عقدت السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية لقاءات عالية المستوى بغية إيجاد حل لملف الأطفال المغاربة القاصرين المتواجدين بثغري سبتة ومليلية، والمعروفين اختصارا بتسمية "MENA"، والذين أصبحوا يقضون مضجع العناصر الأمنية الإسبانية التي طالبت، في أكثر من مناسبة، الحكومة المغربية ب"مد يد العون من أجل الإسراع في ترحيل هؤلاء الأطفال الذين أصبحت أعدادهم تزداد يوما بعد يوم". وقال دانييل بينتورا، مستشار الرعاية الاجتماعية بمدينة مليلية السليبة، إن اللقاءات التي تعقدها سلطات الرباطومدريد تعكس النية الحسنة للطرفين من أجل إيجاد حل لهذا المشكل الذي عمر طويلا، لاسيما أن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أكد من داخل قبة البرلمان نية بلاده التعاون بغية حماية ومساعدة هؤلاء الأطفال الذين أثيرت، ولأول مرة، قضيتهم ضمن البرنامج الحكومي المغربي". وأضاف دانييل، ضمن تصريحات نقلتها صحيفة "إلفارو دي ميليا" الإسبانية، أن مركز الإيواء "La Purisima" المتواجد بثغر مليلية يضم أزيد من 360 طفلا قاصرا، كلهم مغاربة ينحدرون من مدن الشمال والريف المغربي"، مشيرا في السياق ذاته إلى أن "مجلس الوزراء بالعاصمة مدريد صادق بداية الأسبوع الماضي على ميزانية جديدة بقيمة مالية تفوق 4 ملايين أورو مخصصة لتقديم العناية لهذه الفئة". وكان خوان خوصي إمبرودا، رئيس مندوبية الحكومة المحلية لمدينة مليلية، صرح بأن السلطة التنفيذية الإسبانية تتعامل مع هذا الملف باستخفاف ولامبالاة، فيما المؤسسة التي يرأسها تعمل جاهدة على تغطية جميع الحاجيات الضرورية للنزلاء بالمرفق الإيوائي المشار إليه"، مردفا بأن ملايين الأوروهات تصرف سنويا مقابل تقديم هذه الخدمات، وذلك تطبيقا للتشريعات المعمول بها والرامية إلى توفير العناية اللازمة لهم. يشار أيضا إلى أن خوصي مانويل غارسيا مارغايو، وزير الخارجية الإسبانية السابق، كان قد صرح بدوره بأنه "من الصعب ترحيل هؤلاء الأطفال المغاربة القاصرين ما لم تعترف الرباط بانتماء مدينتي سبتة ومليلية إلى التراب الإسباني، وهو ما يعني أن إيجاد حل لهذه المشكلة يستلزم البحث عن سبل أخرى بعيدا عن إثارة مواضيع ذات طابع سياسي"، مؤكدا وجود نية لمناقشة الملف بين الأطراف المعنية.