عزا تقرير جديد أصدرته "وحدة مختبر المستهلك" في شركة "إريكسون" لسنة 2015، تنامي استعمال الانترنيت في المغرب، إلى "تزايد استخدامه داخل أوساط الشباب الذين أصبحت عاداتهم الاستهلاكية مماثلة لعادات نظرائهم في أوربا وأمريكا". وأفاد التقرير أن ارتفاع استخدام الانترنيت يقف وراءه الشباب، ممن تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 سنة، إذ تزداد عادات استخدامهم الأسبوعي لخدمات الانترنيت والتطبيقات الذكية، تشابها مع أقرانهم في الدول الغربية؛ كالمملكة المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية. وقال التقرير إن المغرب، على غرار كل من الجزائر وتونس، أصبح يشهد تحولات عميقة على مستوى توجهات استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بفضل الشباب الذين ترتفع وسطهم نسبة الولوج إلى الانترنيت إلى 70 في المائة. الانترنيت لأغراض تربوية وسجل التقرير، الذي شمل دول المغرب العربي، والصادر عن المجموعة السويدية حول موضوع "الانترنيت أصبح متنقلا"، أن 70 في المائة من المغاربة المقبلين على شراء هاتف خلال سنة 2015، سيقتنون هاتفا ذكيا على غرار باقي سكان المغرب العربي. وأفاد خبراء "وحدة مختبر المستهلك" أن 97 في المائة من أصحاب الهواتف الذكية في المغرب، يستخدمون تطبيقات الهواتف النقالة، من أجل التزود بالأخبار، والولوج إلى الشبكات الاجتماعية والتطبيقات الترفيهية. وكشفت الدراسة، التي شملت 10 ملايين مستهلك يعيشون في المناطق الحضرية بالمغرب، من بين 23 مليون شخصا على المستوى المغاربي، أن عدد السكان الذين يستخدمون التكنولوجيا يسجل نموا متواصلا بالمغرب، نصفهم يستخدمونها لأغراض تربوية ومعرفية. وأعرب 58 في المائة من مستخدمي الهواتف الذكية في المغرب، عن كونهم يرغبون في استخدام مزيد من تطبيقات وخدمات الإنترنت على جهازهم الذكي، شرط أن يتم تسريع سعة الصبيب، ورفع مستوى جودته. مطالب بالزيادة في الصبيب وأورد ثلاثة من أصل أربعة مغاربة يستخدمون الانترنيت، ويرغبون في الوصول إلى المزيد من الخدمات أثناء تنقلاتهم، وهو ما يستدعي ضرورة الزيادة في سرعة صبيب الانترنت النقال، وقدرة وأداء وفعالية الشبكات. وينظر المغاربة إلى التكنولوجيا، حسب ذات التقرير، بشكل ايجابي ويعتبرونها رافعة للتغيير في مجتمعاتهم، معربين عن رغبتهم في أن تمتد فوائدها للقطاعات الأساسية الأخرى من حياتهم اليومية؛ كالتجارة والخدمات العمومية. وأظهرت الدراسة أن السكان، الذين شملهم الاستطلاع، يعتمدون الانترنيت النقال عالي الصبيب بشكل سريع، وهو ما يعزز التحول المتسارع في المنطقة المرتبطة بهذا النوع من الانترنيت. وتبلغ اليوم نسبة الولوج إلى الانترنيت في المدن المغاربية الكبرى، بما فيها الدارالبيضاء ومراكش وفاس وطنجة ووجدة وأكادير، نسبة 60 في المائة، مع تسجيل ميول المستهلكين المتزايد نحو ضرورة الاتصال بشبكة الإنترنيت في أي وقت، ومن أي مكان. المغرب والمجتمع الشبكي وقالت ماجدة لحلو قسي، مديرة الإستراتيجية والتسويق والاتصال بالمغرب العربي لدى إريكسون، إن "التقرير يبرهن أن المنطقة بدأت تشق الطريق نحو مجتمع شبكي، وأن هناك آفاقا واعدة للمنطقة على مستوى التجارة الإلكترونية والخدمات المصرفية الإلكترونية". وأضافت قسي بأن "المستهلكين يتوقعون أن يتواصل تطوير فوائد التكنولوجيا، وتعميمها لتشمل الخدمات العمومية، من أجل تسهيل أمور حياتهم اليومية، وجعلها أكثر فعالية، ويمكن التحكم فيها بشكل أكبر". ورغم أن الحواسيب المحمولة، يقول تقرير إريكسون، لا تزال أحد الوسائل الأساسية للارتباط بالانترنيت الأكثر استخداما، إلا أن المستخدمين يدخلون الشبكة العنكبوتية من خلال هواتفهم الذكية بشكل متزايد، ليمثلوا بذلك نصف السكان المرتبطين بشبكة الانترنيت. وعبر المستهلكون عن اهتمامهم بتطبيقات هذه الأجهزة الذكية، من ضمنها الفيسبوك، واليوتيوب، وفايبر، التي أصبحت التطبيقات الأكثر استخداما، إذ تأتي من بعدها مباشرة تطبيقات "واتساب". ويرى 70 في المائة من سكان المناطق الحضرية أن الجودة والموثوقية والسرعة والتغطية، حسب نفس المصدر، تشكل المعايير الأساسية الحاسمة في اختيار مزودي خدمة الانترنيت. وتشكل نجاعة أداء شبكة الاتصالات أحد الانشغالات الرئيسية للمتعهدين من أجل الإرضاء المستمر للزبائن، كما أن أزيد من نصف مستخدمي الهواتف الذكية سيضاعفون استخدامهم لخدمات الانترنيت النقال والتطبيقات، كلما تزايدت سرعة شبكات الاتصالات.