شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جنازة شعبية مهيبة لعبد الله باها
بحضور ‬الأمير ‬مولاي ‬رشيد ‬ووزراء ‬الحكومة ‬وسياسيين ‬وقيادات ‬الجيش ‬والدرك ‬والأمن
نشر في المساء يوم 10 - 12 - 2014


عادل ‬نجدي - ‬المهدي ‬السجاري
في ‬جنازة ‬مهيبة ‬حضرها ‬الآلاف ‬من ‬المشيعين ‬ووري ‬الثرى، ‬ظهر ‬أمس ‬الثلاثاء، ‬بمقبرة ‬الشهداء ‬في ‬الرباط، ‬جثمان ‬عبد ‬الله ‬باها، ‬وزير ‬الدولة ‬والقيادي ‬البارز ‬في ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية، ‬الذي ‬توفي ‬مساء ‬يوم ‬الأحد ‬الماضي ‬إثر ‬حادثة ‬دهس ‬من ‬طرف ‬قطار ‬قرب ‬مدينة ‬بوزنيقة.‬
وخرج ‬الموكب ‬الجنائزي ‬من ‬بيت ‬رئيس ‬الحكومة، ‬الذي ‬وصله ‬جثمان ‬عبد ‬الله ‬باها ‬في ‬حدود ‬الساعة ‬العاشرة ‬والنصف ‬من ‬صباح ‬أمس، ‬محاطا ‬بالعشرات ‬من ‬شبيبة ‬‮«‬المصباح‮»‬، ‬قبل ‬أن ‬يتم ‬نقل ‬الجثمان ‬إلى ‬مقبرة ‬الشهداء ‬ملتحفا ‬العلم ‬الوطني. ‬ودفن ‬جثمان ‬كاتم ‬أسرار ‬رئيس ‬الحكومة ‬قرب ‬قبر ‬الراحل ‬عبد ‬الكريم ‬الخطيب، ‬مؤسس ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية ‬وقائد ‬عملية ‬إدماج ‬الإسلاميين ‬في ‬اللعبة ‬السياسية.‬
وشهدت ‬جنازة ‬الفقيد ‬حضور ‬الأمير ‬مولاي ‬رشيد، ‬ومستشاري ‬الملك ‬محمد ‬السادس، ‬في ‬مقدمتهم ‬الطيب ‬الفاسي ‬الفهري ‬ومحمد ‬المعتصم، ‬ووزراء ‬الحكومة، ‬وياسين ‬المنصوري، ‬مدير ‬مديرية ‬الوثائق ‬والمستندات، ‬وبوشعيب ‬عروب، ‬المفتش ‬العام ‬للقوات ‬المسلحة ‬وقائد ‬المنطقة ‬الجنوبية، ‬وبوشعيب ‬أرميل، ‬المدير ‬العام ‬للأمن ‬الوطني، ‬والجنرال ‬حسني ‬بنسليمان ‬والحاجب ‬الملكي، ‬وضباط ‬القيادة ‬العليا ‬لمؤسسة ‬الجيش، ‬إلى ‬جانب ‬وزراء ‬حكومة ‬بنكيران ‬وعدد ‬من ‬رؤساء ‬المؤسسات ‬العمومية ‬والوجوه ‬السياسية، ‬ومئات ‬المنتمين ‬إلى ‬الحزب ‬الإسلامي ‬والحركة ‬الإسلامية ‬وعدد ‬كبير ‬من ‬المواطنين.‬
