عاشت مدينة طنجة زوال 8 ماي على إيقاع شعارات المحتجين طيلة 5 ساعات، مدة الاعتصام الانذاري الذي قررت حركة 20 فبراير خوضه وتنظيمه بساحة التغيير بالحي الشعبي بني مكادة . وتحت شعار "يوم التحدي من أجل إسقاط لجنة المانوني" تجمع الآلاف من المواطنين رافعين شعاراتهم الاعتيادية المطالبة بإسقاط الفساد ورموزه وبلجنة وطنية منتخبة تصوغ دستورا جديدا بدل الدستور الممنوح الذي وصف بدستور يليق بالعبيد أكثر منه بشعب حر ناضج ومسئول. فيما ألقت تفجيرات مراكش بظلالها على الاعتصام إذ تم ترديد شعارات تتهم المخزن بالوقوف وراء تفجير أركانة من قبيل " باي باي الحريات الديستي دارت مابغات" فيما كانت نظرية المؤامرة سائدة عند المحتجين وعبروا عن ذلك بشعار تم ترديده أكثر من مرة " يا مغربي يا مغربي يا مغربية... التفجير عليك وعلي مسرحية". شعار آخر أكثر حدة حضر لأول مرة عند المحتجين بطنجة طالبوا فيه عدة أسماء مقربة من الملك بالرحيل على غرار الماجدي ،الهمة و آخرون "هذا المغرب وحنا ناسو واللي حاكم يفهم راسو". الذي ميز اعتصام 8 ماي هو انصهار جميع أطياف الشعب مستقلون منهم ومنتمون في بوتقة واحدة وتحت شعار واحد "جميعا من اجل مغرب العدل والحرية والكرامة" حيث حضرت هموم المواطن اليومية ومظلومية الشعب بقوة في النقاشات التي أثيرت بين المعتصمين في تجمعات صغيرة تشكلت وسط الساحة أثناء الاعتصام مما شكل فرصة مواتية لشباب حركة 20 فبراير لمزيد من التواصل مع المواطنين. وقد حظي عرض تمثيلي قام به بعض الشباب لمشهد فظيع من مشاهد التحقيق الإنساني الذي يتعرض له المعتقلون وكيف يتم إجبارهم على التوقيع على محاضر مطبوخة معدة سلفا دون حتى قراءتها بتعاطف الجميع واستنكارهم لأساليب المخزن التي وصفت بالهمجية. عرض مسرحي آخر قدمه شباب حركة 20 فبراير حاكموا فيه البطالة والرشوة إضافة إلى الشركة الفرنسية للتدبير المفوض أمانديس وكان مصير الجميع الإعدام حسب الحكم الصادر عن الشعب الذي لعب دور القاضي في المحاكمة. وعند حدود العاشرة مساء تناول الكلمة أحد شباب حركة 20 فبراير أكد فيها على مواصلة النضال والاستمرار في ابتكار أشكال نضالية جديدة أكثر تصعيدا قصد التسريع من وتيرة الضغط على المخزن، قبل الإعلان عن فض الاعتصام.