كان شباب حركة 20 فبراير على الموعد في حدود الساعة الرابعة بعد زوال أول أمس الأحد، حيث احتشد الجمع بساحة 16 غشت أمام مقر قصر بلدية بشارع محمد الخامس في مدينة وجدة، استجابة لنداء حركة 20 فبراير الداعي إلى تنظيم تظاهرات ومسيرات وحدوية أول أمس الأحد، ودفاعا عن مطالب الحركة المشروعة من أجل الديمقراطية والحرية والكرامة ومحاربة الاستبداد والفساد. وصرخت حناجر الشباب، الذين فاق عددهم 2500 متظاهر، بشعارات تنديدية ورفعوا صور بعض الرموز التي طالبوا برؤوسها، خلال الوقفة الاحتجاجية الصاخبة والمسيرة الحاشدة التي انطلقت من عين المكان وجابت شارع محمد الخامس وشارع محمد الدرفوفي قبل أن تعود إلى ساحة 16 غشت نقطة انطلاقتها ثم تتوجه إلى ساحة 9 يوليوز نقطة استقرارها ثم مكان اعتصام بعض شبابها. وكان جديد الشعارات المطالبَة بإسقاط اللجنة الاستشارية المكلفة بإعداد الدستور، التي يرأسها عبد اللطيف المانوني: «المانوني سير فحالك والدستور ماشي ديالك» كما نددوا بالأحزاب وبالمهرجات كمهرجان الراي ومهرجان موازين... وسجلت المسيرة الحاشدة التي التحق بها جمهور غفير من المواطنين وقفات احتجاجية عند بعض أماكن تواجد بعض المؤسسات العمومية مثل مقر البلدية وولاية الجهة الشرقية وعمالة وجدة أنجاد ومقر حزب الأصالة والمعاصرة ومؤسسة القناة الثانية والمكتب لوطني للكهرباء وولاية أمن وجدة ومحكمة الاستئناف. وكانت أهم الوقفات أمام مقر حزب الأصالة والمعاصرة حيث تم ترديد بعض الشعارات الاستنكارية الغاضبة ببعض رموزها وطالبوا برؤوسهم، قبل أن تستقر المسيرة بساحة 9 يوليوز إلى حدود الساعة الثامنة من مساء نفس اليوم، حيث انفضت في الوقت الذي قرر بعض شباب حركة 20 فبراير الاعتصام هناك لمدة 12 ساعة رغم قساوة الطقس وبرودة الليل وزخات المطر التي تميزت بها الأيام الأخيرة لمدينة وجدة . وردد الشباب المتظاهر المحتج شعارات لم تخرج عن سياق الشعارات التي تمّ ترديدها في التظاهرات السابقة، وتمحورت حول الإصلاحات السياسية والدستورية والمطالب الاجتماعية وإسقاط الحكومة وإسقاط البرلمان و«العمران» ومحاربة الفساد والرشوة وتزوير الانتخابات وهدر المال العام والبطالة وتجاوز بعض العادات في البروتوكول الملكي، كما طالبت بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين... وشارك في الوقفات الاحتجاجية والمسيرة الحاشدة، التي مرت في أجواء من المسؤولية وحسن التأطير والتنظيم حيث تكلف المشرفون من لجنة الدعم على تنظيم حركة السير ومراقبة الدخلاء، إلى جانب شباب الحركة 20 فبراير والتنسيقية المحلية لمناهضة غلاء المعيشة وتدهور الخدمات العمومية وأحزاب اليسار الموحد والنهج الديمقراطي والطليعة وحركة «باركا» لحزب العدالة والتنمية والجمعيات الحقوقية وبعض فعاليات المجتمع المدني وأعضاء حزب العدالة والتنمية، يتقدمهم البرلماني عبر العزيز أفتاتي ومستشاروه في المجلس البلدي وأعضاء جماعة العدل والإحسان وشبابه وأعضاؤه.