لاقت تصريحات قادة حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعوبية المناهضة للإسلام انتقادات واسعة من قبل الصحف الألمانية، حيث اعتبرت تعليقاتها أن التصريحات تقصي المواطنين الألمان المسلمين وتحط الإسلام في درجة ثانية. انتقدت صحف ألمانية عديدة خطط "حزب البديل من أجل ألمانيا" الشعوبي الذي يعتمد في برنامجه الحزبي سياسة مناهضة للإسلام. وحول هذا الموضوع علقت صحيفة فرانكفورتر روندشاو/ Frankfurter Rundschau وقالت: "حزب البديل من أجل ألمانيا (أ.ف.دي) يظهر الآن رسميا وجهه الحقيقي من خلال النقاش حول مساره المناهض للإسلام. من خلال موقفهم بشأن حظر مآذن المساجد من المشهد العام لم يقدم اليمينون الشعبويون بديلا لجمهورية منفتحة ومتعددة الديانات. بل على العكس من ذلك، فهم يقصون مثلا المواطنين الألمان المنتمين للدين الإسلامي. وهم يدوسون بأقدامهم الدستور الألماني الذي يضمن حرية الدين والمعتقد. هذا المكسب لا يعني شيئا بلانسبة لهؤلاء اليمينيين الشعبويين. فهم يستخدمون الإسلام كسبيل لخلق مشاعر الخوف وتأجيجها." وتشاطرها صحيفة هايلبرونر شتيمه /Heilbronner Stimme هذا الرأي حيث علقت بدورها قائلة: "حزب البديل من أجل ألمانيا (أ.ف.دي) يزعم أنه يحمي الدستور ولكنه يتجاهل (في الوقت نفسه) حرية الدين والمعتقدات المضمونة فيه من خلال مطلب الحزب بحظر المآذن والمؤذنين. القيم في الدستور الأساسي تختلف عن مثل هذه المطالب. فالحدود لا تفصل بين الأديان ولكنها تفصل بين الذين يدافعون عن التعايش السلمي وبين الذين يعتمدون الإقصاء ويؤججون مشاعر رفض الآخر." أما صحيفة أوسنابروكر تسايتونغ/ Osnabrücker Zeitung فقد حذرت من مثل هذه التصريحات وكتبت: "فرّق تسد. كانت هذه ولا تزال طريقة موثوق بها للاستيلاء على السلطة وتثبيتها. العقول المدبرة في حزب البديل من أجل ألمانيا (أ.ف.دي) تعلم ذلك وتحاول الآن دق إسفين بين المواطنين في ألمانيا من خلال تصوير الإسلام على أنه لا يتوافق مع الدستور الأساسي. وإذا كان الأمر بيد اليمينيين المتطرفين لعملوا على حظر المآذن والمؤذنين وجعل الاسلام يتدحرج ليصبح دينا في مستوى الدرجة الثانية." * ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية