للوصول إلى جماعة عين بلال القروية، والتي يبلغ عدد سكانها 4699 حسب إحصاء 2014، والتابعة لدائرة البروج، لا بدّ من قطع مسافة 70 كيلومترا عبر الطريق الوطنية رقم 9 ثم تغيير الاتجاه يسارا عبر الطريق الإقليمية 3503، ثم متابعة السير عبر الطريق الإقليمية رقم 3632 حيث الحفر وصعوبة المسلك على ما يقارب 18 كيلومترا، وانتشار المقالع على جنبات نهر أم الربيع..حقول جرداء وصخور صلبة وانتشار لشوك الصبّار. عند وصولنا إلى مركز الجماعة صادفنا جمعا غفيرا من المواطنين على الدواب والعربات المجرورة ينتظرون دورهم للحصول على قطرة ماء من صهريج متنقل أعدته الجماعة القروية لهذا الغرض، والحالة نفسها بدواوير أخرى تابعة للجماعة. بالقرب من مقر الجماعة يتحلّق المواطنون حول صهريج ماء محمول على جرّار، وفي الجهة الأخرى عدد من النساء يملأن قِربَهن من سقّاية أعدتها الجماعة القروية بالمجّان، ولا بد أن ينتظر كل واحد دوره، "واش حنا ما عندنا حق في الماء الصالح للشرب..شوفوا حالتنا حنا وعيالاتنا وأولادنا وبهايمنا وجناناتنا.. عوض أن نذهب لتوفير العيش لأولادنا نقضي وقتنا في انتظار قطرة ماء وسد المسيرة قريب منا"، يقول أحد المواطنين غاضبا وهو على ظهر دابته، بينما أشارت إلينا إحدى النسوة بقولها بحسرة ونبرة تدل على الإحساس بالحكرة والألم: "أجي صوّر لعيالات هما لي كيعيشو هاذ شي يوميا ونشرهم في الجورنال باش يعرفونا فين عيشين". جمعويون: المشكل مطروح منذ 2001 والحلول ترقيعية عبد الحكيم بلغمي، رئيس جمعية الأمل للتنمية المستدامة بعين بلال بني مسكين الغربية، قال، في تصريح لهسبريس، إن مشكل العطش بجماعة عين بلال مطروح منذ 2001 ويزداد حدّة في فصل الصيف؛ حيث جفّت الآبار وأتلف الغرس، وتحوّل إلى حطب بسبب العطش، ومنذ ذلك الحين والسكان يعانون، خاصة وأنهم يعتمدون على الفلاحة السقوية، وغالبا ما تواجه مطالبهم بالحلول الترقيعية، وذلك بحفر الآبار التي لم تنفع في حل المشكل بشهادة عدة لجان تقنية. المتحدّث أوضح أن فعاليات جمعوية ببني مسكين الغربية وجهت مراسلات إلى عدة جهات معنية بموضوع العطش بجماعة عين بلال، وأصدرت بيانا، تتوفر هسبريس على نسخ منها، مطالبة بالكفّ عن الحلول الترقيعية والتسويف لربح الوقت، والعمل على تفعيل قرارات اللجنة المختلطة التي أكّدت على عدم كفاية الفرشة المائية بالمنطقة وأوصت بعدم التمادي في حفر الآبار، وحصرت الحل النهائي في ربط منازل المواطنين بالماء الصالح للشرب من محطة المعالجة بسد المسيرة الذي يبعد عن الدواوير بمسافة تتراوح بين كيلومترين وعشرة كيلومترات. وأضاف الفاعل الجمعوي أن السكان هدّدوا بمسيرة العطش في مناسبتين، خاصة في فصل الصيف، ووجهوا عريضة تحمل أكثر من ألف توقيع إلى الجهات المعنية، تتوفر هسبريس على نسخ منها، من أجل الإسراع بتفعيل قرارات اللجنة الإقليمية المختلطة التي حلّت بجماعة عين بلال يومي 13 و15 غشت 2014، دون تبرير التأخير بالإمكانات المادّية، خاصة أن الجماعة فقيرة و"الماء قضية حياة أو موت". المجلس الجماعي: الصهاريج المتنقّلة حل استعجالي العربي مجيدي، رئيس جماعة عين بلال، قال، في تصريح لهسبريس، إن المجلس الجماعي الجديد رصد عدة تحديات وعوائق للتنمية بالمنطقة، ورفع حولها مراسلات إلى الجهات المختصة، منها إصلاح الطرق والرفع من الخدمات الصحية، والتعليم والكهرباء وتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب من محطة المعالجة سد المسيرة، موضّحا أن استخدام الصهاريج المتنقلة حل استعجالي فرضته الظرفية لسبعة دواوير بالجماعة، بعد مراسلة عامل الإقليم والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب من أجل ملء الصهاريج المتنقلة بالماء الصالح للشرب من محطة المعالجة، بتنسيق مع مركز المكتب بصخور الرحامنة لحل المشكل في الظرفية الحالية رغم أن هذا الحل غير كاف. وأكد رئيس جماعة عين بلال أن الحل الوحيد هو ربط 19 تجمّعا سكنيا بالجماعة الترابية بشبكة الماء الصالح للشرب من محطة المعالجة بسد المسيرة، موضّحا أن الملف مرّ من مرحلة الدراسات المالية والتقنية سنة 2009، ونظرا لتأخر إنجاز المشروع جرى عقد اجتماع بمقر الولاية تحت رئاسة السلطة الإقليمية بتاريخ 18 مارس 2013، بحضور مصالح المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، مشيرا إلى أن الجماعة القروية وجّهت مراسلة بتاريخ 23 أبريل 2013 إلى والي الجهة من أجل تحديد موعد لعقد جلسة عمل مع ممثلي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب من أجل إعداد مشروع اتفاقية. وأضاف الرئيس أن ربط الدواوير بالماء الصالح للشرب رهين بالاعتمادات المالية التي حدّدتها دراسة مارس 2013 في كلفة إجمالية قدرها 20 مليون درهم، موردا أن وزارة الداخلية عبّرت عن استعدادها أداء الاعتمادات المالية الخاصّة بنصيب الجماعة القروية عين بلال، في حين يبقى نصيب المصالح الأخرى غير متوفّر إلى حدود الآن.