم على موسكو لدعمها هجوما يشنه حليفها المقرب الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت إن الولاياتالمتحدة وصفت ما تفعله روسيا في سورية بأنه "وحشية" وليست محاربة للإرهاب وروسيا تؤكد في الأممالمتحدة إن إنهاء الحرب "بات مهمة شبه مستحيلة الآن" ولم يعد هناك مجال على الأرجح لحل دبلوماسي يوقف القتال بعد أن اختلف دبلوماسيو الولاياتالمتحدةوروسيا خلال الاجتماع الأخير لمجلس الأمن الدولي والذي عقد لمناقشة العنف المتصاعد بسورية. وأضافت ، الصحيفة، أنه بعد التصعيد العسكري في سورية الذي تشهده مدينة حلب السورية في الأيام الأخيرة وبإعلان الجيش السوري الخميس الماضي إطلاق عملية عسكرية شرق مدينة حلب وذلك بعد فشل اتفاق الهدنه الروسية الأمريكية في سورية فإن الاستخدام الممنهج للأسلحة المتطورة لقوات التحالف بما فيها القنابل الحارقة والقنابل شديدة القوة المضادة أثناء قصف المناطق السكنية من المدينة هو "عمل يرقى إلى جرائم حرب". أما جريدة (الوطن ) فكتبت تحت عنوان "أمن مصر وخطة تقسيم ليبيا.. النفط بديلا للمذهبية" أن المشهد في ليبيا على الأرض يكاد لا يوجد ولم يوجد في أي دولة فى العالم، وهو غاية في التعقيد والتشابك بما سيؤدي الحديث عنه كله إلى تشتيت القارئ. ولذلك ، تشير الصحيفة، أن تبسيط الأمر يبدو ضروريا لفهم ما يجري وما قد يجري هناك وهو وفق الظن، وليس كل الظن إثما، سوف يجري ما لم تحدث انتفاضة كبرى في العالم العربى أو انتكاسة كبرى أيضا في المخططات الغربية. وذكرت بأن ليبيا جزء من الأمة العربية، والحفاظ عليها واجب لكن جزءا من الأمر أيضا في حالة ليبيا تحديدا يتعلق وبشكل مباشر بالأمن المصري أرضا وشعبا ، متسائلة كيف يتم فعليا تقسيم ليبيا بالرغم من وجود برلمان واحد وحكومة "مركزية" واحدة؟!. وقالت ، في هذا السياق، إن الغرب يوظف النفط مع ضمان وصوله إليه آمنا رخيصا لتقسيم ليبيا العربية الشقيقة بديلا عن التقسيم المذهبي والعرقي في حالة العراق أو سورية وهو ما يدعو مصر لتحرك دبلوماسي أكبر في الجامعة العربية، وفي الاتحاد الإفريقي على السواء، وتنسيق فعال مع قوى دولية تسعى لحفظ الأمن في ليبيا وسلامة أراضيها. أما جريدة (الأهرام) فتناولت في افتتاحيتها العلاقات المصرية-الروسية حيث كتتبت تحت عنوان "مصر وروسيا تعاون مستمر" أن العلاقات التاريخية بين مصر وروسيا اكتسبت أهمية خاصة في ظل المتغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط الآن، وتتعاون الدولتان على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل أي مشكلة قد تعترض سبيل العلاقات بينهما، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية التي تشكل جانبا أساسيا يتعلق بمصالح الشعبين المصري والروسي. فى هذا السياق، تسترسل الصحيفة، نجحت القاهرةوموسكو أمس في تجاوز مشكلات إجرائية تتعلق بالواردات الغذائية المصرية لروسيا، مما دعا الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة البيطرية والصحة النباتية إلى أن تعلن أن روسيا سترفع الحظر على واردات الفاكهة والخضراوات القادمة من مصر، بعد أن تم فرض قيود مؤقتة عليها في 22 شتنبر الجاري ، لكن المباحثات المباشرة بين الجانبين نجحت في تجاوز هذه العقبة. وبالإمارات، كتبت صحيفة( الخليج)، في افتتاحيتها، أن