كان لافتا في الآونة الأخيرة إصدار العديد من القيادات السياسية تصريحات مشبعة بالثقة حول قدرة أحزابها على الحصول على المركز الأول في الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة في السابع من أكتوبر المقبل. واستغل بعض الأمناء العامين للأحزاب السياسية المنتمية إلى الأغلبية كما المعارضة مواعد تقديم الحصيلة أو البرامج الانتخابية من أجل إعلان تكهنات حول إمكانية الظفر بمقعد رئيس الحكومة في الولاية الثانية بعد دستور 2011. بن يونس المرزوقي، أستاذ باحث في جامعة محمد الأول بوجدة، اعتبر أن تنبؤ الأمناء العامين للأحزاب السياسية بحصولهم على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية المقبلة "عاد"، لأن "المرحلة الحالية التي تمر منها البلاد تسبق تنظيم ثاني استحقاقات الانتخابية بعد دستور 2011"، حسب تعبيره. وأكد المرزوقي، في تصريح لهسبريس، أن "النقاش الذي يطبع المرحلة الحالية يسيطر عليه التكهن بنتائج الاستحقاقات من طرف الفاعلين السياسيين أكثر من النقاش حول حصيلة الأحزاب في الولاية المنقضية أو البرامج التي تقترحها على الرأي العام". الحديث عن الفوز بالانتخابات يبقى "أمرا مشروعا" حسب أستاذ القانون الدستوري ذاته، الذي اعتبر أن "من حق أي زعيم سياسي أن يتمنى ويتوقع النجاح لتنظيمه الحزبي، في ظل غياب أرقام رسمية صادرة عن مؤسسات بحثية معترف بها تعزز هذه المواقف"، مضيفا: "لازلنا بعيدين في المغرب عن فكرة استطلاعات الرأي العام في شكلها المنظم والمهني". وعزا المرزوقي الثقة في النفس من خلال التصريح بإمكانية الظفر بالمرتبة الأولى إلى "طبيعة ومكانة المرشحين والمرشحات الذين تمت تزكيتهم من جهة"، وإلى "تقارير التنظيمات الحزبية المحلية من جهة أخرى"، على حد تعبيره. وتساءل المتحدث ذاته عما تحضره الأحزاب السياسية من برامج وتصورات لتصدر نتائج الانتخابات، كما تدعي قياداتها، التي "تضع عينها على منصب رئيس الحكومة"، حسب تعبيره، مؤكدا أن "هذا الهاجس ربما يعد سببا لإصدار بعض السياسيين مثل هذه التصريحات المفعمة بالثقة".