أكد الوزير المنتدب في الخارجية، ناصر بوريطة، أن المغرب ليس لديه مشكل الأممالمتحدة، وإنما مع أمينها العام، الذي يعد موظفا أمميا، معتبرا أن الأمين العام الأممي بان كي مون "وقع في العديد من الانزلاقات الخطيرة التي من شأنها أن تغير مسار الملف بشكل كبير"، كما أنه "تطاول على الملك محمد السادس"، عندما أكد له الجانب المغربي أن موعد زيارته إلى المملكة لا يتناسب مع أجندة عاهل البلاد، الذي كان في زيارة رسمية إلى الخارج، وهو ما رد عليه بأنه "ليس من المهم أن يلتقي بالملك، ومن الممكن أن يلتقي أي مسؤول آخر". أخطاء "كي مون" وعدد بوريطة الانزلاقات والأخطاء التي وقع فيها الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته إلى كل من مخيمات تندوف والجزائر، أولها "توصيف المغرب بالبلد المحتل، الذي يعد إشارة خطيرة"، كما أن "زيارته إلى بئر لحلو لم يكن مخططا لها قبل ثلاثة أيام من زيارته إلى المنطقة، وعندما علم المغرب بالأمر رفض هذه الزيارة، لأنه لم يسبق لأي أمين عام للأمم المتحدة أن زاروا منطقة بئر لحلو؛ ورغم الرفض المغربي كان هناك إصرار من طرف بان كي مون على زيارة المنطقة". ولفت الوزير ذاته إلى أن "الخطير في زيارة كي مون إلى بئر لحلو أنه انطلق من تندوف، ما يعني أنه يعتبر المنطقة امتدادا لتندوف"؛ معتبرا أنه "كان من الطبيعي أن تنطلق الزيارة من مدينة العيون"، مواصلا بأن "بئر لحلو منطقة عازلة، تم إعطاؤها للأمم المتحدة من طرف المغرب من أجل تدبير وقف إطلاق النار، كما أن الأمين العام الأممي قام بزيارة المنطقة رفقة شخص يرتدي زيا عسكريا لجبهة البوليساريو". "أما المؤاخذة الثالثة التي سجلتها المملكة على زيارة كي مون أنه قال في ندوة صحافية بالجزائر إن الاستفتاء مازال يمكن تطبيقه، علما أن المقررات الأممية وقرارات مجلس الأمن لم تعد تتحدث عن الاستفتاء"، يقول الوزير ذاته، مشيرا إلى أن "مهمة كي مون هي تسهيل الملف وليس حتى الوساطة، على اعتبار أن ملف الصحراء في يد مجلس الأمن". وتحدث الوزير ذاته عن العديد من الإشارات التي صاحبت زيارة بان كي مون إلى مخيمات تندوف، والتي تنم عن خروجه عن الحياد، وهي "صوره في المخيمات وهو يرفع شارة النصر، وتصريحه بأنه يريد الإعلان عن مؤتمر للمانحين للمخيمات". "ومن شروط مؤتمر المانحين أن يكون هناك سقف له، وتحديد للجهة المستفيدة، وإلى حد الآن ليس هناك إحصاء لساكنة مخيمات تندوف"، حسب تعبير الوزير، الذي استغرب تجاهل تقرير الاتحاد الأوروبي، الذي كشف التلاعب بالمساعدات الإنسانية الموجهة لساكنة تندوف. رد الفعل المغربي وعن رد الفعل المغربي، تحدث بوريطة عن اللقاء الذي جمع بين صلاح الدين مزوار والأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك، والبلاغ الذي أصدرته الأمانة العامة، والذي وصفه ب"الخطير"، على اعتبار أنه "تحدث عن سوء فهم لكلمة احتلال، وغضب الأمين العام من المسيرة التي خرجت بالرباط، وكأن بان كي مون يريد منع المغاربة من حق دستوري". وزاد الوزير المنتدب بأن "كي مون حاول الخلط بين شخصه وبين هيئة الأممالمتحدة عندما اعتبر أن التظاهر ليس ضده، وإنما ضد الأممالمتحدة، في حين أن الأمين العام ليس سوى موظف، والمغرب يميز جيدا بين الأمين العام والأممالمتحدة، إذ إن وهناك جنودا مغاربة ماتوا حفاظا على السلم العالمي، ولعل المغرب هو البلد الوحيد الذي شارك في عمليات حفظ سلام في القارات الأربع". وشدد بوريطة على أن المغرب "لا يحتاج إلى دروس من الأمين العام للأمم المتحدة في مجال التعامل مع الهيئة الأممية، ولا مع مجلس الأمن، فالمملكة تترأس منتدى مكافحة الإرهاب، التابع لمجلس الأمن، كما أنها تترأس قمة المناخ العالمية للعام الحالي". وأوضح الوزير ذاته أن "تعليق المغرب قرار سحب قواته من قوات حفظ السلام في الدول الإفريقية مرده إلى طلب من الدول التي تتواجد فيها هذه القوات، بالإضافة إلى طلب من دول مجلس الأمن التي تكلف هذه البعثات".