ولحظات ‬قبيل ‬وصول ‬جثمان ‬الفقيد ‬عبد ‬الله ‬باها، ‬أخذ ‬ميلود ‬الشعبي، ‬رجل ‬الأعمال ‬البارز، ‬مكانه ‬إلى ‬جانب ‬القبر ‬الذي ‬سيوارى ‬فيه ‬جثمان ‬الراحل. ‬وإلى ‬جانبه، ‬كان ‬عبد ‬الرحمان ‬اليوسفي، ‬الوزير ‬الأول ‬الأسبق، ‬ينتظر ‬وصول ‬الموكب ‬الجنائزي. ‬في ‬حين ‬اختار ‬الحبيب ‬الشوباني، ‬الوزير ‬المكلف ‬بالعلاقات ‬مع ‬البرلمان، ‬الاختلاء ‬بنفسه ‬بعيدا ‬عن ‬الجنازة ‬وعن ‬القبر ‬وسط ‬القبور، ‬في ‬لحظة ‬تأمل ‬وتأثر ‬برحيل ‬باها. ‬ويبقى ‬مشهد ‬توجه ‬محمد ‬المعتصم، ‬المستشار ‬الملكي، ‬الذي ‬غاب ‬عن ‬الظهور ‬منذ ‬المصادقة ‬على ‬دستور ‬المملكة ‬الجديد، ‬لتقبيل ‬رأس ‬عبد ‬الرحمان ‬اليوسفي، ‬الكاتب ‬الأول ‬الأسبق ‬لحزب ‬المهدي ‬بنبركة، ‬من ‬أبرز ‬اللقطات ‬التي ‬شهدتها ‬جنازة ‬باها، ‬التي ‬جمعت ‬مختلف ‬الأطياف ‬السياسية. ‬
ووجد ‬رئيس ‬الحكومة ‬صعوبة ‬بالغة ‬في ‬مغادرة ‬مقبرة ‬الشهداء، ‬بعدما ‬حاصره ‬المئات ‬من ‬المواطنين، ‬الذين ‬حجوا ‬إلى ‬المقبرة ‬لتقديم ‬واجب ‬العزاء، ‬حيث ‬شوهد ‬الحرس ‬الشخصي ‬لبنكيران ‬والعشرات ‬من ‬عناصر ‬الأمن ‬وهم ‬يضربون ‬طوقا ‬حول ‬سيارة ‬بنكيران، ‬فيما ‬دعا ‬الأخير ‬المواطنين ‬إلى ‬بيته ‬الذي ‬احتضن ‬الليلة ‬تأبين ‬صديقه ‬الأول. ‬وهو ‬الأمر ‬الذي ‬تكرر ‬حين ‬هم ‬الأمير ‬مولاي ‬رشيد ‬بمغادرة ‬المقبرة، ‬حيث ‬وجد ‬الأمن ‬صعوبة ‬في ‬فسح ‬الطريق ‬أمامه، ‬في ‬حين ‬فضلت ‬العديد ‬من ‬الشخصيات ‬من ‬أبرزهم ‬الحليمي، ‬والمندوب ‬السامي ‬للتخطيط، ‬أن ‬تكون ‬في ‬مقدمة ‬المشيعين ‬المغادرين.‬
وتلا ‬نجل ‬الفقيد ‬الرسالة ‬التي ‬وجهها ‬الملك ‬محمد ‬السادس ‬إلى ‬أسرة ‬عبد ‬الله ‬باها، ‬والتي ‬وصفت ‬الراحل ‬بنموذج ‬رجالات ‬الدولة ‬‮«‬الذين ‬نهضوا ‬بمسؤولياتهم ‬وأماناتهم، ‬بكل ‬إخلاص ‬ونكران ‬ذات، ‬في ‬وفاء ‬صادق ‬لمقدسات ‬الأمة. ‬وهو ‬ما ‬جعله ‬يحظى ‬بالتقدير ‬والاحترام ‬من ‬لدن ‬الجميع‮»‬.‬
من ‬جهة ‬أخرى، ‬كادت ‬العديد ‬من ‬الأسماء ‬السياسية ‬البارزة ‬أن ‬تحرم ‬من ‬تشييع ‬جثمان ‬الراحل ‬باها ‬إلى ‬مثواه ‬الأخير، ‬بعد ‬أن ‬عمد ‬رجال ‬الأمن ‬إلى ‬إقفال ‬الباب ‬الرئيسي ‬للمقبرة ‬في ‬وجه ‬المشيعين، ‬مباشرة ‬بعد ‬دخول ‬الأمير ‬مولاي ‬رشيد ‬والمرافقين ‬له ‬وجمع ‬من ‬المشيعين. ‬وظل ‬كل ‬من ‬رشيد ‬الطالبي ‬العلمي، ‬رئيس ‬مجلس ‬النواب، ‬وصلاح ‬الدين ‬مزوار، ‬وزير ‬الخارجية ‬والتعاون، ‬ومصطفى ‬الخلفي، ‬وزير ‬الاتصال ‬الناطق ‬الرسمي ‬باسم ‬الحكومة، ‬ومحمد ‬بوسعيد، ‬وزير ‬الاقتصاد ‬والمالية، ‬ومحمد ‬الحمداوي، ‬الرئيس ‬السابق ‬لحركة ‬التوحيد ‬والإصلاح، ‬ورشيد ‬روكبان، ‬رئيس ‬الفريق ‬التقدمي ‬بمجلس ‬النواب، ‬ومحمد ‬زويتن، ‬وعبد ‬العالي ‬حامي ‬الدين، ‬عضوي ‬الأمانة ‬العامة ‬لحزب ‬العدالة ‬والتنمية، ‬ينتظرون ‬لما ‬يقارب ‬خمس ‬دقائق ‬أمام ‬باب ‬المقبرة، ‬قبل ‬أن ‬يتم ‬تمكينهم ‬من ‬الولوج ‬عبر ‬باب ‬صغير ‬يجاور ‬الباب ‬الرئيسي. ‬فيما ‬ظلت ‬أسماء ‬سياسية ‬أخرى ‬خارج ‬المقبرة، ‬بعد ‬أن ‬لم ‬تتمكن ‬من ‬الدخول ‬في ‬ظل ‬الاكتظاظ ‬الشديد ‬والتدافع ‬الذي ‬رافق ‬دخول ‬جثمان ‬باها، ‬بسبب ‬الإجراءات ‬الأمنية ‬التي
‬اتخذت. ‬
وكادت ‬الأمور ‬أن ‬تتطور ‬إلى ‬الأسوأ ‬بسبب ‬الازدحام ‬والتدافع ‬والإجراءات ‬الأمنية، ‬إذ ‬كاد ‬كل ‬من ‬رشيد ‬بلمختار، ‬وزير ‬التربية ‬الوطنية، ‬والشعبي، ‬رجل ‬الأعمال ‬والبرلماني ‬المستقيل ‬أول ‬أمس، ‬الذي ‬رابط ‬بالقرب ‬من ‬قبر ‬باها، ‬أن ‬يغمى ‬عليهما، ‬حيث ‬بدت ‬عليهما ‬علامات ‬الإنهاك. ‬في ‬حين ‬فضل ‬عبد ‬اللطيف ‬الوديي، ‬الوزير ‬المنتدب ‬لدى ‬رئيس ‬الحكومة ‬المكلف ‬بإدارة ‬الدفاع ‬الوطني، ‬النأي ‬بنفسه ‬عن ‬خطر ‬التدافع ‬والسقوط، ‬بالخروج ‬من ‬وسط ‬المشيعين ‬السائرين ‬وراء ‬نعش ‬وزير ‬الدولة.‬
وفيما ‬كان ‬لافتا ‬مشهد ‬كل ‬من ‬الشيخ ‬محمد ‬الفيزازي، ‬وعبد ‬الكريم ‬بنعتيق، ‬عضو ‬المكتب ‬السياسي ‬لحزب ‬الاتحاد ‬الاشتراكي، ‬يدا ‬في ‬يد ‬وهما ‬يهمان ‬بدخول ‬مقبرة ‬الشهداء، ‬سجل ‬غياب ‬كل ‬من ‬حميد ‬شباط، ‬الأمين ‬العام ‬لحزب ‬الاستقلال، ‬وإدريس ‬لشكر، ‬الكاتب ‬الأول ‬للاتحاد ‬الاشتراكي ‬للقوات ‬الشعبية، ‬خلافا ‬لما ‬كان ‬عليه ‬الحال ‬بالنسبة ‬لمحمد ‬الخليفة، ‬حيث ‬سجل ‬حضور ‬متميز ‬لرفاق ‬الراحل ‬أحمد ‬الزايدي ‬يتقدمهم ‬كل ‬من ‬عبد ‬الهادي ‬خيرات، ‬ومحمد ‬رضا ‬الشامي، ‬وعبد ‬العالي ‬دومو، ‬وحسن ‬طارق، ‬والمهدي ‬المزواري، ‬بالإضافة ‬إلى ‬الكاتب ‬الأول ‬السابق، ‬محمد ‬اليازغي ‬ونجله ‬البرلماني ‬علي.‬
بنكيران ‬مخاطبا ‬باها: ‬اواقيلا ‬قريب ‬غادي ‬نتفارقو
‬عزيز ‬العطاتري ‬
كشف ‬قيادي ‬في ‬العدالة ‬والتنمية ‬أن ‬عبد ‬الله ‬باها ‬وزير ‬الدولة، ‬والقيادي ‬في ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية ‬سبق ‬أن ‬خاطبه ‬عبد ‬الإله ‬بنكيران ‬قبيل ‬حادث ‬الطائرة، ‬الذي ‬تعرض ‬له ‬الأخير ‬قائلا: ‬‮«‬واقيلا ‬قريب ‬غاديين ‬نتفارقو‮»‬، ‬ليدخل ‬الزعيمين ‬الحزبيين ‬في ‬ضحك ‬ختمه ‬أمين ‬عام ‬الحزب ‬قائلا ‬‮«‬نسبق ‬أنا ‬وما ‬يجي ‬داك ‬النهار‮»‬ .‬
وكشف ‬القيادي، ‬الذي ‬فضل ‬عدم ‬ذكر ‬اسمه ‬أن ‬عبد ‬الإله ‬بنكيران، ‬الأمين ‬العام ‬لحزب ‬‮«‬المصباح‮»‬، ‬التقى ‬بعبد ‬الله ‬باها ‬في ‬لقاء ‬حزبي ‬عقد ‬بمدينة ‬الدار ‬البيضاء، ‬وأحس ‬ب ‬‮«‬نوستالجيا‮»‬ ‬العلاقة ‬التي ‬تربطه ‬بعبد ‬الله ‬باها، ‬خلال ‬مرحلة ‬الانتماء ‬لتنظيم ‬الشبيبة ‬الإسلامية، ‬والجماعة ‬الإسلامية، ‬قبل ‬أن ‬ينتظما ‬في ‬حركة ‬الإصلاح ‬والتجديد، ‬التي ‬حملت ‬بعد ‬ذلك ‬اسم ‬حركة ‬التوحيد ‬والإصلاح، ‬ليسأل ‬الفقيد ‬قائلا ‬‮«‬شحال ‬وحنا ‬كنتعارفو ‬أسي ‬عبد ‬الله؟‮»‬، ‬ليضيف ‬‮«‬واقيلا ‬قريب ‬غاديين ‬نتفارقو‮»‬.‬
علاقة ‬عبد ‬الإله ‬بنكيران ‬بباها ‬تشبه ‬علاقة ‬‮«‬التوأم‮»‬، ‬يقول ‬قيادي ‬في ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية، ‬مشيرا ‬إلى ‬أن ‬قصة ‬تعرف ‬عبد ‬الله ‬باها ‬على ‬عبد ‬الإله ‬بنكيران ‬قديمة، ‬حيث ‬سبق ‬أن ‬قال ‬باها: ‬‮«‬رأيته ‬في ‬مسجد ‬العكاري، ‬ولفت ‬انتباهي ‬دون ‬أن ‬أعرف ‬سبب ‬ذلك‮»‬، ‬مضيفا ‬‮«‬دخلت ‬إلى ‬المسجد، ‬فوجدته ‬يلقي ‬درسا ‬في ‬مسجد ‬العكاري ‬يفسر ‬فيه ‬قول ‬الله ‬تعالى: (‬مَثَلُ ‬الْجَنَّةِ ‬الَّتِي ‬وُعِدَ ‬الْمُتَّقُونَ، ‬فِيهَا ‬أَنْهَارٌ ‬مِنْ ‬مَاءٍ ‬غَيْرِ ‬آسِنٍ ‬وَأَنْهَارٌ ‬مِنْ ‬لَبَنٍ ‬لَمْ ‬يَتَغَيَّرْ ‬طَعْمُهُ ‬وَأَنْهَارٌ ‬مِنْ ‬خَمْرٍ ‬لَذَّةٍ ‬لِلشَّارِبِينَ ‬وَأَنْهَارٌ ‬مِنْ ‬عَسَلٍ ‬مُصَفًّى، ‬وَلَهُمْ ‬فِيهَا ‬مِنْ ‬كُلِّ ‬الثَّمَرَاتِ ‬وَمَغْفِرَةٌ ‬مِنْ ‬رَبِّهِمْ)‬، ‬وكان ‬وقتها ‬طالبا ‬بالمدرسة ‬المحمدية ‬للمهندسين، ‬و ‬كان ‬حليقا. ‬
التقى ‬باها ‬بعبد ‬الإله ‬بنكيران ‬بعد ‬ذلك ‬في ‬مسجد ‬الحي ‬الجامعي ‬السويسي ‬2، ‬حيث ‬ألقى ‬درسا ‬موفقا، ‬وبعد ‬انقضاء ‬درسه، ‬يقول ‬باها: ‬‮«‬قمت ‬فعانقته ‬عناقا ‬أخويا ‬حارا، ‬وكان ‬معي ‬الأخ ‬إبراهيم ‬الدكتور، ‬وقد ‬كان ‬ضيفا ‬علي ‬من ‬مدينة ‬البيضاء، ‬وكان ‬مما ‬قاله ‬إبراهيم ‬الدكتور: ‬إذا ‬كانت ‬مثل ‬هذه ‬الدروس ‬تلقى ‬في ‬مسجد ‬الحي ‬الجامعي، ‬فسأقوم ‬بزيارتكم ‬كل ‬أسبوع ‬في ‬الرباط‮»‬، ‬وبذلك ‬كانت ‬تلك ‬المناسبة ‬النواة ‬الأولى ‬لعلاقة ‬بنكيران ‬بباها، ‬إلى ‬أن ‬فارق ‬بينهما ‬الموت.‬
كان ‬يعتبر ‬بنكيران ‬باها ‬الشخصية ‬التي ‬‮«‬يصعب‮»‬ ‬تقليدها ‬أو ‬تكرار ‬مثلها ‬في ‬الحركة ‬الإسلامية. ‬ففي ‬وصية ‬إلى ‬شباب ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية، ‬بمناسبة ‬انعقاد ‬مؤتمرهم ‬الوطني، ‬قال ‬بنكيران: ‬‮«‬يجب ‬أن ‬تكونوا ‬أحسن ‬من ‬بنكيران ‬والعثماني، ‬والرميد، ‬وباها...‬‮»‬، ‬قبل ‬أن ‬يستطرد ‬قائلا: ‬‮«‬يصعب ‬أن ‬تكونوا ‬أحسن ‬من ‬باها‮»‬، ‬ليدخل ‬الجميع ‬في ‬ضحك ‬ممزوج ‬بتصفيقات. ‬
وكان ‬بنكيران ‬يقول ‬مخاطبا ‬أعضاء ‬حزبه: ‬‮«‬إذا ‬توفاني ‬الله ‬‮...‬فاسمعوا ‬للسي ‬باها‮»‬، ‬لأنه ‬‮«‬أفضل ‬مني ‬‮...‬ ‬وأكثر ‬إيمانا ‬مني‮»‬، ‬كيف ‬لا، ‬وكان ‬يقول ‬في ‬حقه ‬دائما: ‬‮«‬ميمكنش ‬نتحرك ‬بلاما ‬يكون ‬معايا ‬السي ‬باها‮»‬.‬
