كشفت دراسة حديثة أنجزتها مختبرات المجموعة السويدية إريكسون حول استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المغرب، أن نسبة ولوج المغاربة الى الأنترنيت بواسطة الهواتف الذكية تصل حاليا إلى 60 % في المناطق الحضرية، مع أن المعدل المتوسط في منطقة المغرب العربي لا يتعدى 40 في المائة. وأكدت الدراسة أن سكان الحواضر المغربية يرون في التكنولوجيا وسيلة لتحول المجتمع المغربي إلى مجتمع عصري يتطلع نحو المستقبل، معتبرة أن الهواتف الذكية هي العامل الأساسي لهذا التحول. وأوضحت الدراسة التي شملت 10 ملايين مستهلك يعيشون في المناطق الحضرية المغربية أن 97 % من أصحاب الهواتف الذكية المغاربة يستخدمون تطبيقات الهواتف النقالة لأغراض متعددة على رأسها التزود بالأخبار والولوج إلى الشبكات الاجتماعية واللعب. وقالت الدراسة، التي أنجزت حديثا وقدمت نتائجها الأولية نهاية الأسبوع الماضي بمركز محمد السادس للمؤتمرات الدولي، إن عدد السكان الذين يستخدمون التكنولوجيا يسجل نموا مضطردا ومتواصلا في المغرب، من بينهم 50 % يرغبون في استخدامها أساسا لأغراض تربوية ومعرفية. وتبين من خلال الدراسة أن ثلاثة من أصل أربعة مغاربة يستخدمون الأنترنت ويرغبون في الوصول إلى المزيد من الخدمات أثناء تنقلاتهم، وهو ما يستدعي ضرورة الزيادة في سرعة صبيب الأنترنت النقال وقدرة وأداء وفعالية الشبكات. وتؤكد الدراسة بروز منطق جديد، الذي تعتبر من خلاله جوانب قدرة الاستهلاك والاختيارات والمحتوى عند الطلب من العوامل الأساسية والرئيسية. في هذا السياق، تبرز السرعة والموثوقية من بين المعايير الخمسة الأولى الحاسمة في اختيار الارتباط بالأنترنيت، في الوقت الذي أضحى فيه أداء الشبكة العامل الأول الذي يتناقله فيما بينهم مستخدمو الشبكات النقالة. وأوضح القيمون على الدراسة من من مختبرات إريكسون، خلال لقاء صحفي بالصخيرات إن نسبة ولوج المغاربة للهواتف الذكية تتعدى 60 % في المناطق الحضرية، وبذلك فإن المغرب يتجاوز معدل الدول المغاربية بكثير، والذي يبلغ 40 %، ويتوقع أن تتسع دائرة مستخدمي هذه الهواتف، خاصة وأن 40 % ينوون اقتناء الهواتف الذكية خلال ال 12 شهرا المقبلة. وتعتبر الدراسة أن الهواتف الذكية أصبحت محركا أساسيا لتغيير سلوك المستخدمين، لأنه يساهم في تعزيز الولوج إلى خدمات الأنترنيت النقال: 87 % من أصحاب الهواتف الذكية يلجون فعلا إلى الأنترنيت النقال، بينما تبلغ النسبة 14 % لدى مستخدمي الهواتف التقليدية التي تتوفر على إمكانية الولوج للأنترنيت. كما تظهر الدراسة كيف أن المزواجة بين الأنترنيت النقال عالي الصبيب والهواتف الذكية، تسمح للمستخدمين من الولوج إلى تطبيقات قادرة على تحسين حياتهم وعملهم وكذا صحتهم. وأبانت الدراسة أن 97 % من أصحاب الهواتف الذكية في المغرب يستخدمون تطبيقات الهاتف النقال للولوج إلى الشبكات الاجتماعية التي تأتي في المرتبة الأولى (94 % من مستخدمي الفيسبوك)، متبوعة بأشرطة الفيديو (84 % من مستخدمي اليوتيوب)، تم الاتصالات بين الأفراد (86 % من مستخدمي Viber) والرسائل الفورية (84 % من مستخدمي WhatsApp) . ولا يقتصر هذا التحول على جوانب التنشئة الاجتماعية والترفيه. فالمغاربة يرون أن هناك إمكانيات هائلة وكبيرة في استخدام التطبيقات في مجالات الحكومة الإلكترونية والصحة الإلكترونية، والتعليم الإلكتروني والتجارة المتنقلة. فقد عبر الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، عن رغبتهم في التوفر على شركة غير مادية من شأنها أن تساعدهم على اقتصاد الوقت والمال، إضافة إلى تحسين الاتصال بين الحكومة والمواطنين.