نفذ نشطاء اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين وقفات احتجاجية على مستوى عدد من مساجد المملكة، منها مساجد بمدن تطوان وطنجة والدار البيضاء وفاس وسلا، احتجاجا على ما أسموه "معاناة المئات من المعتقلين الإسلاميين داخل السجون وذويهم، خاصة منهم أطفالهم"؛ حيث تم التنديد بغياب "أية مبادرة جادة لطي هذا الملف وإنهاء هذه المآسي"، وفق تعبير النشطاء. وبحسب المصدر ذاته فإن الداعي الرئيسي للوقفات هو وفاة ابن أحد المعتقلين على خلفية أحداث 16 ماي الإرهابية المدان ب30 سنة سجناً، ويدعى عبد الرزاق الرتيوي، موردا أن الابن عثمان الرتيوي، (18 سنة) توفي الثلاثاء الماضي في منزله بالدار البيضاء متأثرا بمرض سرطان الدم، "تمّ حقنه مساء يوم 30 ماي 2016 بحقنة من طرف مستشفى ابن رشد". وتتهم اللجنة المشتركة، في بلاغ لها توصلت به هسبريس، إدارة مستشفى ابن رشد برفض الاحتفاظ بعثمان إبان فترة مرضه "برغم حاجته لعناية طبية لصيقة.. وتمّ إرجاعه للبيت ليدخل في غيبوبة ويفارق الحياة صباح يوم 31 ماي 2016"، فيما طالبت، في وقت سابق، المندوبية العامة لإدارة السجون بالسماح لأبيه بحضور جنازته "وإلقاء نظرة أخيرة على وجه ابنه على الأقل". عبد الرحيم الغزالي، المتحدث باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، قال، في تصريح لهسبريس، إن الوقفات "تأتي لتسليط الضوء على معاناة عائلات المعتقلين، خاصة منهم الأبناء، وللمطالبة بإطلاق صراح الآباء وعودتهم لأسرهم"، فيما كشف أن أبرز مظاهر هذه المعاناة "غياب المعيل والراعي والمربي الذي يترتب عنه كثير من المشاكل". ومن بين تلك المشاكل، يضيف الغزالي، "المعاناة التي يلاقيها أبناء المعتقلين في محيطهم السكني والمدرسي؛ حيث ينعتون بأنهم أبناء إرهابيين"، فيما توقف عند حالة ابن المعتقل الرتيوي الذي وافته المنية قبل أيام، والذي "لم يكن بإمكانه الذهاب عند الطبيب لأن والده المعيل خلف القضبان في حين والدته دون عمل وتحاول التكفل بصعوبة بأبنائها السبعة". وأوردت كلمة للجنة المشتركة، خلال الوقفات التي نظمت اليوم الجمعة، أن "المعتقلين الإسلاميين بالسجون المغربية اعتقلوا ظلما وعدوانا وتدمّرت عائلاتهم من بعدهم.. والحديث عن معاناة هؤلاء ضحايا 16 ماي 2003"، مضيفة أن الحلقة الأضعف "التي تضررت بشكل مروّع هم أبناء المعتقلين الإسلاميين الصغار والأبرياء"، محيلة إلى حالة عثمان الرتيوي. وقالت الهيئة ذاتها إن الابن المتوفى "أصبح يتعرّض (بعد اعتقال والده في 19 ماي 2003) للمضايقات من طرف الأطفال بالمدرسة الذين كانوا يسبّونه ويقولون له: أبوك إرهابي"، مضيفة أن الابن "دخل في مشادّات مع الأطفال جعلته يعزف عن الدراسة.. لتبدأ رحلته مع التشرّد والضياع.. وأنهك جسده الصغير فأصيب بداية بفقر دم حاد أدى إلى إصابته بمرض سرطان الدم لمدة سنتين ونصف". وتطالب اللجنة المشتركة للدّفاع عن المعتقلين الإسلاميين ب"إيقاف معاناة أطفال المعتقلين الإسلاميين ضحايا 16 ماي 2003"، و"إطلاق سراح آبائهم تخفيفا للضرر الذي حصل لهم أصلا بسبب افتعال تلك لأحداث.. وعلى رأس هؤلاء المعتقل الإسلامي عبد الرزاق الرتيوي الذي لا زال لديه 6 أبناء آخرين يحتاجون عطفه وحنانه"، وفق تعبيرها.