ومن ‬بين ‬اللحظات ‬التي ‬أبان ‬فيها ‬عبد ‬الله ‬باها ‬عن ‬حكمته ‬وحنكته، ‬تلك ‬التي ‬ظهر ‬فيها ‬خلاف ‬داخل ‬الأمانة ‬العامة ‬بين ‬قياديين ‬في ‬الحزب ‬حول ‬قضية ‬كانت ‬معروضة ‬للنقاش، ‬قبل ‬أزيد ‬من ‬خمس ‬سنوات، ‬حيث ‬أوضح ‬مصدر ‬مطلع ‬أن ‬الخلاف ‬اشتد ‬بين ‬قياديين ‬في ‬حزب ‬‮«‬المصباح‮»‬، ‬ليتطور ‬إلى ‬ارتفاع ‬في ‬نبرة ‬الصوت، ‬الأمر ‬الذي ‬دفع ‬بعبد ‬الله ‬باها ‬إلى ‬أخذ ‬المصحف، ‬والشروع ‬في ‬تلاوة ‬القرآن، ‬مما ‬جعل ‬القياديين ‬يهدآن، ‬وينصتان ‬للذكر ‬الحكيم ‬لمدة ‬فاقت ‬ال ‬10 ‬دقائق.‬
إلى ‬ذلك، ‬قال ‬محمد ‬أمين ‬باها، ‬النجل ‬الأكبر ‬للراحل ‬عبد ‬الله ‬باها: ‬‮«‬إن ‬الحادثة ‬الذي ‬أودت ‬بحياة ‬والدي، ‬قدر ‬الله ‬سبحانه ‬وتعالى ‬أن ‬يتوفاه ‬فيها ‬بعد ‬أن ‬حان ‬أجله‮»‬، ‬داعيا ‬في ‬تصريح ‬لموقع ‬‮«‬الإصلاح‮»‬، ‬‮«‬من ‬يتكلم ‬حول ‬هذه ‬الحادثة، ‬أن ‬يتقي ‬الله ‬سبحانه ‬وتعالى‮»‬، ‬ومشيرا ‬في ‬الوقت ‬ذاته ‬إلى ‬أن ‬والده ‬‮ ‬كان ‬يدعو ‬إلى ‬تقوى ‬الله ‬عز ‬وجل، ‬ويشدد ‬على ‬أن ‬‮«‬نتبين ‬ما ‬نقول ‬وأن ‬لا ‬نتبع ‬السبل ‬التي ‬تفرقنا ‬عن ‬الحقيقة، ‬لأن ‬منهج ‬التبين ‬منهج ‬أصيل ‬في ‬ديننا‮»‬.‬
وكشف ‬النجل ‬الأكبر ‬للفقيد ‬أن ‬والده ‬كانت ‬له ‬‮ ‬ثقة ‬كبيرة في ‬المؤسسات، ‬مضيفا ‬‮«‬وهي ‬نفس ‬ثقتنا، ‬التي ‬تجعلنا ‬نقول ‬إن ‬هناك ‬جهات ‬مختصة ‬تباشر ‬تحقيقا، ‬وإن ‬نتائجه ‬هي ‬التي ‬ستوضح ‬ملابسات ‬الحادثة، ‬والتي ‬لحد ‬الآن ‬تبين ‬مقدماتها ‬أنه ‬حادث ‬عرضي‮»‬. ‬لكن ‬يورد ‬أمين ‬باها ‬أنه ‬‮«‬يبقى ‬لخلاصات ‬التحقيق ‬الجاري ‬أن ‬تحمل ‬المسؤولية ‬إن ‬كانت ‬هناك ‬مسؤولية ‬لمن ‬أخطأ، ‬كما ‬ستمكن ‬من ‬تحديد ‬سياقات ‬وظروف ‬هذا ‬الحادث ‬الأليم‮»‬.‬
رباح ‬ينفي ‬فرضية ‬المؤامرة ‬في ‬موت ‬الوزير ‬باها ‬ويحذر ‬من ‬المتآمرين ‬على ‬البلاد
بلعيد ‬كروم
‬تدخل ‬عزيز ‬رباح، ‬وزير ‬التجهيز ‬والنقل ‬واللوجيستيك ‬بقوة، ‬مساء ‬أول ‬أمس، ‬للرد ‬على ‬ما ‬ذهبت ‬إليه ‬تغريدات ‬العديد ‬من ‬رواد ‬موقع ‬التواصل ‬الاجتماعي ‬‮»‬فيسبوك‮«‬، ‬حينما ‬شككت ‬في ‬الرواية ‬الرسمية ‬لوفاة ‬عبد ‬الله ‬باها، ‬وزير ‬الدولة ‬في ‬حكومة ‬بنكيران، ‬والقيادي ‬البارز ‬في ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية.‬
