توافد الأطفال القاصرين المغاربة على مدينة مليلية بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة أصبح يقض مضجع سلطات إسبانيا المتحكمة في إدارة الثغر؛ ما دفع رئيس الحكومة المحلية، خوان خوصي إمبرودا، إلى توجيه رسالة إلى الحكومة المغربية لمطالبتها ب"الانخراط في عمليات ترحيل هذه الفئة، في أقرب وقت"، إذ يرى أن تواجدهم بالثغر السليب "سيعرضهم للانسلاخ عن ثقافتهم وجذورهم". وقال حاكم مدينة مليلية إنه "يتوجب على السلطات المغربية السماح بترحيل وتسلم هؤلاء الأطفال القاصرين المتواجدين بالثغر بشكل غير قانوني، والمعروفين اختصارا ب"MENAS"، كما أن المؤسسات الحكومية المعنية بهذا الملف ملزمة هي الأخرى باتخاذ إجراءات عاجلة بهذا الخصوص، لاسيما أن المدينة تحولت إلى ملجئ للأطفال الفارين من مدن الشمال المغربي، وخاصة الناظور"، وفق تعبيره. وأضاف إمبرودا، في تصريحات نقلتها صحيفة "إلفارو" الإسبانية، أن "الحكومة المحلية للثغر لا تستطيع توفير العناية لهذه الأعداد المرتفعة"، مضيفا أنه "لا يريد إجراءات محافظة، كتلك التي دأب على سماعها منذ مدة، وإنما خطوات وقحة"؛ وذلك في رده على منظمات حقوقية تعتبر أن "قرار ترحيل الأطفال مخالف للقانون"، كما عبر عن انزعاجه من "تلك الفئة التي لا تود الاندماج عبر دخول مراكز الإيواء". وتابع حاكم الثغر المحتل بأن "المغرب وجب عليه الامتثال للاتفاق الموقع بين مدريد والرباط بشأن السماح بطرد هؤلاء الأطفال القاصرين للعيش مع أسرهم الأصلية بالتراب المغربي"، وزاد: "الحكومة الإسبانية المركزية مجبرة أيضا على المشاركة في إيجاد حل لهذه المعضلة، في حال عدم قبول المغرب بالمقترح، عبر نقلهم إلى مراكز إيواء الأطفال الأجانب بمدن المملكة الأيبيرية، لكون مركز مليلية مليئا عن آخره". واستطرد المسؤول الإسباني، خلال استضافته من طرف قناة "Cadena Ser" الإسبانية، بشأن هذا الموضوع، بأن "خطة نهج القانون في حق هؤلاء الأطفال لم تعد هي الأنسب لحل المشكلة، والحكومة ملزمة باتخاذ قرارات لحماية الثغر بغية تفادي تزايدهم"، مردفا بأن "سلطات الثغر لن تستطيع صد أبواب مركز الإيواء لأنها ستخالف بذلك القانون، وهو ما سيعرض المسؤولين على الفضاء للزجر قضائيا". وطالب إمبرودا ساكنة مليلية ب"عدم مساعدة هؤلاء الأطفال ماديا أو التعاطف معهم، لأنهم بذلك لن يعودوا إلى مراكز الإيواء المخصصة لهم، وسيظلون يتسكعون بشوارع المدينة في انتظار فرصة العبور إلى الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط على متن السفن الراسية بميناء المدينة، وهو ما يعرض حياتهم للخطر، إذ إن العديد منهم فارقوا الحياة بمياه البحر، بعدما فشلوا في وصول المبتغى سباحة"، حسب تعبيره.