يتطلع الشيخ العمرواي محمد، الذي تعدى عقده التاسع، بشوق، إلى اليوم الذي قد يتمكن فيه من أن يرى بأم عنينه حلم طفولته بتعبيد الطريق الممتدة على طول 14 كيلومترا، والرابطة بين منطقة "التوامة"، الواقعة جنوبآيت أورير بمحاذاة الطريق الوطنية الرابطة بين مراكش ووارزازات، بمنطقة "زاوية سيدي رحال" الواقعة على طريق بني ملال. الشيخ العمراوي، الذي قضى عمره بالكامل في دوار "لاربع" الشهير بأشجار الزيتون وبساتينه الغناء رغم الجفاف الذي يضرب المنطقة منذ سنوات، يحصر مطالب ساكنة أزيد من 20 دوارا تابعا لقبيلة "تجانة" في تعبيد هذه الطريق التي شكلت موضوعا لمجموعة من الشكايات والطلبات التي وجهت للمسؤولين المحليين في جماعة التوامة والإقليميين في آيت اوريرومراكش، ووطنيا على مستوى وزارتي التجهيز والداخلية. ويضيف: "سبق لنا أن نظمنا مسيرة نحو قيادة التوامة قبل أزيد من سنة من أجل المطالبة بتعبيد هذه الطريق، حتى نشعر بآدميتنا، ويتمكن أبناؤنا من التنقل بكل أمان. تصور أنه عندما تهطل الأمطار، فإن التلاميذ لا يتمكنون من الالتحاق بمؤسستهم التعليمية". يعرف سكان دواري "لاربع" و"تابيا"، ومعهم سكان باقي الدواوير المجاورة لهذه الطريق الوعرة غير المعبدة، أن إصلاح هذا الممر الطرقي الحيوي وتعبيده سيفك عنهم عزلتهم ويجعل من تنقلهم مسألة سهلة تساعدهم في قضاء حاجياتهم بكل يسر، وفق ما يؤكده حسن عمار، أحد أبناء هذه المنطقة القروية الذي يحرص على زيارتها أربع أو خمس مرات في السنة. حسن عمار، البالغ من العمر 56 سنة، يعود بذاكرته إلى سبعينيات القرن الماضي ويروي بعضا من التفاصيل المرتبطة بهذه الطريق، "كان الانتقال إلى السوق الأسبوعي للقبيلة، الذي كانت تحتضنه منطقة التوامة يوم السبت، وكان جل السكان يستعينون بالدواب في تنقلاتهم وقضاء حوائجهم، قبل أن يتحول الآن إلى يوم الخميس، مسألة صعبة وتتطلب صبر أيوب، قبل أن ينتشر استعمال سيارات (البيكاب) التي سهلت المأمورية بعض الشيء رغم وعورة الطريق". ويضيف المتحدث لهسبريس: "بسبب هذه المعاناة كنا نسمع الكثير من الوعود، وكان المسؤولون يؤكدون لنا، منذ أواسط السبعينيات، أن الطريق سيتم تعبيدها، لكنهم يكتفون بوضع طبقة من الحصى الصغير (توفنا)، وهي الوعود نفسها التي مازلنا نسمعها دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ على أرض الواقع".