صراع مرير عاشته مدينة مراكش في الآونة الأخيرة بين مهنيي النقل السياحي وأصحاب سيارة الأجرة بنوعيها حول نقل السائح داخل أو خارج عاصمة النخيل، من محيط ساحة جامع الفنا العالمية أو من الحي الشتوي التابع لمقاطعة جليز، حيث المؤسسات السياحية المصنفة. هذا الوضع كان له انعكاس سلبي على العديد من الوافدين على المدينة الحمراء، الذين تعرضوا لمواقف شاذة يغلب عليها العنف اللفظي، وأحيانا أخرى الضرب والجرح؛ ما جعلهم شهودا على صورة مشوهة للسياحة بالمغرب عامة وبعاصمة النخيل خاصة، تفاصيلها وقف حركة السير وعرقلة نقل السياح، سواء من أمام المطار أو الفنادق؛ ما يستدعي بين حين وآخر تدخل رجال الأمن. ودفع الوضع المذكور الوالي الجديد محمد البجيوي إلى دعوة النقابة الوطنية للنقل السياحي بالمغرب، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام الديمقراطي للشغالين بالمغرب، إلى لقاء لتدارس ملفها المطلبي، بعد إضراب خاضه المهنيون أخيرا أمام مطار المنارة الدولي. مفرك مولاي محمد، عضو لجنة التواصل في الهيئة المذكورة، صرح لهسبريس بأن "والي الجهة أكد في اللقاء معه على دور النقل السياحي في النهوض بقطاع السياحة الذي يشكل قطاعا اقتصاديا مهما، ما يفرض إيجاد حلول سريعة"، على حد قوله. وأضاف المتحدث ذاته أن "مشكل مطار المنارة المتمثل في رفع تسعيرة وقوف حافلات النقل السياحي، بشكل مفاجئ ودون إشراك المهنيين، سيطرح خلال اجتماع يوم الخميس المقبل، للتفكير في حلول مناسبة"، حسب تعبيره. "أما البطاقة المهنية فسيفتح بخصوصها مركز لتكوين المهنيين في النقل السياحي بمراكش في جميع الأصناف"، يورد الفاعل النقابي نفسه، مشيرا إلى أن "الاجتماع خلص إلى إشراك النقل السياحي لجهة مراكش في قمة المناخ "كوب 22"، للاستفادة من هذه التظاهرة العالمية". "محاربة وكالات الرحلات السياحية المنتشرة بمناطق تحيط بساحة جامع الفنا كانت موضوع نقاش انتهى إلى الاتفاق على ضرورة مواجهة الظاهرة من طرف السلطة المحلية، لأنها محلات تشتغل خارج القانون، ولا تؤدي الضرائب للدولة"، يضيف النقابي ذاته. وأورد مفرك أن مرائب خاصة بالنقل السياحي بالمدينة العتيقة سيتم تحديدها، مؤكدا خروج لجنة مختلطة من نقابيين ومسؤولين عن السير والجولان لإنجاز هذه المهمة؛ كما طالب ولاية الأمن بحماية السائح من كل مهني يخرق قانون النقل العمومي.