ارتسم اسمها في أذهان كثيرين عقب فوزها بالمسابقة العالمية للتجويد المقامة في ماليزيا عام 2013. إنها هاجر بوساق، الشابة المغربية التي لا زالت تواصل مشوارها رفقة القرآن الكريم الذي كان طريقها إلى الفوز بعدد من الجوائز الوطنية والدولية في الحفظ والتجويد، والتي تتابع دراستها للحصول على إجازة الدراسات الإسلامية بمسلك أصول الفقه. وترى القارئة والحافظة هاجر بوساق، ضمن حديث جمعها بجريدة هسبريس الإلكترونية، أن القرآن يلزمه الإلمام والفهم والاستيعاب عوض الحفظ لا غير، مؤكدة أن التعمق في العلوم المحيطة بالقرآن الكريم يجعل من القارئ ذا إلمام أكبر، ويضع على عاتقه مسؤولية الامتثال لأخلاقيات القرآن كذلك. وعن تأثير الفوز بجائزة عالمية على حياتها، قالت القارئة إن التجربة كانت كبيرة بالنسبة لها؛ ذلك أن الاحتكاك بالمسابقات الوطنية والدولية يعمل على صقل الموهبة والتمكن من القواعد والقراءات والمقامات الصوتية؛ حيث إن بعض المسابقات تشترط أن لا تقل القراءة عن أربع مقامات. وعما تقدمه هاجر بوساق للمجتمع المغربي عن طريق القرآن الكريم، أوضحت المتحدثة أنها تشرف على تحفيظ وتلقين قواعد التجويد لعدد من النساء والفتيات بكل من الرباط والبيضاء والقصر الكبير وغيرها، مؤكدة أن للمغربيات شغفا كبيرا بتعلم القرآن وقواعده وحفظه، مبرزة أنها تشعر"بسعادة غامرة عندما تحتل فتيات يدرسن على يدي المراتب الأولى في مسابقات لحفظ وتجويد القرآن الكريم". واعتبرت بوساق أنها تجاوزت مرحلة المشاركة في مسابقات دولية أو وطنية، مشيرة إلى أن الفرصة يجب أن تتاح لشباب آخرين، "فأنا أُحَكِّم في مسابقات وطنية ودولية حاليا، كما هو الحال بالنسبة لمسابقة إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، ومسابقة تارودانت للقرآن الكريم، ومسابقة دولية أقيمت في هولندا وغيرها". وباعتبارها منسقة المجالس القرآنية النسائية المنظمة من طرف مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، أفادت بوساق بأنها تشارك بمشروع انطلق منذ ثلاث سنوات يجوب 35 مدينة مغربية قصد اكتشاف مواهب في القرآن الكريم، لافتة إلى أنها تُجيزُ رواية ورش عن نافع عن طريق الأزرق. ودَعَت هاجر كل المهتمين بالقرآن الكريم ألا يكون هدفهم الرئيسي من وراء حفظ القرآن وإجادة تجويده هو التتويج العالمي أو الوطني أو ابتغاء الشهرة، بل أن يكون حفظ القرآن حافزا على فهمه وتدبره والمعرفة بكلام الله والتخلق بأخلاق القرآن الكريم.