"بوليتكنيك غير سْمِيَّة .. وإنْنا ضحية"، كان هذا الشعار واحدا من بين الشعارات التي رفعها طلبة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية بكل من فاسوآسفيومراكش، خلال تنظيمهم لوقفات احتجاجية رفضا للمرسوم الوزاري القاضي بدمج المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية مع مؤسسات جامعية أخرى تحت مسمى "بوليتيكنيك". ونظّم مئات الطلبة المنتمين إلى المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمراكش، الجمعة، مرفوقين بطلبة آسفي، وقفة احتجاجية أمام مقر رئاسة جامعة القاضي عياض بمراكش، منددين بالقرار الوزاري، وداعين إلى فتح حوار رفقتهم دون أن تستجيب الرئاسة للمطلب؛ فيما التأم طلبة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بفاس في وقفة احتجاجية أمام مقر المدرسة. زهرة أوعلا، الطالبة ب "ENSA" آسفي، أبرزت، ضمن حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن طلبة مدرستي مراكشوآسفي قرروا خوض وقفة احتجاجية مشتركة، للمطالبة بسحب المرسوم الوزاري القاضي بدمج المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية في "بوليتكنيك"، مؤكدة أن وقفة وطنية بمشاركة 11 مدرسة بالمغرب ستنظم قريبا بالعاصمة الرباط. من جهته، قال محمد شيبوب، الطالب في السنة الأخيرة ب"ENSA" فاس، إن طلبة المدرسة بالعاصمة العلمية خاضوا وقفة احتجاجية، أعربوا من خلالها سلميا عن رفضهم للقرار الوزاري كخطوة أولى، في انتظار عقد جموع عامة يوم الاثنين المقبل قصد الحسم في طبيعة المحطات النضالية المقبلة، مؤكدا أن جميع مدارس العلوم التطبيقية بالمغرب تقاطع الدراسة وتخوض وقفات احتجاجية محلية. في غضون ذلك، دعت النقابة الوطنية للتعليم العالي بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير الحكومة المغربية إلى سحب القرار حفاظا على هوية المدرسة، واستمرارها في أداء مهامها بشكل عادي، مستغربة غياب أي مشروع متكامل وإستراتيجية واضحة لهذا الدمج. واستنكر بيان للأساتذة بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير ما اعتبروه "غياب مشروع كامل وإستراتيجية واضحة لهذا الدمج"، وفقدان الشفافية والكيل بمكيالين في معايير اختيار المؤسسات المعنية بالدمج من بين المدارس الوطنية. إلى ذلك، راسل الأساتذة الباحثون بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالجديدة رئيس جامعة أبي شعيب الدكالي، معلنين عن رفضهم "تبديد الاسم المشرق والسمعة الحسنة للمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالجديدة، التي تكونت طيلة سنوات من العمل الدؤوب"، متخوفين من "فقدان المؤسسة لجميع الاتفاقيات الجهوية والوطنية والدولية التي تم إبرامها بصفتها مدرسة للمهندسين". من جهة ثانية، اعتبر بيان للنقابة الوطنية للتعليم بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بآسفي أن المرسوم اقتصر على تغيير اسم المدرسة؛ وهو ما سيفقد المؤسسة جميع المكتسبات من اتفاقيات وطنية ودولية، ودمجها بمؤسسات أخرى دون اتخاذ تدابير ملموسة أو إعداد مشروع واقعي لتحسين وضعية التعليم العالي. فيما استنكرت النقابة الوطنية للتعليم العالي بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة هذه الخطوة التي قامت بها الوزارة دون إشراك لهياكل الجامعة المنصوص عليها في القانون 01-00 وتحميل رئيس الجامعة المسؤولية في تدبير هذا الملف. وأكد أساتذة طنجة حرصهم على الحوار في إطار المقاربة التشاركية في اتخاذ القرارات ذات الصلة، محملين المسؤولية الكاملة للوزارة الوصية في حال تعنتها ومضيها أحاديا في أجرأة هذا المرسوم.