نظم مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة بمدينة البوغاز، لقاء تواصليا بين أعضاء الجهة ورؤساء الجماعات الترابية والمنتخبات والمنتخبين في إطار التحضير للمؤتمر المتوسطي للتغيرات المناخية "ميدكوب 22". وقال رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، إلياس العماري، في كلمة بالمناسبة، إن هذا اللقاء يندرج في إطار تحضيرات اللجنة التوجيهية لتنظيم النسخة الثانية لمؤتمر الاطراف لبلدان حوض البحر الابيض المتوسط، الذي سيلتئم في يوليوز القادم، باعتبار الدور الهام الذي تضطلع به الهيئات المنتخبة والسلطات المحلية لكونها تعد عنصرا أساسيا في التكيف والتخفيف من تداعيات وتأثيرات التغيرات المناخية على منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بشكل خاص وعلى العالم بشكل شمولي. وأضاف خلال اللقاء، المنظم تحت شعار "مبادرة ترابية في أفق المؤتمر المتوسطي للمناخ "ميدكوب 22"، أن المنتخبين والسلطات المحلية مدعوون أيضا للمساهمة بشكل فعال إلى تطوير وضع رؤية مشتركة وأجندة بيئية نوعية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، ووضع مشروع ميثاق تدبير الحكامة البيئية المجالية وتحديد المفاهيم الأساسية لمواجهة تحديات التغيرات المناخية. وأبرز في هذا السياق أن هذه اللقاءات التواصلية والتعبوية والتحسيسية المرتبطة بالتحضيرات ل"ميدكوب 22" و"كوب 22" تهدف إلى تعزيز قدرة الممثلين المنتخبين للمنطقة في مجال تغير المناخ وحشدهم حول قضية البيئة، وكذا التعريف بالمفاهيم الاساسية المرتبطة بالتغيرات المناخية لتقوية قدرات المنتخبين والمنتخبات في مجال التغيرات المناخية، وتعبئتهم من أجل المشاركة النوعية في المؤتمر المتوسطي "ميدكوب 22" وقمة المناخ "كوب 22". ومن جهتها، قالت آسية بوزكري رئيسة الجنة التحضيرية لمؤتمر "ميدكوب 22" بطنجة ان الفعاليات البيئية التي سيحتضنها المغرب تروم البحث عن خارطة طريق واضحة ومفصلة لأجرأة توصيات وقرارات قمة باريس للمناخ، وتعبئة الموارد المالية لذلك، وكذا لتمويل مشاريع التكيف المناخي ودعم البلدان النامية لتقديم خطط التكيف المناخي. كما يبقى الهدف منها، حسب ذات المصدر، تشبيك جهود مسؤولي وفعاليات دول المتوسط لمواجهة آفة التغيرات المناخية والتحديات المرتبطة بها، ومناقشة الحلول الاستراتيجية الممكنة، وكذا تسليط الضوء على الادوار التي ينبغي ان تقوم بها الهيئات المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني والمقاولات، من خلال إدماج قضية المناخ في سياسات التهيئة الترابية وادماج مفهوم اقتصاد الطاقة وتطوير الاقتصاد الاخضر، خاصة امام ما اصبحت تتمتع به الهيئات المنتخبة من اختصاصات تهم التنمية الاقتصادية والبيئة. ومن جانبه، أكد رئيس المؤسسة المتوسطية للتعاون والتنمية محمد السفياني، أن "ميدكوب 22"، الذي يشكل منتدى للمجتمع المدني بالبحر الأبيض المتوسط، هو فرصة مناسبة لتبادل الأفكار والمعطيات، وتعزيز المساهمات والجهود التي تبذلها الحكومات والسلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية والجمعيات والمقاولات، والتي تشكل أهم عوامل التنمية المستدامة ومواجهة التغيرات المناخية. وأضاف أن "ميدكوب 22" هو أيضا فرصة لاتخاذ موقف مشترك ومتجانس بشأن الآفاق الجديدة المرتبطة بمسألة المناخ والتغيرات الطارئة عليه، وإسماع صوت الشباب وتشجيعهم على التحرك والتفاعل باعتبارهم مجتمع المستقبل، وكذا التوصل إلى اتفاق جماعي يمكن من وضع نموذج مشترك لتدبير البيئة بالحكامة اللازمة. وبحسب مسؤولي مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، فإن تنظيم هذا اللقاء يأتي بالنظر الى الدور الذي تضطلع به الهيئات المنتخبة باعتبارها مكونا أساسيا في مجال الحد من التغيرات المناخية بحوض البحر الابيض المتوسط ومساهمتها الممكنة في بلورة رؤية وأجندة بيئية متوسطية والخروج بمشروع ميثاق حول الحكامة البيئية المجالية. وتم بالمناسبة إبراز المراحل التاريخية للمفاوضات الدولية حول التغيرات المناخية مع التأكيد على التحديات والرهانات الكبرى التي أطرت واثرت هذه المفاوضات، والاطار العام وواقع انجاز السياسات المتعلقة بالتغيرات المناخية بدول الحوض المتوسطي عامة وبجهة طنجةتطوانالحسيمة بشكل خاص. واعتبر مؤطرو اللقاء ان تظاهرة اليوم تمكن من تجميع الافكار والمقترحات لتقديم رؤية مشتركة محلية وإقليمية وجهوية حول نموذج الحكامة البيئية المجالية المنبثقة من تصور الجماعات الترابية، في أفق احتضان مدينة طنجة يومي 18 و19 من يوليوز القادم مؤتمر الاطراف لبلدان حوض المتوسط "ميدكوب 22"، الذي سيمكن من توطيد وتقاسم وتضامن مساهمات ومجهودات كل المتدخلين في الشأن البيئي بشكل مباشر او غير مباشر.