احتل الشباب المغاربة صدارة المنطقة المغاربية، من حيث نسبة توفرهم على الهواتف الذكية، واستعمالهم للفايسبوك بصفة خاصة. وحسب دراسة أنجزها مكتب الدراسات البريطاني "Aegis" عن استعمال الأنترنيت والهواتف الذكية في المنطقة المغاربة، فقد تقدّم الشباب المغاربة على الجزائريين الذين حلوا في المركز الثاني، والتونسيين أصحاب المرتبة الثالثة. وأوضحت المعطيات أن نسبة الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 إلى 24 سنة الذين يمتلكون هواتف ذكية بلغت 97 في المائة، بينما تبلغ هذه النسبة 85 في المائة بالجزائر، و90 في المائة في تونس. وأشارت الدراسة ذاتها إلى أن السمة الجامعة بين شباب الدول المغاربية هي أنهم يستعلمون هواتفهم الذكية في الاطلاع على حساباتهم الشخصية على الفايسبوك بشكل منتظم ويومي؛ وذلك بالنسبة إلى 80 في المائة من شباب المنطقة. وكشفت أرقام المكتب نفسه أن نسبة المغاربة المتراوحة أعمارهم بين 13-29 سنة والبالغ عددهم 6.4 ملايين مواطن الذين يستعلمون هواتفهم الذكية من أجل الفايسبوك تبلغ 77 في المائة؛ وهي النسبة التي تخفض إلى 74 في المائة عند الجزائريين، و64 في المائة بالنسبة للتونسيين. ويبقى الفايسبوك هو التطبيق الأكثر استعمالا من لدن الشباب المغاربي؛ وذلك بنسبة 86 في المائة للمغاربة الذين صرحوا بأنهم يستعملون الفايسبوك بشكل يومي، و92 في المائة بالنسبة إلى الجزائريين، و96 في المائة بالنسبة إلى التونسيين. وقال الخبير المعلوماتي أمين رغيب إن ارتفاع إقبال الشباب المغربي على الهواتف الذكية مرده إلى التسهيلات التي تمنحها هذه الأجهزة في عملية التواصل، وأيضا البحث عن المعلومات سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن استعمال الهواتف الذكية يبقى "محصورا في هذا الباب، والهواتف بحكم طبيعتها لا يمكن استخدامها فيما يسمى الإنتاجية على الأنترنيت". وأكد أمين رغيب، ضمن تصريح لهسبريس، أن طريقة استعمال المغاربة للفايسبوك تعتبر الأعلى ليس فقط في المنطقة المغاربية، وإنما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ وذلك على حساب تطبيقات أخرى، "كما هو الحال بالنسبة إلى السناب شات وتويتر، ويكثر استعمالها في السعودية والإمارات". وفسر رغيب كثرة امتلاك الشباب المغربي للهواتف الذكية بأن أثمنتها أصبحت في المتناول بصفة عامة، "كما أن التنافس بين شركات الاتصالات تجعل من عروض استعمال الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي متنوعة". في المقابل، قال المتحدث نفسه إن استعمال الأنترنيت في المغرب "لا يعتبر استخداما راشدا وإنما هو قرين بكل ما يرتبط بالترفيه والتسلية أكثر من استعماله في أمور قد تعود بالنفع المادي أو المعرفي على مستعمل الأنترنيت"، مواصلا بأن عدم اللجوء إلى الهواتف الذكية في علميات البيع والشراء مرتبط بضعف القدرة الشرائية للشباب من جهة، ومن جهة ثانية "أن ثقافة البيع والشراء الإلكتروني لم تترسخ بعد جيدا داخل المجتمع المغربي".