عبر مهندسون مغاربة مقيمون بأوروبا وتخرجوا من المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية المغربية، في بيان توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، عن رفضهم للمرسوم الوزاري القاضي بدمج مدارس العلوم التطبيقية وكليات العلوم والتقنيات والمدارس العليا للتكنولوجيا في قطب بوليتكنيك. وندد المهندسون المنضوون تحت لواء "الاتحاد المغربي لمهندسي المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية المقيمين بأوروبا" الذي تم تأسيسه مؤخرا، عن استنكارهم لطريقة إخراج مشروع المرسوم الوزاري المذكور، "في غياب أي وجه للمقارنة مع مدارس بوليتكنيك في صيغتها الفرنسية". كما اعتبر المهندسون المغاربة بأوروبا في بيانهم ذاته، أن المرسوم الوزاري يقبر تجربة ناجحة امتدت 18 سنة تجسد في المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، على حد نص البيان. إلى ذلك، دعا خريجو المدارس التي رفض تلاميذها قرار الدمج كافة وسائل الإعلام ونواب الأمة إلى تحمل "مسؤوليتهم التاريخية" اتجاه "القرار الفردي" لوزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، معبرين في الوقت ذاته عن استعدادهم للجلوس إلى طاولة الحوار مع المسؤولين وتقديم مقترحات كفيلة بتحسين جودة التعليم وملائمتها مع متطلبات سوق الشغل. ويشار إلى أن طلبة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية نظموا أول أمس الجمعة وقفات احتجاجية بعدد من المدن المغربية، ضد المرسوم الوزاري القاضي بدمج مدارسهم إلى جانب المدارس العليا للتكنولوجيا وكليات العلوم والتقنيات في أقطاب بوليتكنيك. واحتج عشرات الطلبة أمام رئاسة جامعة ابن طفيل بالقنيطرة وجامعة القاضي عياض بمراكش، وجامعة محمد الأول بوجدة، كما خاض طلبة فاس احتجاجا داخل المدرسة، وخرج طلبة العلوم التطبيقية بتطوان، إلى الشارع احتجاجا ضد المرسوم ذاته، فيما أعلن طلبة وجدة مقاطعة الدخول الجامعي للموسم الحالي إلى حين إلغاء المرسوم. إلى ذلك، أعلن طلبة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية البالغ عددها 11 مدرسة تأسيس تنسيقية وطنية تحمل اسم "التنسيقية الوطنية لطلبة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية"، رفضا للمشروع الذي يعتبرونه نزل بطريقة "لا تشاركية"، و"يهدد هوية شبكة هذه المدارس ومكانة طلبتها وخريجيها"، معتبرين أن مشروع الدادوي "يجمع بين مؤسسات ذات تخصصات وتكوينات مختلفة". وتحظى مطالب الطلبة بدعم من نقابة الأساتذة، حيث دعت النقابة الوطنية للتعليم العالي بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير، إلى سحب المرسوم المذكور حفاظا على هوية المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، معتبرة في بيان لها أن المشروع الذي اعتمده الداودي يفتقد للتكامل ووضوح الاستراتيجية. ويذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر سبق لها أن تقدمت للمجلس الحكومي بمشروع مرسوم صادق عليه المجلس، يقضي بإدماج مؤسسات جامعية في أقطاب موحدة، وإحداث كليات ومعاهد جديدة، تراجعت فيما بعد عن الشق المتعلق بكليات الطب والصيدلة ودمجها مع كليات طب الأسنان. ويقضي المرسوم، اطلعت عليه جريدة "العمق المغربي"، بإحداث 15 مدرسة بوليتكنيك موزعة على 11 جامعة، عن طريق دمج المدارس العليا للتكنولوجيا وكليات العلوم والتقنيات والمدارس الوطنية للعلوم التطبيقية. وينص المرسوم، على الاستمرار في العمل في مختلف مسالك التكوين في المدارس العليا للتكنولوجيا وكليات العلوم والتقنيات والمدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، إلى حين استيفاء آجالهما طبقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل.