إذا كانتِ الأشجار تُضفي رونقا على المدن، فقدْ تُخْفي أغصانُها مخاطرَ كبيرة على السكّان، حينَ يحوّلها المجرمون إلى مخابئ للأسلحة البيضاء بجميع أنواعها، ويتخذها المشردونَ مآو لهُم. وخلالَ تشذيبِ الأشجار والعناية بالفضاءات الخضراء بمدينة أكادير، بعد تلقّي المصالح المعنية عشرات الشكايات من المواطنين، وقف العمّال المكلفون بالعملية التي أطلقتها الجماعة الحضرية لأكادير على كثير من الأسرار التي تُخفيها أغصان الأشجار والحشائش بالمدينة. وحسب تقرير أعدّته جمعية "بييزاج للبيئة"، التي تابعت العملية في إطار التنسيق مع رؤساء مصالح النظافة والمناطق الخضراء بأكادير، فقد أفضت عملية التشذيب إلى تعرية العديد من الخبايا ذات الطابع الإجرامي والممارسات اللاأخلاقية والخادشة للحياء العام. "بييزاج" قالت إنّ عملية تشذيب أشجار "الفيكيس" ذات الأغصان الكثيفة، وأنواع أخرى من الأشجار في العديد من المحاور الطرقية الرئيسية بمدينة أكادير، مكّنتْ من العثور على العديد من الأسلحة البيضاء والسيوف والسواطير، التي يخبّئها المجرمون بين أغصان الأشجار للقيام بعمليات إجرامية. ففي حديقة "أولهاو"، الواقعة في قلْب مدينة أكادير، وسط حيّ "تالبرجت"، والتي يقصدها الكثير من الزوار، من المدينة ومن السياح الأجانب، عثر عمّال النظافة على سيف بطولِ مِتْر، خبّأه مُجرم ألقت الشرطة القبض عليه بعْدَ عمليّة ترصّد ليلي، إذ جاءَ يبحث عنْ سيفه في حدود الثانية صباحا. ولمْ يتوقّف الأمرُ عند العثور على الأسلحة البيضاء والسيوف والسواطير خلال عملية تشذيب الأشجار وتنظيف المناطق الخضراء بمختلف المناطق بأكادير، بل تمّ العثور -حسب ما جاء في التقرير- على أصفاد للشرطة معلقة في شجرة في شارع الشيخ السعدي؛ ما اعتبرته جمعية "بييزاج" "سابقة خطيرة". وحسب المعطيات التي أفادَ بها المصدر فقد جرى فتح تحقيق أمنيّ لمعرفة مصدر تلك الأصفاد. عمّال النظافة، الذين قاموا بعملية تشذيب أشجار أكادير وتنقية مناطقها الخضراء، اضطروا إلى إخبار السلطات المحلية حينَ عثروا في حفرة كبيرة على جثّة؛ ولم يتنفّسْ المسؤولون الصعداء إلا حينَ تبيّن أنها جثة كلب، ملفوفة في كيس بلاستيكي وغطاء، مع وضع شاهد من الحجر على "قبر" الكلب. من جهة أخرى، قالت الجمعية المعنية بالبيئة إنَّ عملية تشذيب الأشجار والاعتناء بالمناطق الخضراء بأكادير كشفت وجود مطارح عشوائية مفتوحة، تُرمى فيها النفايات المختلفة، من موادّ البناء والنفايات المنزلية، فضلا عنْ كونها مرتعا لممارسات لا أخلاقية.