قللت الحكومة المغربية من التأثيرات المحتملة للتفجير الذي استهدف في 28 ابريل الماضي مدينة مراكش على أداء القطاع السياحي في البلاد في وقت أكد فيه عدد من العاملين بالسياحة تأثر هذا القطاع بمختلف مناطق المملكة بدرجات متفاوتة وحسب خصوصيات كل وجهة على حدة. وجاء تفكير مراكش في الوقت الذي كان فيه المغرب يطمح لجلب عشرة ملايين سائح خلال السنة الجارية، ضمنهم نحو مليوني سائح فرنسي. كما جاء التفجير في الوقت الذي سجل فيه القطاع السياحي في البلاد انتعاشا بعد تعافيه من تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمي. وقال وزير السياحة والصناعة التقليدية المغربي ياسر الزناكي، في حديث لصحفية (الوطن) الجزائرية نشرته الأربعاء 11 ماي وأوردته وسائل إعلام مغربية إن تفجير مراكش "لن ينال من أسس القطاع السياحي قي المغرب بشكل عام" مضيفا أنه على العكس من ذلك، فإن هذا العمل الارهابي "سيجعل المغرب أكثر قوة وأكثر اتحادا، وسيخلق دينامية كبيرة تساعد على تطوير القطاع في المستقبل. واستهدف التفجير مقهى (أركانة) قبالة ساحة جامع الفنا السياحية المصنفة من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) تراثا شفويا للانسانية، مخلفا 17 قتيلا و21 جريحا من جنسيات مختلفة. وأكد وزير السياحة المغربي أن تفجير مراكش "لن يهدد إطلاقا الأسس الصلبة لوجهة مراكش، التي هي وجهة سياحية معروفة على الصعيد الدولي"، قائلا "إننا سنبقى متفائلين على غرار السياح والأشخاص الذين جاءوا لزيارتنا ولا يمكننا بالتالي إلا أن نكون مثلهم ونواصل العمل". وسجل الوزير المغربي، من جهة أخرى، أن "الموقف الإيجابي جدا للسياح فاجأه كثيرا"، منوها بالمناسبة بتعبئة وكالات الأسفار ومهنيي القطاع. لكنه جزم بأن هناك بعض الإلغاءات غير أنها لم تكن ذات تأثير كبير، مشيرا الى أن قطاع السياحة سجل خلال شهر أبريل الذي وقع فيه الانفجار، "نموا بنسبة 16 في المائة على المستوى الوطني و18 في المائة بالنسبة لوجهة مراكش". بالمقابل، أكد عدد من مهنيي السياحة في المغرب تأثر القطاع السياحي بمختلف مناطق المملكة بدرجات متفاوتة وحسب خصوصيات كل وجهة على حدة، جراء تفجير مراكش. وقال مسؤول بوحدة فندقية من خمسة نجوم بمراكش فضل عدم الكشف عن إسمه في تصريح هاتفي لمراسل وكالة أنباء (شينخوا) "كنا نستقبل عادة في بداية شهر مايو أفواجا عديدة من السياح خاصة الفرنسيون منهم، لكن هذه الأعداد قلت بشكل كبير خلال هذه الفترة بفعل حالة التخوف التي لازالت تلقي بظلالها على القطاع السياحي بفعل التفجير". من جانبه أكد (أ ت) وهو مسؤول بوكالة أسفار بمدينة فاس (نحو 190 كلم شمال الرباط) في تصريح مماثل إلغاء حجوزات تعد بالعشرات عقب الحادث، لكنه أشار الى أن هذا الأمر لا يعدو كونه ظرفيا ، حيث من المرتقب في نظره أن يعود القطاع الى الانتعاش في المستقبل القريب. في غضون ذلك، أكد محمد أجانا المسؤول بإحدى وكالات الخدمات السياحية بمدينة أكادير (نحو 500 كلم جنوبالرباط) أن السياح الأجانب الذين حجزوا لهذه الوجهة كان غالبيتهم في الموعد ولم يثنيهم تفجير مراكش عن زيارة المدينة. لكنه قال إنه لا يمكن الآن التكهن بتأثيرات الحادث على القطاع السياحي بالمدينة، ذلك ان الموسم السياحي بأكادير يعرف ذروته في شهري سبتمبر وأكتوبر خاصة السياح الالمان الذين يتوافدون على هذه المدينة خلال هذه الفترة من السنة. وكان وزير السياحة المغربي عقد اجتماعا موسعا مع مهنيي السياحة وكبار المستثمرين بالقطاع في البلاد لبحث التداعيات المحتملة لتفجير مراكش، حيث تم تشكيل خلية أزمة لتتبع أداء القطاع بعد الحادث. ويعد القطاع السياحي أهم مصدر للعملة الصعبة في المغرب، ويشكل ثاني قطاع اقتصادي في البلاد بعد الفلاحة، حيث يساهم بنحو 20 في المائة من حجم الناتج الاجمالي المحلي. ويتطلع المغرب من خلال خطة عشرية، أعلن عنها نهاية العام الماضي وأطلق عليها "رؤية 2020"، لأن يصبح ضمن الوجهات السياحية العشرين الأولى عالميا، بما يرفع من مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الخام خلال العقد المقبل ، الى ما يفوق 18 مليار دولار.