شهد الأسبوع الحالي، بإقليم خنيفرة، ارتفاع وتيرة الاحتجاجات والمسيرات من طرف سكان عدد من الدواوير التابعة للجماعات القروية، حيث شهد يوم الثلاثاء 14 فبراير، وقفة احتجاجية لساكنة منطقة "سيدي عبد الكريم" التابعة لقيادة جماعة "أجلموس"، والذين طالبوا بربط قريتهم المعزولة بالطريق والكهرباء من أجل فك العزلة التي تعيشها منطقتهم منذ الاستقلال، وقد تلقوا وعودا من العمالة بالنظر في مطالبهم التي قالوا أن عدم تحقيقها "سيدفعهم إلى تصعيد غير منتظر". من جهة أخرى شهدت عمالة الإقليم زحفا لأربع دواوير أخرى يوم الخميس 16 فبراير، لرفع تظلماتهم إلى عمالة الإقليم، إذ تقاطر العديد من سكان دوار "عقبة" التابع لمشيخة "أيت عمو عيسى تبركنت" قيادة جماعة "أكلمام أزكزا – لهري" للمطالبة بالربط الكهربائي والطريق وإنجاز أشغال السواقي الفلاحية، إضافة إلى إرسال الطاقم الطبي والممرضين إلى المستشفى الذي بني بالمنطقة منذ أزيد من ثماني سنوات وبقي خاليا من أي موظف أو خدمة صحية. وقد تساءلوا عن الجدوى من بنائه إذا لم يقدم خدمات صحية، كما أكدوا على تسريع وثيرة دراسة الأوضاع بالمنطقة وإعطاء الانطلاقة الفعلية للأشغال. منبهين إلى أن أي تماطل سيدفعهم إلى النزوح إلى العاصمة الرباط لإيصال مطالبهم للدوائر العليا. دائما ومن نفس الجماعة - جماعة "اكلمام أزكزا"، واصل ساكنة دوار "تشابوت موغروم" مشيخة "أيت بوحماد" احتجاجاتهم أمام العمالة التي استقبلت لجنة تمثلهم إضافة إلى أعضاء من المجلس المسير للجماعة. وأكدوا في تصريحاتهم أن عامل الإقليم أبلغهم أن أشغال الربط بالكهرباء ستنطلق في المنطقة بخلال 25 يوما. لكن بالرغم من ذلك أبدى المحتجون تخوفهم من عدم الالتزام بهذه الوعود خاصة وأن الجماعة القروية "أكلمام" تتنصل من وعودها وتعيش أوضاعا كارثية نتيجة التسيير غير المعقلن لمواردها ونتيجة تداعيات المديونية التي تنخرها وهي ثاني أغنى جماعة بالمغرب. وعلاقة بنفس الجماعة دائما توافد مواطنون عن دوار "أيت أحمد أوعمو" مشيخة "أيت بومزوغ" إلى العمالة مستنكرين تصرفات الرئيس وممثلهم حيث الخروقات والفساد المستشري بالجماعة. وذكروا أن المدرسة والمسجد الخاصين بالدوار لا يتوفران على تجهيزات أساسية من نوافذ وأبواب وأفران، بل إن سقفيهما يقطران بالماء مما أدى إلى انقطاع التلاميذ عن الدراسة وإصابتهم بمضاعفات صحية خطيرة نتيجة البرد القارس. كما أن الطريق المؤدية لقريتهم لا تصلح بتاتا للتنقل، يضيف المصدر دائما. وعلى صعيد آخر، انطلق سكان قرية "أزدين" مشيخة "أيت شارظ " التابعة لقيادة جماعة "موحى أوحمو الزياني" والتي تبعد عن مركز خنيفرة بحوالي 20 كيلومترا يوم الخميس 16 فبراير، في مسيرة إلى العمالة مشيا على الأقدام وتكتلوا نساء وأطفالا وشيوخا وشبابا من أجل إتمام مشوار الاحتجاجات التي بدأتها نساؤهم منذ أسبوع تقريبا. ورفعوا شعارات منددة بالتسويف وساندهم، كما باقي الدواوير الأخرى، المعطلون وشباب حركة 20 فبراير فرع خنيفرة، و"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان". وذكروا بمطالبهم المشروعة وهي تعبيد الطريق ناحية قريتهم من أجل تمدرس أبنائهم المنقطعين بسبب كثرة غياب الأساتذة عن الدراسة، وتطبيب مرضاهم، إضافة إلى ربطها بالكهرباء. لكن المفاجأة كانت أعظم عندما استقبل الكاتب العام للعمالة ممثليهم في الحوار وأخلف الوعد الذي قطعه على نفسه بتعبيد الطريق بعد المشاورة مع رئيس جماعة "موحى أوحمو الزياني" في حوار سابق مع نساء القرية المعنية متذرعا بكون العمالة لا تتوفر على سنتيم واحد لتنفيذ مطالبهم المشروعة، علما وأن الطريق المعنية تمت برمجتها في أربع ولايات متتابعة دون أن يظهر لميزانيتها أثر، بل إن مستشارين عن نفس الجماعة أكدوا أنها حظيت بتمويل من الميزانية في السنوات الأخيرة ( 2007 - 2008 - 2009 ) - وصل إلى أكثر من 52 مليون سنتيم. وفي تطور آخر هدد الكاتب العام للعمالة أحد سكان القرية بالسجن وأخرج جيوبه من سرواله متهكما على المحاورين قائلا: "ما عندي ما نعطيكوم".