عادت أسعار البيض في الأسواق المغربية إلى مستواها الطبيعي في شهر رمضان المبارك، بعد أن تم تزويدها بأعداد وافرة من البيض جعلتها تغطي الاحتياجات الضخمة لملايين المستهلكين المغاربة، خاصة في هذا الشهر الذي يعرف إقبالا لافتا على شراء البيض وتقديمه في موائد الإفطار والسحور. وفي جولة سريعة لهسبريس على عدد من محلات بيع البيض بالتقسيط، تبين أن الأسعار لا تكاد تتجاوز 1.10 دارهم للبيض صغير الحجم، و1.30 درهما للبيض كبير الحجم، في أقصى حد، وهو الوضع الذي وصفته مصادر مهنية مسؤولة بالاعتيادي في مثل هذا الشهر الفضيل. وحسب مصادر الجريدة، فإنه في ليلة غرة شهر رمضان، وحتى في يومه الأول، رفع الموزعون وتجار الجملة من أسعار البيض في سوق الجملة، حيث بلغ ثمن البيضة الواحدة بين 1.20 درهما و1.25 درهما، وهو ما يعني أن سعر البيضة التي يقتنيها المستهلك بلغ 1.35 إلى 1.40 درهما. وبعد اليوم الأول من رمضان، إذ كانت أسعار البيض مرتفعة نسبيا، عادت الأثمان إلى طبيعتها بعد أن تدخل منتجو البيض، من خلال لجنة اليقظة التي أحدثتها الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك، ليزودوا سوق الدارالبيضاء في أول أيام رمضان بكمية بلغت 2 مليون بيضة. وقال مهنيون تحدثت إليهم الجريدة، في هذا الصدد، إن الغاية الرئيسية من تزويد الدارالبيضاء، التي يعد سوق الجملة فيها السعر المرجعي الخاص بالبيض في كافة أسواق المملكة، تمثلت في محاربة ظاهرة الاحتكار، إذ يعمد البعض إلى استغلال مناسبة رمضان لفرض قوانينهم في السوق. وحسب المصادر نفسها، فإن أصحاب الضيعات زودوا سوق الدارالبيضاء بذلك الحجم الكبير من البيض في أول أيام رمضان، أي 2 مليون بيضة، لتضاف إلى الحصة الاعتيادية التي يزودون بها السوق، وهي 1.5 ملايين بيضة، ما يعني أن السوق المرجعية استقبلت يومها أكثر من 3.5 ملايين بيضة. وأكد مهنيون للموقع أن هذا التصرف، ممثلا في تزويد سوق الدارالبيضاء بكميات هائلة إضافية من البيض، ساهم إلى حد كبير في عودة الاستقرار إلى أسواق البيض بالبلاد، إذ سجل ثمن البيضة الواحدة في سوق الجملة يوم الثلاثاء 1.15 درهما، ويوم الأربعاء ثاني أيام رمضان 1.13 درهما. وبخصوص استيراد البيض من فرنسا وإسبانيا، قال المهنيون إنه من المرتقب أن تدخل إلى المغرب في نهاية الأسبوع الجاري زهاء 10 ملايين بيضة، ستضاف إلى الإنتاج الوطني، وذلك بهدف ضمان تزويد السوق المحلية بمادة البيض الكافية طيلة شهر رمضان المبارك. وحول أسباب "التأخر" الذي حصل في استيراد البيض الأوروبي بعد أن تم تداول أخبار من قبل عن استيراده قبيل الشهر الفضيل، أوضح مهنيو قطاع البيض أن التأخر يعزى إلى معايير المراقبة الصارمة التي تستوجب وقتا معتبرا قبل السماح بدخول المواد الاستهلاكية إلى البلاد، حفاظا على صحة المواطنين المغاربة.