الشعبين الإماراتيوالإيراني يربط بينهما " الكثير من الجوامع المشتركة التي تفترض أفضل العلاقات على المستويات كافة، فهو الجار في الجغرافيا، حيث يجمعنا بحر واحد نتقاسم شاطئيه، وقد كان رئة التواصل التجاري والثقافي والإنساني عبر العصور، كما يجمعنا دين واحد تعمقت جذوره وترسخت منذ بدايات الدعوة الإسلامية". وأضافت الصحيفة أنه "انطلاقا من هذا كله، كان من المفترض أن تجمعنا بالإيرانيين علاقات خاصة، ومميزة، لطالما كنا نسعى إليها، ونصبو لتحقيقها، لأنها تمثل، لو تحققت، نموذجا في التعايش الذي يرسخ قواعد الأمن والسلام لكل شعوب المنطقة، ويبعد عنها كل الشرور والمخططات الخبيثة". وشددت الافتتاحية، في هذت السياق، "سعينا، ونسعى لحسن جوار، وترسيخ العلاقات، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام مبدأ التعايش، وعدم اللجوء إلى القوة، وتكريس سيادة الدول واستقلالها، وسعينا بكل ما نملك لحل الخلافات الثنائية بالوسائل السلمية، خصوصا ما يتعلق باحتلال جزرنا الثلاث (أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى)، ولم نترك بابا إلا طرقناه، بحثا عن حل يعيد الحق إلى أصحابه، من خلال الحوار، أو اللجوء إلى محكمة العدلة الدولية"، مشيرة في المقابل " لكننا لم نواجه من الأنظمة الإيرانية المتتالية، وصولا إلى النظام الحالي، إلا بالصد، والتعنت، ومنطق الغطرسة والاستقواء والاستعلاء، وبالمواقف العدائية السافرة المجافية لأبسط قواعد الجوار، والقانون الدولي، وحتى العلاقات الإنسانية الطبيعية". ومن جهتها، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن " إعلان الإمارات عن استقبال خمسة عشر ألف شقيق سوري، من اللاجئين الذين اضطرتهم الحرب الدموية للخروج من سوريا، تعبير إماراتي إنساني، عن سياسة متصلة، مارستها الإمارات إزاء تداعيات كل الأزمات والنكبات والكوارث الطبيعية في العالم، وهي السياسة التي عنوانها إغاثة كل محتاج ومظلوم، والتخفيف عن شعوب العالم التي تواجه محنا كبيرة لاعتبارات مختلفة". واعتبرت الصحيفة أن هذا الموقف من الإمارات ليس جديدا إزاء الأشقاء السوريين، إذ سبق ذلك استقبال أكثر من 100 ألف سوري كمقيمين منذ الأحداث، ليصل عدد السوريين في الدولة الى أكثر من ربع مليون سوري، ثم جسور الإغاثة للاجئين السوريين في دول الجوار، وتقديم كل أنواع المساعدات الطبية والغذائية، لهم، على مدى السنين الفائتة. وأكدت الافتتاحية على أن مواقف الإمارات تأتي "تطابقا ما بين الشعار والواقع، وهذه الروح التي تتسم بها بلادنا وقيادتنا وشعبنا، روح أصيلة في تكويننا الاجتماعي، ورؤيتنا لذاتنا وفهمنا لديننا أيضا، وموقعنا في هذا العالم، حيث إن تعظيم العمل الإنساني، تعبير آخر، عن نبذ الظلام والإرهاب والتطرف وكل ما يمس الحياة، وستبقى الإمارات سندا لكل شعب مظلوم، غايتنا في ذلك، نصرة هذه الشعوب". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن الكثير من المجالس التي تدعي أنها معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، "لا علاقة لها أصلا بالدفاع عن حقوق الإنسان البحريني الذي يعاني من الإرهاب الداخلي، ومما يفعله عملاء إيران"، مضيفة ان هذه المجالس "لا تلتفت لتمحيص المعلومات الكاذبة والمفبركة والمغلوطة التي يسوقها الكاذبون الذين أعجزهم وضوح مملكة البحرين وإنجازاتها فكان الحل لديهم بالكذب". وأشارت الصحيفة إلى أن الوعي السياسي اليوم في البحرين زاد عما سبق، "والناس عرفوا المخططات الدنيئة ومن يقف وراءها، والمخلصون والوطنيون ليسوا لقمة سائغة لأي دجال أو كاره لهذا الوطن (..)"