مايزال حادث اختطاف تلميذة بأقا (إقليم طاطا) والاعتداء عليها جنسيا يثير مزيدا من الاحتجاج في صفوف سكان المنطقة، حيث خرج أزيد من 2000 من سكان مدينة أقا وجماعة قصبة سيدي عبد الله بن مبارك وجماعة توزونين شكّل التلاميذ والنساء النسبة الساحقة منهم، في ما وُصف ب"قافلة الكرامة" في اتجاه بيت التلميذة المعتدى عليها. وقطع المشاركون في القافلة حوالي 7 كيلومترات مشيا على الأقدام منطلقين من مركز أقا في اتجاه مدشر القبابة ثم مدشر الكناتة ثم مدشر أكادير أوزرو، قبل أن يصلوا إلى مدشر القصبة ويلتحموا مع قافلة أخرى نظمها زملاء التلميذة المشار إليها من مدشر يبعد بحوالي أربع كيلومترات. وردد المشاركون في "قافلة الكرامة" المنظمة يوم السبت 30 أبريل 2011 شعارات تضامنية مع التلميذة المعتدى عليها، وشعارت أخرى منددة بما قالون عن تهاون السلطات الأمنية في القبض على المجرمين المعتدين وعدم قدرتها على توفير الأمن لفتيات المنطقة في ظل تزايد عدد حالات الاعتداءات الجنسية بأقا. وتميزت "قافلة الكرامة" كما أطلقت عليها تنسيقية أقا من أجل التغيير المنظِّمة لها، بمداخلة عبر الهاتف للمحامي محمد أمكراز عضو منتدى الكرامة لحقوق الإنسان عبّر فيها عن تضامن هيأته مع التلميذة الضحية، محيّيًا أمّها التي لم تسكت على جريمة يعتبرها الكثيرون حسب المتحدث من الطابوهات، كما أعلن أمكراز عن مؤارته للضحية في كل مراحل قضيتها التي ستنطلق يوم 12 ماي 2011 بالتحقيق في جلسة مغلقة بمحكمة الاستئناف بأكادير. وطالب محمد أمكراز في المداخلة ذاتها السلطات الأمنية بضرورة تكثيف الجهود في مجال صون حقوق الأطفال ومعاقبة المتورطين في جرائم الاعتداء الجنسي عليهم. وكانت أقوى لحظات ما سمي ب"قافلة الكرامة" اللحظة التي تحدثت فيها التلميذة المذكورة معبّرة عن شكرها لكل من آزرها في ما قالت عنه محنتها، ومعلنة عودتها للدراسة بعد أن كانت قد قررت مقاطعتها بسبب الأثر النفسي الذي خلفه الاعتداء التي تعرضت له قبل أيام. وشاركت جمعية آباء الثانوية التأهيلية التي تدرس بها التلميذة (م.إ) في القافلة، وقدم نائب رئيسها هدية باسم الجمعية للتلميذة ولأمها، في بادرة لقيت استحسان جميع المشاركين. يشار إلى أن التلميذة المتضَامن معها كانت قد تعرضت لاختطاف واعتداء جنسي جماعي، خلال الأيام الماضية دون أن تتمكن مصالح الدرك الملكي من إلقاء القبض على من يُعتقد أنه المجرم الرئيسي في العملية والذي يُتهم بوقوفه وراء كل الاعتداءات المشابهة التي عرفتها منطقة أقا.