‬ودعا ‬رباح، ‬في ‬تغريدة ‬له، ‬رواد ‬‮»‬الفيسبوك‮«‬ ‬إلى ‬عدم ‬الانسياق ‬وراء ‬جهات ‬لم ‬يسمها، ‬تحاول ‬استهداف ‬استقرار ‬المملكة ‬بنشر ‬تفسيرات ‬لا ‬علاقة ‬لها ‬بالواقع، ‬قائلا: ‬‮»‬أرجوكم، ‬لا ‬تروجوا ‬لهذه ‬التخيلات،‮ ‬فبلادكم ‬بخير، ‬وإن ‬فقدت ‬أعز ‬رجالاتها ‬من ‬مثل ‬حبيبنا ‬عبد ‬الله ‬باها ‬رحمة ‬الله ‬عليه‮«‬.‬
‬وحذر ‬الوزير ‬ممن ‬وصفهم ‬بالمتآمرين ‬على ‬مصالح ‬هذا ‬الوطن، ‬وطالب ‬الشعب ‬المغربي ‬بالحفاظ ‬على ‬نهج ‬الإصلاح ‬في ‬ظل ‬الاستقرار ‬الذي ‬تنعم ‬به ‬المملكة، ‬وأضاف ‬‮»‬إن ‬للوطن ‬ربا ‬يحميه، ‬وملكية ‬توحده، ‬ودين ‬يرشده، ‬ونخبة ‬تصونه، ‬وشعب ‬يفديه ‬ويقظة ‬تحميه‮«‬.‬
‬وكشف ‬القيادي ‬في ‬حزب ‬بنكيران ‬عن ‬وجود ‬أطراف ‬تسعى ‬إلى ‬نشر ‬الرعب ‬في ‬البلد ‬وخلق ‬أجواء ‬اللا ‬استقرار ‬التي ‬تضر ‬بصور ‬البلاد ‬محليا ‬وإقليميا ‬ودوليا، ‬وختم ‬بقوله: ‬‮»‬لا ‬تكونوا ‬صدى ‬لمن ‬يريد ‬نشر ‬الرعب ‬في ‬البلد ‬وإخافة ‬المواطن ‬والأقرباء ‬والشركاء، ‬بعد ‬ما ‬أنعم ‬علينا ‬ربنا ‬بنعمة ‬الإصلاح ‬في ‬ظل ‬الاستقرار،‮ ‬رحمة ‬الله ‬على ‬السابقين ‬وحفظ ‬الله ‬الصادقين ‬وحمى ‬الله ‬هذا ‬البلد ‬الأمين ‬ونجانا ‬من ‬كل ‬متآمر ‬لعين‮«‬. ‬
‬وأثار ‬خبر ‬وفاة ‬عبد ‬الله ‬باها، ‬وزير ‬الدولة، ‬مساء ‬الأحد ‬المنصرم، ‬دهسا ‬بالقطار ‬في ‬نفس ‬مكان ‬وفاة ‬البرلماني، ‬الراحل ‬أحمد ‬الزايدي، ‬جدلا ‬واسعا ‬بين ‬رواد ‬مواقع ‬التواصل ‬الاجتماعي، ‬حيث ‬ذهبت ‬تعاليقهم ‬إلى ‬القول ‬ب»اغتيال‮«‬ ‬الوزير ‬باها ‬و»تصفيته‮«‬ ‬من ‬طرف ‬جهات ‬مجهولة ‬تستهدف ‬رموز ‬الإصلاح ‬في ‬هذه ‬البلاد، ‬معتبرة ‬أن ‬حادثة ‬القطار ‬مدبرة ‬ومسرحية ‬رديئة ‬الإخراج، ‬حسب ‬تعبير ‬أحدهم.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.