تتواصل ردود الفعل المختلفة والمتباينة حيال ما بات يعرف بقضية "الزواج العرفي" لقياديين من حركة التوحيد والإصلاح، التي يصفها الكثيرون بالذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية، على إثر توقيف الداعيتين: عمر بن حماد وفاطمة النجار، كانا داخل سيارة بشاطئ المنصورية. وبينما انبرى فريق إلى الدفاع عن عمر وفاطمة لكونهما يرتبطان ب"زواج عرفي مؤقت"، كما قال أحمد الريسوني، عالم مقاصد الشريعة والرئيس الأسبق للحركة الإسلامية ذاتها، ودافع آخرون عن القياديين معا بالقول إنها حرية شخصية، هاجم البعض ما صدر عن بن حماد والنجار، لكونهما "يقولان ما لا يفعلان". وفي هذا الصدد، وجه الناشط الشيعي المغربي، عصام احميدان، انتقادات حادة إلى تصرفات بنحماد والنجار، وقال: "لا أستغرب من خبر فضيحة نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح ونائبة أخرى؛ بل إنني أجزم أن قيادات الحركة والحزب تعرف سلوكيات زملائهم من قبل". واتهم احميدان قياديا إسلاميا بحركة التوحيد والإصلاح سنة 2000، سماه "كبير الحركة"، بأنه عمد إلى التحرش بفتاة محجبة على متن طائرة. وقال، في تدوينة فيسبوكية، ما يلي: "كنت شاهدا على ذلك، قبل 16 سنة، بطائرة الخطوط الملكية الأردنية والتي شاءت الأقدار أن تقلني إلى دمشق يوم 10 أبريل 2000". وتابع الناشط الشيعي: "كان على متن الرحلة قادة من حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، يتجهون إلى عمان بدعوة من الإخوان المسلمين الأردنيين. وقد رأيت بنفسي تحرش كبيرهم بفتاة محجبة كانت جالسة غير بعيدة عني، على مرأى ومسمع "القادة"". وأورد احيمدان بأنه أصيب بالذهول مما شاهده على الطائرة الأردنية وقتها، وأردف: "صدق أحد إخوتنا من طلبة الميثاق عندما سئل سنة 1993 عن حركة الإصلاح والتجديد (سابقا)، فقال واصفا إياها بأنها اتحاد اشتراكي باللحية"، على حد تعبيره. وتفاعلا مع أجوبة معلقين فيسبوكيين بخصوص المقارنة بين واقعة بن حماد والنجار وبين حادثة الطائرة، أوضح احميدان بالقول: "ما ذكرته من حادثة الطائرة لم يكن لا زواجا، ولا في إطار شرعي ولا قانوني، بل صعلكة بكل معنى الكلمة. وقد ردت الفتاة بحزم على كبيرهم الذي علمهم السحر، وعاد إلى مقعده خائبا".