اعتبر وزير السياحة والصناعة التقليدية خلال المجلس الحكومي الأخير أن المهم حاليا هو الحفاظ على حصص المغرب من الأسواق، وذلك من خلال تعزيز الإجراءات المتعلقة بالإنعاش والنقل الجوي، وهي إجراءات سيتم تطبيقها على المدى القصير وتتطلب ميزانية تناهز300 مليون درهم. ولعل «الخطة الاستباقية كاب 2009» التي أعدت بشراكة مع المهنيين، هي التي مكنت من وضع اجراءات تكميلية واستثنائية من أجل استباق آثار الأزمة الاقتصادية العالمية على الدينامية السياحية للمغرب. ففي الوقت الذي عرفت فيه المشاريع الاستثمارية الكبرى المبرمجة ضمن مخططات «رؤية 2010» بعض التباطؤ في وتيرة إنجازها نتيجة انسحاب بعض المستثمرين، واصل الرواج السياحي نموه الذي عرفه في السنوات الأخيرة، وذلك رغم الظروف غير الملائمة التي عكستها الأزمة الاقتصادية العالمية. حيث أكد محمد بوسعيد، في عرض له حول تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية على قطاع السياحة، أن السياحة المغربية باستطاعتها أن تتجاوز آثار الأزمة العالمية، من خلال مواصلة المجهودات المتعلقة بالاستباق والتجديد الشيء الذي انعكس على أعداد السياح الوافدين على المغرب خلال شهر أبريل الماضي حيث سجل ارتفاعا بنسبة 24 في المائة والمبيتات السياحية شهدت هي الأخرى انتعاشا ملحوظا وصل إلى 6 في المائة، مع تسجيل ارتفاع بالنسبة لمختلف الوجهات السياحية للمملكة. وأضاف أن هذه النتائج الايجابية مكنت من تقليص آثار الأزمة الاقتصادية، حيث سجل المغرب خلال الفترة الممتدة من يناير إلى أبريل الماضيين، زيادة في عدد الوافدين بنسبة زائد 10 في المائة مع انخفاض طفيف في المبيتات وصل إلى ناقص 3 في المائة. وحسب إحصائيات وزارة السياحة، فإن توافد الجالية المغربية عرف نموا ملفتا خلال شهر أبريل وفاق 38 في المائة، بينما السياح الأجانب 18 في المائة، أما المبيتات السياحية فإن مدينتي فاس وتطوان سجلا أعلى النسب خلال الشهر الماضي، بنمو فاق 25 في المائة بالنسبة للمدينة العلمية، و30 في المائة لتطوان، طنجة ومراكش سجلتا نفس النسبة وهي 6 في المائة، وأكادير 4 في المائة.وفي المجموع نجد حوالي 2.16 مليون سائح زاروا المغرب ما بين يناير وأبريل الماضيين، أي بزيادة ناهزت 10 في المائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2008. ويرجع المهنيون سبب هذه الطفرة خلال شهر أبريل إلى عطلة فصل الربيع التي يستغلها الأوربيون للسفر إلى الخارج وخصوصا الفرنسيون الذين يمثلون الزبون الأول للسياحة المغربية. يشار إلى أن محمد بوسعيد راهن منذ أواخر السنة الماضية على برنامج «كاب 2009» للحد من الانعكاسات السلبية المتوقع أن تترتب على قطاع السياحة بالمغرب، جراء تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، معتبرا أن هذا المخطط السياحي هو ثمرة تعاون وشراكة مع عدة متدخلين. خاصة الفيدرالية الوطنية للسياحة، ومرصد السياحة، والمجالس الجهوية للسياحة، ويتضمن «كاب 2009» إجراءات أفقية وطنية وإجراءات خاصة تجري بلورتها على صعيد كل جهة بتنسيق مع المهنيين على المستوى المحلي، إذ إن تنفيذ هذه العمليات يتم على الصعيد الجهوي و يوضع تحت مسؤولية رؤساء المكاتب الجهوية للسياحة. ويهدف المخطط، حسب الوزير، إلى التخفيف من تأثير الأزمة الدولية على المدى القصير، عبر توطيد حصص المغرب في السوق، وإطلاق إجراءات جهوية للقرب، بهدف إعطاء حيوية للنشاط السياحي في أربع جهات ذات أولوية وهي مراكشوفاس والدارالبيضاء وأكادير، كما يتوخى المخطط الحفاظ على جاذبية السياحة عبر الحفاظ على ثقة الفاعلين المنخرطين في المشاريع الكبرى وعلى دينامية الاستثمار، إضافة إلى توطيد حصص المغرب من الأسواق السياحية وتحضير مرحلة ما بعد الأزمة الدولية واستباقه بواسطة التواصل حول العمليات المنجزة ضمن «كاب 2009» وإشراك الفاعلين في الالتزامات المتخذة .