خرج نحو خمسة آلاف شخص أمس الأحد في مظاهرة احتجاج بمدينة ديسبورج الألمانية ضد التيار اليميني المعادي للإسلام، ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالعداء ضد الإسلام، وطالبوا بالعمل على إدماج المسلمين في المجتمع الألماني. وتأتي المظاهرة ردًا على مسيرات الجماعة اليمينية المتطرفة المعروفة ب "مع ولاية شمال الراين ويستفاليا"، والتي تعادي المسلمين وترفض ما أسمته بمحاولة "أسلمة المجتمع الألماني". ووصف المجلس الأعلى للمسلمين مظاهرة الأمس ضد اليمين بال "مشجعة"، واعتبرها مؤشراً على رفض المواطنين الألمان لليمين المتطرف. وأعرب أيمن مازيك الأمين العام للمجلس عن عميق الامتنان للمشاركين في هذه المظاهرة. مساجد ألمانيا ومآذن سويسرا ومنعت حواجز الشرطة التي انتشرت بكثافة في المدينة، والإعلان عن تنظيم اثنتي عشرة مظاهرة ضد كراهية الأجانب وضد التطرف في المانيا أمس الأحد انطلاق مظاهرة كبرى ضد الإسلام وأسلمة أوروبا في مدينة دوسبورغ الألمانية في محافظة "شمال الراين ويستفاليا" . وكانت منظمات متطرفة كالحزب الوطني الديمقراطي ومجموعة من أجل شمال الراين ويستفاليا دعت لمظاهرة كبرى ضد الإسلام، وضد أسلمة أوروبا لتجوب شوارع المدينة، وتنطلق صوب المسجد الكبير في دوسبورغ والذي يعد واحدًا من أكبر مساجد ألمانيا، داعين الى إغلاقه أو هدمه، لأنه يغير من معالم المدينة ويظهرها بصورة إسلامية وفق ما نشرته صحيفة 'دي فيلت' الألمانية. واحتشد حوالى 200 متطرف في مكان التجمع إلا أن الانتشار الكثيف للشرطة، وانطلاق مظاهرات في المدينة ضد مظاهرتهم وضد ما يدعون إليه جعلهم يؤجلون موعد انطلاق المظاهرة لموعد آخر لم يعلن عنه. وأعلنت الشرطة الألمانية عن تخوفها وشعورها بالقلق من هذه الأحداث، وحشدت عدداً كبيراً من أفرادها في تأهب أمني لم تشهده المدينة من قبل، خاصة بعد دعوات من الجانبين بالتظاهر وإثارة الموضوع . وتحت شعار "نحن دوسبورغ الداعية إلى التسامح والإندماج" انطلقت مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة بمشاركة عمدة المدينة أدولف ساورلاند وممثل الكنيسة البروتستانتية أرمين شنايدر، رفعت خلالها شعارات مثل : أوقفوا النازيين ونعم للتعدد الثقافي داخل المدينة. المتحدثون باسم الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية أوضحوا في بيانين منفصلين بأن تصرفات اليمين المتطرف ودعوته لإزالة المسجد، لا تمثل حقيقة الدين المسيحي ولا تتحدث باسمه، كما أن الدعوة لحظر المآذن على غرار سويسرا لا تتماشى والحرية الدينية الموجودة داخل ألمانيا. الغرب مِلك المسيحيين ! حالة الاستنفار في مدينة "دويسبورغ" بدأت تدريجيا منذ ليلة الجمعة، مترافقة مع تجمعات الميليشيات اليمينية على الطرقات في مواجهة جمعيات المهاجرين التركية والإسلامية، التي وزّعت بدورها مناشير تدعو المسلمين والألمان المناصرين للسلام، إلى الاستنفار لمواجهة أي اعتداء يقع على مسجد (حاجي بيرم) في مدينة "أوبرهاوزن"، الذي يعتبر من أكبر المساجد في ألمانيا. وأوقفت الشرطة حوالي خمسين متظاهرًا يرتدون سترات جلدية حملت شعار "ملائكة الجحيم"، ويحملون العصي والسكاكين، وهم يهتفون "الغرب ملك المسيحيين"، وهو شعار استنكرته الكنيسة الألمانية ومعظم الأحزاب السياسية الألمانية. وفي سياق متصل أجج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النزاع بشأن أوضاع المهاجرين الأتراك في ألمانيا الأسبوع الماضي، عندما جدد اقتراح إنشاء مدارس تركية في ألمانيا. واحتلت هذه التصريحات العناوين الرئيسية في الصحف الألمانية. وأشار أردوغان ضمنا إلى أنه يعتبر نفسه رئيسًا لوزراء الأتراك المقيمين في ألمانيا، وهو ما جلب انتقادات من ميركل السبت. وقالت المستشارة الألمانية : "إذا كان هناك قلق أو مصاعب للأشخاص الذين لهم جذور تركية هنا فإنني المستشارة لهم أيضا". وفي فرنسا أكد مجلس الدولة الفرنسي إمكانية فرض حظر عام على ارتداء النقاب وفقا لما ذكرتة صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، وقالت الصحيفة السبت الماضي إن المجلس - وهو أعلى هيئة قضاء إداري في فرنسا والمنوط به دراسة الأسس القانونية التي يمكن الاستناد إليها لحظر ارتداء النقاب - أقر أنه يمكن السماح بارتداء النقاب في الشارع، مع حظر ارتدائه عند الدخول إلى مؤسسات الخدمات العامة ومحطات القطارات والمطارات والبنوك. يذكر أن حزب "الاتحاد من أجل الحركة الشعبية" الحاكم في فرنسا قد تقدم باقتراح بشأن حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة خلال شهر يناير الماضي، مما أثار جدلاً واسعًا في أوساط الجالية الإسلامية في فرنسا وخارجها، لاسيما أنه تضمن فرض عقوبات منها تغريم من ترتدي الحجاب 750 يورو، وحرمانها من الجنسية إضافة إلى منعها من حقوق الضمان الاجتماعي والمنح العائلية. وفي الصدد نفسة أعربت الحكومة الفيدرالية الكندية عن رضاها عن مشروع قانون في مقاطعة كيبيك يمنع ارتداء النقاب في الدوائر الرسمية، بحسب تصريحات المتحدث باسم رئيس الوزراء المحافظ ستيفن هاربر. وقال المتحدث ديمتري سوداس لصحيفة جلوب اند ميل إن "مشروع قانون حكومة كيبيك منطقي". وينص مشروع القانون على منع موظفات الإدارة الرسمية في كيبيك من ارتداء النقاب في مكان عملهن. وسيمنع القانون في حال إقراره أيضا أي امرأة ترتدي النقاب أو البرقع من طلب خدمة تقدمها الأجهزة الحكومية الكيبيكية، سواء كان ذلك في قطاع التعليم الرسمي، المدارس الخاصة المدعومة، المؤسسات الطبية أو دور الحضانة. وفي هذا السياق كشفت آخر نتائج استطلاعات الرأي التي تجريها منظمة "غالوب" للبحوث الإحصائية يناير2010 أن حوالي نصف الأمريكيين يتبنون نظرة سلبية للإسلام، وأن العدد نفسه تقريباً يحمل مشاعر شخصية متعصبة ضد المسلمين.