اهتمت الصحف العربية،الصادرة اليوم الثلاثاء، بموضوع الإرهاب والأزمة الروسية والتركية الناتجة عن إسقاط أنقرة للطائرة الحربية الروسية، ونتائج قمة الرياض لمجلس التعاون الخليجي، والجدل المثار في مصر حول سد النهضة الإثيوبي، والأزمة اليمنية على ضوء المفاوضات التي تجري اليوم في سويسرا،فضلا عن مواضيع أخرى إقليمية ومحلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها عن الأزمة الروسية التركية بعد إسقاط أنقرة لطائرة حربية روسية على الحدود التركية السورية وقالت إن التهديدات الروسية لتركيا يبدو أنها لن تتوقف فى الوقت الراهن على العقوبات الاقتصادية، خاصة أن " ما شهدته جزيرة ليمنوس اليونانية فى شمال بحر إيجه، سيكون مقدمة لتوسيع تلك التهديدات لتشمل العمليات العسكرية، بما ينذر فعلا باندلاع حرب إقليمية تكون بدايتها بين روسيا وتركيا." وقالت الصحيفة إنه مما يؤسف له، أن الطرفين لم يبذلا من الجهود ما يرمى الى رأب الصدع بينهما، وبدلا من تكريس الجهود الدبلوماسية لتقريب وجهات النظر كمقدمة لإذابة الجليد بين موسكووأنقرة، تشبث كل طرف بموقفه. أما صحيفة (الأخبار) فتناولت وضوع سد النهضة الإثيوبي على ضوء الأجتماع الثلاثي المصري السوداني والإثيوبي الأخير المنعقد في الخرطوم أخيرا وقالت إن الاجتماع لم ينجح و" لا أحد يمكنه الادعاء بنجاحه من الوفود الثلاثة المشاركة فيه". وأشارت ،تعليقا على قول وزير الخارجية الإثيوبي من أنه يتعين ان يكون التعاون هو أساس بناء الثقة بين دول حوض النيل وخاصة مصر والسودان وإثيوبيا، إلى أنه "مع الأسف لم نلمس أو نشاهد من جانبهم (الإثيوبيين) ما يمكن ان يساعد على بناء الثقة، إلا إذا كان يعتبر ان تضييع الوقت وعدم الاستجابة للمطالبة المصرية المشروعة يمكن ان يدفعنا للثقة فيه". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها عن أهمية اللقاءات التي أجراها الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مع القادة الصينيينببكين، لأنها شكلت مناسبة لنقل "الصورة الحقيقية للوضع في منطقتنا"، وفي الوقت نفسه ساعدت على تنسيق المواقف تجاه الأحداث والتحديات العالمية الأخرى. ولاحظ كاتب المقال أنه في ظل الوضع الإقليمي الذي يعيشه الشرق الأوسط، وكذلك الوضع العالمي المربك، فإن ذلك " يتطلب وجود دولة بحجم وثقل الصين فيه، فبلا شك أن كلمتها ورؤيتها سيكون لهما التأثير الإيجابي في مجرى الأحداث". ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى بكين جاءت لتؤكد الإمارات على ضرورة تطوير علاقاتها مع الصين ، وبذل المزيد من الجهود لدفعها إلى الأمام من أجل تحقيق مصلحة شعبي البلدين الصديقين في مختلف المجالات. أما صحيفة (البيان)، فأكدت في افتتاحيتها، أن جولة مشاورات السلام اليمنية الثانية، التي ترعاها الأممالمتحدة اليوم في مدينة جنيف السويسرية، تبعث الأمل في نفوس أبناء اليمن الذين يتطلعون إلى حل يحقن دماءهم ويعيد إليهم دولتهم المختطفة من المليشيات والاستقرار. وشددت على أنه فيما تمد الحكومة الشرعية يدها للسلام فالمطلوب من الانقلابيين النأي عن المناورات ومحاولة كسب الوقت. وأضافت الافتتاحية أنه قد آن الأوان لتستوعب كل الأطراف اليمنية أن أمامها مهاما تتطلب تسريع بلوغ اتفاق سلام، وتتمثل في إعادة النازحين إلى ديارهم، ووضع البلاد على طريق الحياة الطبيعية. وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن الشعوب الخليجية تتمنى أن ترى الاتحاد الخليجي حقيقة واقعة، والقمة الخليجية الأخيرة أعطتهم الأمل بأن الأمور تسير بهذا الاتجاه مشيرة إلى أن (عاصفة الحزم) قدمت نموذجا للكيفية التي يمكن أن يتم بها التنسيق بين دول المجلس ، حيث شاركت بعض الدول بقواتها فيها، فيما ساندت البقية في الجوانب الإنسانية وغيرها وترى الصحيفة أن الإنجازات الكبيرة تحتاج وقتا وصبرا، والآن هناك أمور كثيرة تحققت منها المساواة بين الخليجيين للاستفادة من الخدمات الصحية، كما أن هناك رؤية للمملكة العربية السعودية بضرورة تسريع استكمال منظومتي الأمن والدفاع بين دول المجلس، وهي "رؤية يشاركه فيها العديد من القادة الخليجيين"، مشيرة أيضا إلى أن هناك خطوات للتكامل الاقتصادي باستكمال الاتحاد الجمركي والسوق المشتركة والهيئة القضائية العام القادم. ومن جانبها، قالت صحيفة (الأيام) إن القمة الخليجية ال36 في مدينة الرياض، "عاصمة الحزم والأمل"، نقلت دول مجلس التعاون الخليجي إلى "مرحلة التكامل والاتحاد" بتبني رؤية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لتعزيز التكامل بين دول المجلس والعمل الجماعي المشترك الذي ينصب في استكمال المواطنة الخليجية، لترسيخ مفهوم التكامل في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والأمنية وصولا إلى الاتحاد. وأوضحت الصحيفة أن القمة الخليجية الأخيرة خرجت بقرارات تاريخية حاسمة ومهمة جدا تصب جميعها في صالح تعزيز العمل الخليجي الجماعي المشترك لتفعيل دور مجلس التعاون، والارتقاء بالعلاقات الأخوية بين دول المجلس "نحو آفاق ورؤى عملية جديدة بعيدة عن المجاملات". وفي قطر أكدت صحيفة (الوطن) أن المسار الذي وضعته الأممالمتحدة لإنقاذ ليبيا "من شرور النيران والتقسيم، بل والفوضى الكاملة، سيبقى مجرد مسار على الورق، إذا لم يقبل فرقاء ليبيا على السير فيه بفهم وتفاهم وتجرد ومسؤولية" مشددة على أن أول خطوة في هذا المسار "هي توقيع كافة أطراف الأزمة على الاتفاق، والالتزام الصارم بكل نصوصه ". وطالبت الصحيفة في افتتاحيتها الليبيين "بأن ينظروا إلى الدول التي أضاعت فرصة اغتنام الوقت الأممي وجهود المخلصين، وكيف أنها أصبحت مجرد حالات في الأدبيات السياسية المعاصرة، بعد أن غرقت تماما في فوضى النيران والتشرذم والانفلات التام." و في الشأن اليمني ، أكدت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها أن محادثات سويسرا حول اليمن "تمثل الفرصة الأخيرة لمليشيا الحوثي الانقلابية للتوصل إلى حل ينهي الأزمة" مبرزة أنه لا سبيل إلى ذلك إلا بالالتزام بتنفيذ قرار الأممالمتحدة 2216، والمبادرة الخليجية، والتراجع عن الانقلاب، وعودة الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي. وحملت الصحيفة الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مسؤولية استمرار الحرب، والأوضاع الإنسانية الصعبة، واستهداف المدنيين، وعدم الالتزام بوقف إطلاق النار. وبلبنان، كشفت صحيفة (السفير) عن لقاء جرى، يوم الأحد الماضي، بين المرشح الرئاسي سليمان فرنجية والرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة الى أن الأسد وفرنجية، اللذين يتواصلان بصورة مستمرة، "ناقشا المبادرة الرئاسية والهواجس التي تحيط بها، والتفويض المطلق المعطى لحلفاء سوريا في لبنان باتخاذ القرار الذي ينسجم ومصلحتهم الوطنية". وسجلت أن فرنجية عاد من زيارته السورية "مرتاحا جدا" لنتائج المباحثات والأجواء التي تخللت الزيارة. أما (الجمهورية) فاعتبرت أن التسوية الرئاسية "انتقلت" من مرحلة السباق إلى قصر بعبدا إلى مرحلة الكشف عن الأسرار التي رافقت ولادتها والقوى التي شاركت في إطلاقها و"صناعتها ومواكبتها"، خصوصا بعد الموقف المعلن ل(حزب الله) الذي قصد فيه تعميم مضمون اللقاء بين الأمين العام للحزب حسن نصرالله ورئيس تيار (المردة) سليمان فرنجية. وأوضحت أن الرسالة "مقصودة إلى الحلفاء والخصوم بأن الحزب اتخذ قراره النهائي بالتأكيد أن رئيس تكتل (التغيير والإصلاح) ميشال عون "هو مرشح فريق 8 آذار أولا ". من جنها أبرزت (المستقبل) في افتتاحيتها، أن ما جرى في الأيام الماضية من "تحركات" في شأن جهود إنهاء الفراغ الرئاسي، أعطى اللبنانيين "انطباعا بأن (حزب الله) ليس مستعجلا على انتخاب رئيس للجمهورية".