يواصل حزب العدالة والتنمية تفاعله مع قضية عضو أمانته العامة جامع المعتصم في منحى تصعيدي حسب ما تؤشر عليه تصريحات قيادة الحزب وكذا بيانات هيآته الموازية وما يدور في لقاءاته التنظيمية الداخلية، فبعد الندوة الصحافية ليوم الخميس الماضي والتي اعتبرها متتبعون إعلان حرب في مساحات جديدة على حزب الأصالة والمعاصرة، دعا عبد الإله بن كيران الأمين العام رؤساء الجماعات والمقاطعات التي يسيرها حزبه المجتموعون بالرباط يوم الأحد الماضي إلى مزيد من الصمود أمام كل ما يحاك ضد الحزب وكل ما يستهدف تجربته المتميزة في تسيير الشأن المحلي، كما دعا بن كيران "رؤساء حزبه" إلى تقوية تحالفاتهم ورص صفوف مستشاري الحزب. وبمدينة سلا وأمام حشد كبير من المواطنين صب بن كيران جام غضبه على من وصفهم بالمافيوزيين وأعداء الوطن ومدبري الفتن في إشارة إلى إلياس العماري ومن معه، مبينا أن حزب العدالة والتنمية ليس في حاجة إلى أن يؤكد وطنيته، وأن هذه الوطنية "الصادقة" هي سبب مهاجمته من أطراف "لا تحب الله والوطن والملك"، وأضاف الرجل الأول في العدالة والتنمية إن الذين قال عنهم أنهم يشعلون الفتن في مدن الحسيمة وطنجة والعيون يسعون إلى نسج مثل ما وقع في تونس، مؤكدا على ضرورة تبني خيار الديموقراطية في إطار الملكية الدستورية من أجل مغرب قوي قادر على مواجهة التحديات القادمة. وفي ما يشبه التحريض دعا زعيم العدالة والتنمية إلى التحرك من أجل مناصرة "الحق" والوقوف أمام "الباطل" وأمام الظلم والطغيان الذي يقوده الحزب السلطوي الجديد. إلى ذلك نظمت الكتابة الإقليمية لحزب المصباح بتزنيت لقاء مفتوحا شرح خلاله المنظمون ما قالوا عنه حيثيات ملف المعتصم، وعبر الكاتب الإقليمي لذات الحزب في كلمة بالمناسبة عن تضامن سكان تزنيت مع المعتصم الذي خبروه جيدا منذ أن كان ناشطا سياسيا ونقابيا بالمدينة، وعرفوه رجلا صالحا مصلحا "مفتاح للخير مغلاقا للشر"، وقال المسؤول الحزبي المذكور أن التضامن مع المعتصم لم تمله القرابة السياسية لوحدها بل القرابة الإقليمية أيضا على اعتبار أن جامع المعتصم من أبناء تيزنيت وبالضبط من قبيلة أيت براييم بجماعة بونعمان (25 لكم عن تيزنيت)، مشددا على أن الرجل –أي المعتصم- ليس من السهل الافتراء عليه وأنه إذا كانت من رسالة وراء اعتقاله وتقديمه للمحاكمة فهي مجرد محاولة يائسة لتخويف المواطنين من الاقتراب والانضمام لحزب العدالة والتنمية، وهو ما لن يفلح فيه حزب الهمة ولا غيره يضيف كاتب العدالة والتنمية بتزنيت. وتطرق أعضاء اللجنة الوطنية لحزب بن كيران والتي تضم أعضاء الأمانة العامة ورؤساء هيآته الموازية ومسؤوليه الجهويين، إلى ملف المعتصم بشكل مستفيض حسب ما صرح به عبد الجبار القسطلاني النائب البرلماني وعضو اللجنة المذكورة، الذي أكد على أن العدالة والتنمية عازم على التصدي لمناورات الهمة ورفاقه وأنه يُعد لمبادرات نوعية تستهدف فضح الفساد والمفسدين وكل من يشكل تهديدا على وحدة ومستقبل الوطن، واصفا ما يحدث بصراع سياسي غير متكافئ وهستيري ولا أخلاقي من طرف خصوم العدالة والتنمية، مضيفا إن الحزب يعتبر قضية المعتصم ذات أولوية قصوى، ما ترجمه رفع محامي العدالة والتنمية تحدي الوصول إلى 400 محامٍ ضمن هيأة الدفاع عن المعتصم، وأبرز القسطلاني في حديث ل"هسبريس" أن اعتقال المعتصم هو تعبير عن رغبة جامحة عند من نعتهم بذوي النفوذ المعجبين بالنموذج التونسي التحكمي المفلس أخيرا، خاصة عند فؤاد عالي الهمة الذي صرح –حسب القسطلاني- مرات عديدة أن النموذج التونسي هو النموذج الذي يجب إعماله في المغرب نظرا لأنه يؤجرئ التنمية بعيدا عن الديموقراطية، وأن سبب عداوة الهمة لحزب العدالة والتنمية هو رفض الحزب لهذا النموذج ووقوفه أمامه. وعلمت "هسبريس" أن قافلة المصباح وهي النشاط التواصلي الذي ينظمه نواب العدالة والتنمية كل سنة ستحمل هذه السنة اسم جامع المعتصم، وأن الحملة الوطنية لشبيبة حزب بن كيران والتي تنظم خلالها أنشطة متنوعة بمختلف مدن المغرب ستستهدف موضوع الفساد خاصة السياسي منه. من جهة أخرى يشرف بن كيران شخصيا على مهرجانين خطابيين بكل من طنجة وأصيلة يومي السبت والاحد المقبلين، فيما ينتظر أن تتوالى بيانات للكتابات الجهوية للحزب حول موضوع المعتصم، مما يؤشر على بداية فصل جديد من فصول معركة المصباح ضد التراكتور.