شيع جثمان رجل الأعمال، ميلود الشعبي بعد صلاة العصر اليوم الأحد، في مقبرة الشهداء بالرباط، بعد أن وافته المنية أمس السبت في الديار الألمانية. وحضر تشييع جثمان الراحل، عدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والثقافية، والتي كان في مقدمتها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، بالإضافة إلى عدد من الوزراء في حكومته، فيما كان القصر ممثلا من خلال أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، والذي انتظر المشيعين أمام باب مقبرة الشهداء بعد انتهاء صلاة العصر والجنازة. وقال فوزي نجل ميلود الشعبي، إن حضور هذا العدد الكبير من المشيعين من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على والده، يُبين مكانة الراحل في قلوب الناس بمختلف أطيافهم، مضيفا بأن عددا منهم لم يتوقف عن الإطمئنان على صحة والده خلال الأيام التي كان فيها مريضا. وأضاف فوزي الشعبي في تصريح له بعد دفن والده، بأن هذا الأخير، عاش كما يريد، وحقق عددا من الأشياء، داعيا الله أن يرحمه، ومردفا بأنه رحل عن الحياة، بالرغم من أن لديه الكثير من الأشياء التي كان من الممكن أن يحققها. جنازة الراحل جمعت بين مختلف الأطياف السياسية والثقافية، فيما أجمع المشيعون على الثناء بمناقب الحاج ميلود الشعبي، واعتباره من أبرز رجال الأعمال الذين مروا في تاريخ المغرب، وساهموا في بناء اقتصاده. وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، قال إن الجميع يعرف مميزات ميلود الشعبي، مؤكدا بأن انطلق بعزيمة وبنى مسارا اقتصاديا أثر بالإيجاب في بناء مغرب ما بعد الاستقلال، في حين تطور هذا المسار بشكل كبير خلال سبعينيات القرن الماضي. وأثنى مزوار على مسار الشعبي ومساهمته في بناء الاقتصاد، بالإضافة إلى مساهمته في مختلف المجالات، حيث "كان من الناس الأوائل الذين استثمروا في الخارج سواء في مصر أو تونس أو دول أخرى وكانت لديه رؤية استباقية ولديه الشجاعة من أجل الانخراط في عدد من المجالات"، على حد تعبير مزوار. وتابع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الثناء على مميزات الراحل، بالقول إن الجانب الإجتماعي كان حاضرا لدى ميلود الشعبي، من خلال تقديمه عدد من المساعدات والأعمال التطوعية بمختلف مدن المملكة، "وهو من الشخصيات الفريدة التي عرفها جيل ما بعد الاستقلال في البلاد كما أن ما تركه سيستمر بذاكرته وعطائه". أما محمد اليازغي، الكاتب الأول السابق لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، فقد وصف الراحل، بكونه بنى نفسه بشكل ذاتي، وخاض معركة الوطنية والاستقلال، "وساهم في بناء الاقتصاد الوطني بجدية وتفاني واخلاص ونزاهة"، على حد تعبيره. ونعى اليازغي الراحل بالقول إنه كان منخرطا في العمل السياسي وانتخب أول رئيس غرفة تجارية بالقنيطرة بدعم من الراحل المهدي بن بركة، وسار لصالح الوطني مهما كانت القبعات التي حملها، كما أنه كان رجلا معروفا بالخير ومساعدة الآخرين والمحتاجين بكيفية واسعة، يضيف المتحدث ذاته.