قال إدريس لشكر، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبيّة، إن نجاح أيّ حزب لا يقاس باستمراره في التسيير والتدبير، معتبرا أن سنّة الحياة تتميز بدورةٍ حلزونية، وأن الحزب يستعدّ لمرحلة وانطلاقة جديدتيْن لإعادة البناء، وذلك جوابا على سؤال لسعيد كوبريت، رئيس المكتب التنفيذي لبيت الصحافة بطنجة، حول سبب غياب حزب الاتحاد الاشتراكي عن تسيير الجماعات الترابية في طنجة خصوصا، وفي الشمال بشكلٍ عامّ. لشكرا أضاف، في لقاءٍ صحافي نظمه بيت الصحافة مساء أمس الجمعة، أن الاتحاد الاشتراكي كان على رأس عدد من المؤسسات مباشرة بعد الاستقلال، سواءٌ النقابية أو الثقافية أو الإعلامية أو حتّى الحقوقية، مستدركا أن الحزب عاش الابتعاد عن المثقفين، خصوصا عندما تحمّل حقيبة وزارة الثقافة، في غياب قدرته على إشباع حاجياتهم بسبب قلة الموارد والإمكانيات، وهو الشيء نفسه الذي حدث مع المجتمع المغربي عموما في نظرته إلى الحزب. وعن سؤالٍ حول فشل الحزْبِ في تسويق زعاماته وإنجازاتهم، خصوصا ما قام به عبد الرحمن اليوسفي بإنقاذ البلاد من السكتة القلبية، أجاب لشكر بأن الحزب لا يهدف إلى خلق زعماء أو تقديسهم، بل يهدف إلى ترسيخ "زعامة الاتحاد الاشتراكي"، أما الأشخاص، يضيف لشكر، فهم عابرون والزعامة الحقيقية التي يجب العمل عليها هي تبوؤ الحزب المكانة التي يستحق. في السياق ذاته، أضاف المتحدّث أن التناوب في حدّ ذاته إنجاز جماعي لكل الاتحاديات والاتحاديين، وأن هناك كمّا هائلا من المغبونين ممّن لم تذكر أسماؤهم؛ حيث يُتّم الأطفال وأصيب رجالٌ بعاهات وعاشت الأسر الحرمان والفاقة، "لكن لا يأتي على ذكر اسمها أحد، سواء في البادية أو المدينة"، بحسب لشكر. وإثر مثالٍ عن تسويق الزعامات طرحه مسيّر اللقاء سعيد كوبريت، مستدلاّ بنجاح حزب العدالة والتنمية في تسويق زعيمه عبد الإله بنكيران، قال لشكر: "الحزب الذي تتحدث عنه لا يمكن أن يكون نموذجا لنا، ولقد تجاوزنا عهد الزعامات، بل إن الحزب الذي سيتأسس على الزعامة الشخصية لم تعد البلاد في حاجة إليه". وعن الراهنية الزمنية التي يعيشها المحيط المجاور للمغرب، قال لشكر إن الحسابات السياسية ينبغي ألا تسيطر على الانتخابات القادمة، أمام ما يحدث في المحيط المجاور من وفاة لزعامة البوليساريو التي قد تجعل الجبهة تقوم بمغامرة ما، وعندها- يضيف لشكر- لن يكون للصراعات والتحديات السياسية أي معنى، معربا عن تخوفه من التعامل الحالي من طرف الأحزاب مع الغش الانتخابي، خصوصا أنه لا حزبَ أدان هذا الفعل. ونفى لشكر أن تكون له أية علاقة عائلية بابتسام لشكر، الناشطة التي دعت إلى الإفطار العلني، مؤكدا أن هناك إصرارا غريبا على ربط اسمها به ونسبها إليه، موضحا أن قضية المساواة بين المرأة والرجل عرفت تطورا كبيرا في المغرب، ضاربا مثالا بخطيب جمعة بالقنيطرة أعلن، اليوم الجمعة، أن التعدّد "عبث". وعن ذكرياته وارتباطه بمدينة طنجة، استرجع لشكر ذكرى نجاحه في البكالوريا في السنة الدراسية 1972-1973، حيث زُفّ له خبر نجاحه في رمضان من السنة نفسها، حين كان في زيارة إلى أخته بعروسة الشمال.