واصلت الصحف الصادرة في بلدان غرب أوروبا تركيزها على الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها سبعة أماكن في العاصمة الفرنسية باريس. ففي فرنسا واصلت الصحف التعليق على الهجمات الارهابية التي هزت الجمعة الماضي باريس ، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان تمرين مكافحة الارهاب في اطار احترام دولة القانون، صعب وحاسم، مشيرة الى ان حي مولنبيك اصبح بؤرة للجهادية باروبا. واضافت ، ان هذا الحي الصناعي الذي انهكته الازمة، ويشكل مكانا لتمركز مهاجرين يعانون من البطالة والفقر، لا يبعد كثيرا عن مقر اللجنة الاروبية . وقالت الصحيفة ان قتلة 13 نونبر ينحدر العديد منهم من هذا الحي العمالي القديم، معتبرة ان هذا الشرخ نجم عن الازمة وعدم المساواة مما يسهل عملية استقطاب الجهاديين. من جهتها تطرقت صحيفة (لوموند) الى خطاب الرئيس فرانسوا هولاند امام البرلمان مشيرة الى ان هولاند جعل اليمين من خلال الاجراءات الامنية التي اعلنها عنها في وضع غير مريح. من جانبها نشرت صحيفة (لوفيغارو) استطلاعا للرأي انجز لحسابها والذي مفاده ان الفرنسيين مستعدين لحريات اقل مقابل مزيد من الامن. وفي ألمانيا، واصلت الصحف تسليط الضوء على تداعيات اعتداءات باريس، كإلغاء مباراة كرة القدم التي كانت مقررة بين المنتخبين الالماني والهولندي في هانوفر، بناء على معلومات بوجود "تهديد إرهابي فعلي" ، ثم طلب فرنسا بشكل رسمي لمساعدات عسكرية من الاتحاد الأوروبي. وكتبت صحيفة (دي فيلت) أنه من المتوقع أن تتغير الحياة اليومية في ألمانيا وأوروبا على ضوء التطورات الأخيرة لاعتداءات باريس مشيرة إلى أن " نتائج الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ستجبر الدول الأوروبية على توفير أمن بقوة جديدة إذا كانت تريد أن تعيش حياة طبيعية ، ثم علينا جميعا أن نقبل ببروز تغيرات على مدننا ". وعبرت عن الأسف لتداعيات هذا الوضع " على السلام السائد بيننا في حياتنا المدنية ". من جهتها ذكرت صحيفة (دي تاغستسايتونغ ) الألمانية أن فرنسا طلبت بشكل رسمي من دول الاتحاد الأوروبي وليس من حلف شمال الاطلسي ، دعمها عسكريا لمكافحة (داعش) مستندة في ذلك على بند في المعاهدات الأوروبية ، الخاصة بالمساعدة المتبادلة. وأشارت الصحيفة إلى أن فرنسا اختارت هذا النهج كحل وسط مضيفة أن هذا الطلب يهم أيضا ألمانيا. من جانبها كتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أنه بعد القرار الذي اتخذ بالإجماع في بروكسل حول مساعدة فرنسا ، فإن الدعم " لم يعد يقتصر على الادانة والتضامن الرمزي " مؤكدة أن "برلين عليها الآن أن تأخذ هذا الأمر على محمل الجد ، خاصة وأن فرنسا هي الشريك الأساسي لديها على الإطلاق ". واعتبرت الصحيفة أن " هذه اللحظات التاريخية قد تكون حاسمة بالنسبة للعلاقات بين البلدين ، وعلى مستقبلهما " محذرة من سقوط الاتحاد الأوروبي ، الذي انقسم حول أزمة اللاجئين بشكل "عميق" ، في نفس الانقسام في مكافحة الارهاب. أما (زود دويتشه تسايتونغ) فترى أن "فرنسا تستحق كل التضامن والمساعدة في هذه اللحظة العصيبة ، إلا أن الرئيس فرانسوا هولاند يطلب المساعدة ليس فقط في حرب بلاده على تنظيم (داعش) في العراق وسوريا ، ولكن حتى في افريقيا". وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الامر يطرح العديد من الأسئلة من قبيل " من سيقود هذه الحرب ، وما هي أهدافها ، وهل فقط للانتقام لباريس أو من أجل الانتصار على (داعش) ، وما هي استراتيجية هذا القتال ، في ظل وجود الرئيس بشار الأسد الذي لديه قواسم مشتركة مع التنظيم الإجرامي (داعش) ". وفي سويسرا، واصلت الصحف اهتمامها بتداعيات الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت باريس الجمعة الماضية. فتحت عنوان، "داعش لن تذهب بعيدا " كتبت جريدة (لوطون) أن المجموعة " الجهادية " المنحصرة في الشرق الأوسط، اختارت الهروب إلى الأمام نحو الإرهاب الشامل. وأوضحت أن الجهاديين يحاولون الحفاظ على حالة الرعب حتى لا يسقطوا في نفس المأزق الذي دخل إليه تنظيم القاعدة، مشيرة إلى أن الإرهاب الشامل ليس أكثر فاعلية، على المستوى الاستراتيجي، من عمليات القصف الجوي دون دعم بري. وتساءلت (لاتريبون) في هذا الصدد كيف أصبحت بلجيكا أرضية للإرهاب في أوروبا، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تساهم فيها الوضعية الجغرافية للمملكة