، مستطردة أنه "على المخلصين أن ينتبهوا ويدركوا قوة بلادهم، وأن يستوعبوا قوة قيادتهم وخطها الواضح. عليهم أن يكونوا في دائرة واحدة قوية متحلقة حول جلالة الملك رمز الوطن، الرجل الذي عرف كيف يتعامل بحكمة وحنكة ويحافظ على البحرين". وفي السياق ذاته، قالت صحيفة (البلاد) إن سجل مملكة البحرين في الملف الحقوقي "أثبت تميزه بكل المعايير الدولية، والتشكيك فيه مع كثرة الادعاءات والافتراءات عليه، من أفواه أثبتت عداءها للبحرين، حتما يؤكد نجاحها المتعارض مع مصالحهم"، مبرزة أن البحرين مستمرة في إنجازاتها ومكتسباتها وتعاونها المستمر مع الجهات الحقوقية في الخارج "رغم كشف حقيقتها وخبث نواياها، مما يدل على حضارية المملكة وسعة صدرها". وأضافت الصحيفة أن ما أدلى به المفوض السامي لحقوق الإنسان في جنيف، والذي تبرأت منه الدول العربية، "يؤكد التسييس الممنهج الذي يعمد الإساءة للبحرين من باب حقوق الإنسان"، مشددة على أن "البحرين ستحافظ رغما عن أنفهم على أمنها واستقرارها بالتصدي لهم وللدعوات التحريضية على الكراهية الدينية أو العنصرية بكل حزم وعزم". وبلبنان، اهتمت الصحف بالملف الرئاسي، لاسيما وأن جلسة لانتخاب رئيس للبلاد مقررة اليوم الأربعاء، إذ علقت (السفير) بالقول إن "الجلسة 45 لانتخاب رئيس الجمهورية لم تعد هي المحك والمفصل، بعدما تجاوزتها التطورات وسحبت عصبها". وأبرزت أن الأنظار تتجه منذ الآن الى الجلسة المقبلة التي يفترض أن تحمل رئيس (التيار الوطني الحر) ميشال عون الى قصر (بعبدا)، إذا استكمل رئيس تيار (المستقبل) سعد الحريري اندفاعته، علما أن عون "بشر" المقربين منه بأن الرئاسة اقتربت جدا. وأضافت أن ما هو مؤكد "تقريبا"، حتى الآن، أن الحريري (كان قد رشح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية) حسم في قرارة نفسه خيار انتخاب عون وقرر أن يتجرع الكأس المرة تجنبا لما هو أمر منها. من جهتها قالت (النهار) إن موجة من "التفاؤل المفرط" لا تعكس واقع الحال تسود لدة العونيين، موضحة أن الرئاسة ليست شأنا حريريا (نسبة للحريري) محضا وإن كان لزعيم السنة في لبنان رأيه المرجح. وقالت إن رئيس مجلس النواب نبيه بري "لا يزال مصرا على موقفه من "السلة المتكاملة" (فكرة طرحها لمناقشة كل القضايا العالقة بالبلد ومنها الرئاسة)، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط يرفض "ترئيس" ميشال عون، ومثله مكونات أخرى سنية ومسيحية في طليعتها سليمان فرنجية و(حزب الكتائب) الذي يتزعمه سامي الجميل، وعدد من النواب المستقلين. أما (الجمهورية) فخلصت الى أن "جملة هذه "التفاصيل" تشير الى أن التسوية الرئاسية "غير ناضجة بعد"، موضحة أن البيان الصادر أمس عن كتلة (المستقبل) النيابية المؤكدة على ضرورة توسيع الاتصالات والمشاورات مع القوى السياسية كافة في سبيل انتخاب رئيس للجمهورية من دون ذكر ترشيح فرنجية، "تعكس بداية تحول في موقف الحريري، بل فتح كوة في جدار الاستحقاق الرئاسي المغلق منذ عامين ونصف العام".