واصلت الصحف الصادرة اليوم الخميس ببلدان أوروبا الغربية تغطيتها لتداعيات الهجمات الإرهابية التي هزت أول أمس الثلاثاء العاصمة البلجيكية بروكسل ، مخلفة 32 قتيلا على الأقل ونحو 200 جريح. ففي بلجيكا ، ركزت الصحف على التدابير الواجب اتخاذها من قبل الحكومة البلجيكية لمنع وقوع هجمات مماثلة لتلك التي وقعت في 22 مارس في بروكسل. وفي هذا الصدد ، أكدت صحيفة "لا ليبر بلجيك" على ضرورة الاستفادة من دروس أحداث 22 مارس في بروكسل ، مشيرة الى تداعي بعض الأجهزة و التفكك التدريجي للسلطة العامة ، وضعف بعض أجهزة الاستخبارات . كما أشارت الى أنه ينبغي إعادة النظر في الواقع الحالي للمنظومة الأمنية للحصول على أجوبة ملموسة حول مواطن ضعفها. وشددت صحيفة "لوسوار" من جهتها ، على ضرورة إجراء حوار بناء بشأن الأربعين سنة الماضية في بلجيكا وسياستها المتعلقة بالأمن ، والاندماج ، وكذلك حول التراخي الواضح على مستوى بعض المرافق والقطاعات ، وعدم وضوح الرؤى المستقبلية ككل. أما صحيفة " لاديرنيير أور" فدعت الى بلورة أفكار و إيجاد حلول ، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة زمرة "داعش" الموجودة فوق الأراضي البلجيكية حتى لا تتكرر أبدا صور الرعب إلى البلاد. وفي فرنسا ، واصلت الصحف تركيزها على الهجمات التي تعرضت لها بروكسل حيث كتبت في هذا الصدد، صحيفة " لوموند" أن لا أحد يستطيع تجاهل أن الإرهاب سوف يستمر وأن المعركة ضد الجهاديين ستكون طويلة. وقالت الصحيفة " لا ينبغي لنا أن نتشبث بآمال كاذبة ، إذ أن الحرب ضد الإرهاب الجهادي والتغلب عليه ، ستستغرق وقتا طويلا ربما عدة سنوات ". من جانبها، أبرزت صحيفة " ليبيراسيون" ان البلجيكيين الذين تعرضوا بدورهم لضربات الإرهاب ، ترددوا في إعلان حالة الطوارئ، على عكس ما حدث في فرنسا، وأنهم اعتبروا أنه من الضروري مواصلة العيش كما كان الامر من قبل وبالتالي عدم الاستسلام للإرهاب. وفي نفس الموضوع، دعت صحيفة "لوفيغارو" الى تشديد العقوبات الجنائية بالنسبة لجرائم الإرهاب ، بما في ذلك تمديد عقوبة السجن مدى الحياة (التي لا تشمل حاليا سوى قتلة القصر) للإرهابيين كذلك. وفي ألمانيا واصلت أغلب الصحف الصادرة اليوم التركيز على الاعتداءات التي استهدفت بروكسيل ، إذ أن العديد من التعليقات سلطت الضوء على الدعوة إلى التعاون بين المخابرات الأوروبية وتشديد الاجراءات الامنية على الحدود. وكتبت صحيفة (لاندستسايتونغ) ، " يتعين علينا أن لا نستسلم للإرهاب بل أن نعمل على مكافحته ومواجهة الأمر بصرامة ووضع المصالح الخاصة جانبا " مشيرة إلى أنه حان الوقت لتتمكن أجهزة الأمن الأوروبية من رفع تحدي هذا الاختبار الذي يجتازه العالم بأسره ، بشكل جماعي. من جهتها اعتبرت صحيفة (ألغماينه تسايتونغ ) ، أن بلدان الاتحاد الأوروبي لا تتناقش مع بعضها البعض ، في مثل هذه القضايا بما فيه الكفاية مشيرة إلى أنه حتى سياساتها غير متطابقة . صحيفة (هاندلسبلات ) ، كان لها نفس الانطباع إذ أكدت أن كل المؤشرات تفيد بأن السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي ما تزال في بعض الدول الأعضاء لا تحظى بالاهتمام المطلوب مشيرة إلى أنه لا يوجد بلد في أوروبا يمكن أن