و"ضعف الدولة المركزية ". وأشارت الجريدة إلى أن بعض البلدان الأوروبية تبقى غير قادرة على الرد بشكل جماعي في القضايا المتعلقة بالامن. وتوقفت (24 ساعة) عند دعوة الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي من أجلا إعادة تقييم برنامج استقبال 10 آلاف لاجئ ، بعد أقل من أسبوع بعد اكتشاف جواز سفر سوري بالقرب من أشلاء أحد الانتحاريين في اعتداءات باريس. وأكدت أن المنتخبين الأمريكيين يؤكدون على ضرورة التوازن بين ضمان الأمن والجانب الإنساني، مما يعقد من مهام الجهاز التنفيذي الذي يجد صعوبة في إقناع الطبقة السياسية بعدم الوقوع في أي خلط في هذا المجال وفي إسبانيا واصلت الصحف اهتمامها بالاعتداءات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية وما ترتب عنها من عواقب. وكتبت (إلموندو)، تحت عنوان "فرنسا تطالب أوروبا بالمشاركة في الحرب على داعش"، أن هولاند رفع بند التضامن داخل الاتحاد الأوروبي الذي يفرض على البلدان الأعضاء تقديم المساعدة العسكرية لبعضها البعض، في حال تعرض إحداها لهجوم. واعتبرت اليومية في افتتاحيتها حول الموضوع نفسه، أنه "يتعين على إسبانيا أن تكون حليفا حذرا ومتضامنا"، مشيرة إلى الخلاف بين بلدان الاتحاد الأوروبي بشأن طريقة تقديم الدعم لفرنسا. من جهتها، أوردت (إلباييس)، في مقال بعنوان "هولاند وبوتين على رأس حملة عالمية ضد ما يسمى بالدولة الإسلامية"، أن فرنسا وروسيا قررتا تنسيق هجماتهما ضد "داعش" في سورية، مشيرة إلى أن هذا التنسيق يشكل خطوة أولى نحو تحالف عالمي يسعى الرئيس الفرنسي لتشكيله ضد هذه المجموعة الإرهابية. وفي سياق متصل كتبت (لا راثون)، تحت عنوان "هولاند وبوتين كونا، وحدهما، تحالفا عالميا ضد الجهادية"، أن سعي الرئيس الفرنسي لإعلان "حرب عالمية" على الإرهاب وما يسمى ب"الدولة الإسلامية" عبر تحالف دولي، بدأ يتبلور من خلال الاتفاق الفرنسي الروسي بشأن تنسيق هجماتهما العسكرية في سورية. أما صحيفة (أ بي سي) فتطرقت لآثار الإرهاب على المواعيد الرياضية في القارة الأوروبية، خاصة إلغاء المباراة الودية التي كان من المقرر أن تجمع أمس الثلاثاء بين بلجيكاوأسبانيا، وكذا مباراة ألمانيا وهولندا، مضيفة أن ذلك يدل على أن القارة الأوروبية مستهدفة من قبل الجهاديين. وفي البرتغال، خصصت الصحف تعاليقها للأزمة السياسية في البلاد، وما يعرف بقضية التأشيرات الذهبية المتهم فيها وزير داخلية سابق. فتحت عنوان "كافاكو سيلفا يقلل من الأزمة السياسية"، كتبت (بوبليكو) أن الرئيس أنيبال كافاكو سيلفا حاول أول أمس الثلاثاء طمأنة البرتغاليين بخصوص العواقب المحتملة للأزمة السياسية الراهنة في البلاد، معتبرا أن المناخ الاقتصادي الحالي هو أفضل بكثير مما كان عليه سنة 2011 والذي تطلب طلب مساعدة مالية. وأضافت أنه خلال سفره ليومين إلى جزيرة ماديرا في أوج الأزمة السياسية، بدا كافاكو سيلفا صارما فيما يتعلق بالأجندة المحددة سلفا قبل اتخاذ قراره بشأن الوضع السياسي، مشيرة إلى أنه خاطب المستثمرين أنه ليس هناك ما يدعو للقلق بشأن العواقب المترتبة عن هذه الأزمة. من جهتها سجلت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس"، أنه تم توجيه الاتهام لوزير الداخلية السابق، ميغيل ماسيدو، الذي استقال من منصبه قبل عام في أعقاب تفجر قضية فساد مرتبطة بمنح فيزات ذهبية، في إطار هذه القضية. وتابعت اليومية أن ماسيدو متهم بالتلاعب واستغلال النفوذ، مذكرة بأن مسؤولين كبار من محيط الوزير السابق، خاصة مدير الأمن والحدود، مانويل جرميلا بالوس، والكاتبة العامة لوزارة العدل، ماريا أنطونيا أنس، والمدير الإداري للموثقين، أنطونيو فيغيريدو، جرى اعتقالهم في إطار تحقيق أطلق عليه "متاهة" مرتبط بقضية الفساد هذه. وفي بلجيكا، كتبت جريدة (لوسوار) في صفحتها الأولى أنه بعد اعتداءات باريس، التزمت دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع بتقديم المساعدة لفرنسا، بما فيها العسكرية. واعتبرت أنه "من المستحيل ألا تتضامن بلجيكا مع فرنسا مبدئيا بالنظر للتاريخ المشترك وللقرب الجغرافي وكذا بالنظر لوجود محور " جهادي (مولينبيك باريس " لذلك نشعر أننا مدينون". من جانبها، نشرت (لاليبر بلجيك) و(لادادرنيير أور) مقالا تحت عنوان " كيف اختطفت داعش إبني " تتحدث فيه أم بلال حدفي، أحد الانتحاريين بستاد دو فرانس في شهادة مؤثرة حكت فيها الانحراف التدريجي لابنها.