اعتبر النائب البرلماني عن العدالة والتنمية عبد الجبار القسطلاني أن ما تردّد حول استقالة فؤاد عالي الهمة مجرد ضحك على الذقون واستهزاء بالمغاربة، منطلفا في حكمه من كون الهمة ليس مجرد شخص وإنما يشكل عنوانا لظاهرة في المشهد السياسي المغربي. وقال البرلماني المذكور، الذي كان يتحدث في لقاء موسع مع ساكنة مدينة طانطان مساء السبت 21 ماي 2011، إن ظاهرة الهمة لها أتباع في البرلمان بغرفتيه وفي الجماعات الحضرية والقروية وفي الجهات، وفي الإدارة الترابية، مضيفا "لا يعقل أن يشرف أتباع الأصالة والمعاصرة من الذين يعملون بالإدارة الترابية على عملية الاستفتاء والانتخابات المقبلة"، وقال إن هاتين المحطتين مصيريتين، ويتأسس عليهما مستقبل المغرب، ولذلك "يجب أن تكون استقالة الهمة مغادرة شبكته ككل" يؤكد القسطلاني. وحذّر المتحدث من قمع الاحتجاجات ذات الطابع المدني والسلمي، مشددا على أن حزبه يتبرأ من أي عمل تخريبي أو تطاول على المؤسسات، وعلى أجهزة الدولة، ذاعيا الدولة إلى رحابة الصدر، وأن لا ينفذ صبرها حتى لا تقع في تجاوزات تضر بالمرحلة الانتقالية التي يعيشها البلد. من جانب آخر، انتقد القسطلاني في محاضرته ما أسماه الأجندة المقدمة حول الدستور والانتخابات والجهوية، معتبرا أنها تتذسم بطابع الاستعجال، في ظل عدم استعداد كافة الأحزاب بما يتناسب مع متطلبات المرحلة، مؤكدا في الوقت ذاته أن حزبه جاهز على كل المستويات لتحمل مسؤوليتة أمام الشعب. وفي موضوع اللوائح الانتخابية، دعا النائب البرلماني المشار إليه دعوة إلى إخراج لوائح انتخابية جديدة، والاقتصار على البطاقة الوطنية فقط دون سواها،مبرزا أن الداخلية لا تريد أن تلجأ إلى التسجيل الآلي للمواطنين الذين يحق لهم التصويت، معتبرا الإدارة تسعى إلى أن تبقى لوائح مزورة ولوائح الموتى الذين يُبعثون يوم التصويت. كما تطرق القسطلاني في محاضرته التي لاقت تجاوبا وُصف بالمتميز من قبل ساكنة طانطان، إلى الحريات العامة مشيرا إلى أن وضعية الحريات بالمغرب اليوم تبعث على القلق ولا توفر الأجواء المناسبة للتغيير الذي ينشده المغاربة، واعتبر أن متابعة مدير نشر "المساء" خارج قانون الصحافة يعطي انطباعا قويا لدى الجميع بأن الباحث عن الحقيقة مصيره التضييق والاعتقال.