يضمن أمنه والحصول على بيانات حول تدفقات الهجرة بمجهوده الفردي. وترى الصحيفة أن اللجوء إلى التدخل العسكري لمعالجة بعض المشاكل لا يعتبر حلا ، بل يدمر نموذج الحرية والديمقراطية الذي تنعم به أوروبا. وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالهجمات الإرهابية التي هزت أول أمس الثلاثاء العاصمة البلجيكية بروكسل، مخلفة 32 قتيلا على الأقل ونحو 200 جريح. وهكذا، كتبت (إلموندو) أن السلطات البلجيكية تعرفت على منفذي هذا الهجوم، مضيفة أن أحد الارهابيين كان قد رحل من تركيا إلى بلجيكا قبل أن يطلق سراحه، وأن المصالح الأمنية البلجيكية أطلقت عملية للقبض على شخص ثالث. وفي سياق متصل ذكرت (أ بي سي) أنه تم الإفراج عن إبراهيم البكراوي رغم تحذيرات السلطات التركية من تطرف محتمل لهذا الانتحاري الذي حاول الانضمام إلى صفوف مجموعة "داعش" الإرهابية عبر محافظة غازي عنتاب بجنوب تركيا. أما صحيفة (إلباييس)، فأوردت تصريحات رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، الذي اتهم البلدان الأوروبية بالتقصير والإهمال في مكافحة الإرهاب، داعيا البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إقامة تحالف لمواجهة هذه الآفة. من جهتها، أشارت (لا راثون) إلى أن مجموعة "داعش" الإرهابية تتوفر على اثني عشر خلية على الأقل و80 إرهابيا فوق التراب الأوروبي، مبرزة أن معظم هؤلاء الأفراد تلقوا تدريبات عسكرية على يد عبد الحميد أبوعود، الذي يعتبر المسؤول الرئيسي عن هجمات باريس. وفي إيطاليا ، واصلت الصحف تغطية الهجمات الارهابية التي تعرضت لها بروكسيل حيث كتبت '' لا ريبوبليكا '' أن الانتحاريين المتورطين في الهجوم معروفين لدى الشرطة البلجيكية، مشيرة إلى أن واحدا منهم كان سيبقى في السجن حتى عام 2020 ، لو لم يتم إطلاق سراحه. ووفقا للصحيفة، ترك أحد الانتحاريين وصية قال فيها انه سينتقم لصلاح الذي اعتقل قبل بضعة أيام من قبل الشرطة في بروكسل. وتحت عنوان ' هجمات بروكسل .. أربعة إرهابيين في حالة فرار: سنضرب مرة أخرى ''، كتبت '' كورييري ديلا سيرا '' أن انتحاريي بروكسل ينتمون لنفس الخلية الإرهابية التي كانت وراء هجمات باريس. وذكرت الصحيفة أن 400 جهادي تلقوا تدريبا داخل معسكرات تنظيم الدولة الإسلامية منتشرون في أوروبا وعلى استعداد لارتكاب هجمات، كما تم الكشف عنه من قبل المخابرات العراقية. أما صحيفة '' 'المساجيرو "، فأكدت من جانبها ، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كشف عن أن أحد انتحاريي بروكسل سبق أن اعتقل في تركيا وتم تسليمه إلى بلجيكا في يوليوز الماضي قبل أن تقرر السلطات القضائية الإفراج عنه. وفي بريطانيا، تناولت الصحف موضوع مكافحة الإرهاب حيث عادت صحيفة " الغارديان" للحديث عن قضية اثنين من الرعايا البريطانيين المتهمين بالتآمر لشن هجوم ضد مركز للشرطة وثكنة عسكرية في غرب لندن. ويتعلق الامر ، تضيف الصحيفة ، بصهيب ماجيد الذي كان قد قدم الولاء لتنظيم الدولة الاسلامية. وقد أدين أمس الأربعاء من قبل محكمة في لندن بالتخطيط لهجوم إرهابي ضد عناصر من الشرطة والجيش في لندن سنة 2014. ويعتبر ماجيد الذراع الأيمن لطارق حسن، الطالب في كلية الطب ، الذي أقر بأنه مذنب في فبراير الماضي. في فنلندا، كتبت صحيفة (هوففودستاد سبلاديت) أن العديد من الخطابات المعادية للمهاجرين والإسلام برزت على شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، بعد هجمات بروكسل. وقالت الصحيفة إن " دائرة معاداة المسلمين ستتسع ، وهذا بالضبط أحد الأهداف المتوخاة من العمليات الإرهابية التي أراد أصحابها إحداث التوترات بين المسلمين ومواطنيهم الأوروبيين من أتباع الديانات الأخرى". واعتبرت الصحيفة أن " بعض المعلقين، خصوصا من اليمين المتطرف، لا يستوعبون أن خطابهم يخدم أهداف الإرهابيين"، مشيرة إلى أن تنظيم الدولة الإرهابي "داعش" لطالما عمل على استبعاد المسلمين، قدر الإمكان، من المجتمعات الغربية ليصبحوا فريسة سهلة للتجنيد في صفوف خلاياه الإرهابية. وبحسب كاتب الافتتاحية، فإن الانتحاريين الذين نفذوا عملياتهم في بروكسل لم يستهدفوا فقط إيقاع أكبر عدد من المدنيين، بل أيضا ضرب فكرة التعايش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وأتباع الديانات الأخرى في أوروبا، في مناخ من التسامح وبدون خلفيات قومية ودينية. وأكد أن أولئك الذين لا يريدون دعم أهداف هؤلاء الإرهابيين ينبغي أن يسعوا إلى الاتحاد مع أي شخص مسالم، وأيا كان دينه، من أجل محاربة جميع الايديولوجيات التي تدعو إلى التعصب والإقصاء والتخويف. من جهتها، قالت صحيفة (افتنبوستن) " لقد أصبح من الواضح، وبشكل متزايد، أن الشبكة الإرهابية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في أوروبا أكبر مما كان يعتقد سابقا". وأبرزت الصحيفة أن السلطات الأمنية تعتقد أنه تم تدريب العديد من الإرهابيين لمهاجمة القارة الأوروبية، مشيرة إلى أن الشبكة التي نفذت هجمات باريسوبلجيكا هي الأعنف في أوروبا. وأكدت الصحيفة، التي تتبعت مسار العديد من الإرهابيين المتهمين في أعمال إرهابية في فرنساوبلجيكا، أنه تم تحديد هوية أكثر من ثلاثين شخصا أعضاء في الشبكة الإرهابية التي شاركت في هجوم باريس. وتساءلت الصحيفة عن الكيفية التي تمكن بها الإرهابيون من تنفيذ هجمات كبيرة بعد خمسة أشهر من هجمات باريسوبروكسل، في وقت كانت فيه مخابرات أوروبا متأهبة لكل الاحتمالات¿ وعلى صعيد آخر، تطرقت صحيفة (غوتيبورغ بوستن) السويدية إلى مبادرة الحكومة بشأن فرض "ضريبة على السكر"، ومن ضمنها المشروبات الغازية، لمحاربة السمنة لدى الأطفال. واعتبرت الصحيفة أن المشكل لا يكمن في هذه الضريبة وفي أهدافها المتمثلة في التقليل من استهلاك الحلويات والمشروبات الغازية، والتي هي أيضا مثيرة للجدل العلمي، بل في صلاحية الدولة في تحديد ما ينبغي للمواطنين استهلاكه. ويرى كاتب المقال أنه إذا كان السياسيون يريدون بالفعل اتخاذ إجراءات معينة لمكافحة السمنة وقلة النشاط البدني، فإن هناك خيارات أخرى، معتبرا أن اللجوء إلى السياسة الضريبية في هذا المجال لن يكون مجديا. وأشار في هذا الصدد إلى أن هناك طرقا عديدة تصب في اتجاه المحافظة على الصحة العامة، مقترحا إعطاء مساحة أكبر لحصص الرياضة في المدارس. وقال في هذا الصدد "بدلا من فرض ضرائب على المشروبات الغازية، ينبغي العمل على تحفيز الأطفال والشباب على ممارسة النشاط البدني.