في خضم الأزمة التي تمر بها علاقة المغرب بالأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وتهديد عدد من قيادات جبهة البوليساريو بالعودة إلى السلاح، صعّدت ميلشيات الجبهة من خطواتها الاستفزازية وأجرت مناورة مسلحة بالذخيرة الحية في منطقة بئر لحلو العازلة. وأفادت وسائل إعلام تابعة للجبهة بأن الناحية العسكرية الخامسة أجرت مناورة عسكرية بالذخيرة الحية، أمس الاثنين، أشرف عليها المدعو المحفوظ الزين جامع، تنفيذا لما أسمته "التعليمات الصادرة عن اجتماع هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي يومي 20 و21 مارس الجاري". المناورة الجديدة جاءت يوما واحدا بعد لقاء عقدته شخصيات حكومية وعسكرية جزائرية مع من يسمى رئيس وزراء الانفصاليين عبد القادر الطالب عمر، حيث عبّر المسؤولون الجزائريون عن دعمهم للبوليساريو في نزاعها مع المغرب، في حين أفاد بلاغ صادر بعد هذا الاجتماع بأن المشاورات تمحورت حول المسائل الدبلوماسية والأمنية والإنسانية المشتركة، وحضره عبد المالك سلال، الوزير الأول الجزائري، ورمطان لعمامرة، وزير الخارجية، والفريق قايد صالح، قائد أركان الجيش، وعبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي. المناورة العسكرية الجديدة استمرت لساعات عدة، وزعمت وسائل الإعلام الموالية لجبهة البوليساريو أنها عرفت مشاركة كل الوحدات القتالية؛ "من مشاة محمولة ومدفعية الميدان والإسناد ووحدات الدفاع الجوي والهندسة ووحدات الإمداد"، معتبرة أن هذه المناورة تحاكي هجوما مباغتا في الساعات الأولى قبل شروق الشمس على وحدات عسكرية مغربية. وتأتي هذه المناورة في سياق تهديد عدد من قيادات البوليساريو بالعودة إلى السلاح ضد المغرب، حيث تعمل جاهدة لمحاولة استغلال التوتر الذي تمر به علاقة المملكة بالأمين العام للأمم المتحدة، بعد تصريحاته التي وصف فيها سيادة المغرب على الصحراء ب"الاحتلال". آخر هذه التصريحات جاءت على لسان ممثل الجبهة في منظمة الأممالمتحدة، أحمد البخاري، الذي انتقد قرار المغرب بتقليص المكون المدني، وخاصة السياسي، في بعثة الأممالمتحدة "المينورسو"، وإلغاء المساهمة الإرادية التي كانت تقدمها المملكة لتسهيل عمل البعثة، معتبرا أن هذا القرار يفتح الباب لاستئناف الحرب ضد المغرب. وأورد القيادي الانفصالي أن "مغادرة البعثة لأراضي الصحراء سيترك فراغا، وهي دعوة مباشرة للحرب مجددا مع المغرب، كما أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة تريد إيصال رسالة مفادها أن الرباط تود إنهاء مهام المينورسو، وهي الخطوة التي سترد عليها البوليساريو عبر استئناف الحرب"، على حد تعبيره.